أحد من يسمونهم قيادات المؤتمر الشعبي أراد أن يقول لنا شيئاً عن سيرة البرهان وانتمائه )العضوي( للمؤتمر الوطني..!! وهذه (لفة طويلة) لا حاجة لها ولا نفع فيها..!! فكل الناس يعرفون أن البرهان والمؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني والحركة (الزلنطحية) التي ينسبونها للإسلام كلهم (شيء واحد) بغيض على السودانيين هو (الإنقاذ)…فجميعهم إنقاذيون..وما يقوله احدهم عن الآخر عبر هذه الألاعيب المكشوفة و(السخيفة) إنما هو (إعادة تدوير) لما يشتغل العالم الآن عليه ويحض على ممارسته حتى يصبح كوكب الأرض أكثر نظافة وصحة..!!
حديث هذا القيادي الشعبي (وهو أبوبكر عبد الرازق) محاولة فاشلة يقصد من ورائها توهين قوى الثورة وتصوير إزالة انقلاب الإنقاذيين بأنه أمر مستحيل..! فهو مثل إخوانه لا يؤمن بإرادة الشعوب ولا يأخذ العبرة من ثورة ديسمبر عندما هرع الانقاذيون إلى الجري والاختباء و(ترجرجت اقفيتهم من خلفهم) واندسوا في الجحور وبعضهم هرب مولياً الإدبار إلى البيوت السرّية ولم يعقّب…والبعض إلى المطارات وقد أصابهم الهلع وهم في عجلة من أمرهم يحملون ما خف وثقل من الأموال والمعادن المنهوبة في جيوبهم وحقائبهم و(أعناق نسائهم)..!!
إنه يريد أن يلعب على ذكاء الناس فيقول إن سلطة الانقلاب الإنقاذية لا تسقط بالإضرابات..! وهو يصف هذه الحراك العظيم وهذه الثورة الباسلة بالإضرابات..!! وهذا نوع من الرهاب الإنسحابي والخوف من مواجهة الحقائق و(فوبيا الأمكنة المغلقة)..!! فهو لا يستطيع أن يذكر اسم الثورة ولا الحديث عن حجم المواكب وجسارة المحتجين..! ثم إنه يريد أن يصل إلى غايته عبر نفخ (البالونات الإنقاذية القديمة) المهترئة بقوله إن البرهان (مسنود بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية)…! ثم يعود ليحدثنا عن كتائب الإنقاذ الإستراتيجية التي تقوم بتشغيل مرافق الدولة الخدمية عند الإضرابات…! وأين هذه المرافق الخدمية التي تعمل الآن في دولة الانقلاب الإنقاذي حتى يقوم بتشغيلها الكتائبيون من جماعة المشروع الحضاري..؟! ما هذا السخف وما هذه السماجة بعد ابيضاض الرؤوس وتجريفها..؟! والى متى هذا الهراء عن كتائب الهجير و(كتائب الظل)..؟! وأين هذا الكلام من نهضة البلاد وتعميرها..ومن الحرية والسلام والعدالة وبناء الدولة..؟! ألا يعرف هؤلاء القوم في الدنيا غير التعطيل والتعويق والخراب..؟! وهل يظن هذا الرجل أن الشعب سيرتجف وينكص أمام هذه الهنابيل والأزلام و(الزومبي) والرمم المتفسخّة..!
ثم يورد منسوب الشعبي ما هو معلوم للناس من نسبة البرهان لنظام الإنقاذ البائد ولا يزيد على ما يعرفه الناس عنه..بل ما يعرفون أكثر منه..!! فيقول في بعض التفاصيل و(البهارات) عن انتماء البرهان الوثيق بالإنقاذ إن البرهان كان رئيساً للمؤتمر الوطني بنيرتتي في جبل مرة بولاية وسط دارفور بجانب عضويته في القطاع العسكري للحركة الإسلامية..وأن اختياره قد تم (بحيلة اخونجية) عبر التسويق لإسمه في ميدان الاعتصام باعتبار أنه ينتمي لحزب البعث…!!
ما هذا الركام الغث الذي يشتمل على الكذب والخداع والتزييف والتمويه والأعمال القذرة التي ينسبها هذا المؤتمرجي الشعبي لأصحاب الشريعة الذين جاءوا لتنظيف حقل السياسة من الكذب والفجور..!! وألا يعرف هذا القيادي (الشعبوي) مدى سوء الظن العريض الذي يرتبط بأذهان السودانيين عندما يأتي ذكر أي شخص ينتمي للإنقاذ..!
كتب الله علينا في السودان..في هذا المنعطف من الحياة الدنيا وفي هذا العصر أن يكون بيننا أمثال هؤلاء القوم الذين لا نعرف كيف نستطيع التعامل مع منطلقاتهم وكيف نواجه ترّهاتهم التي لا نهاية لها…ونحن نرى دول العالم من حولنا حتى في قارتنا الإفريقية تنفض عنها ظلامات الجهل والبلاهة..وتسعى حثيثاً نحو مراقي التنمية وأنوار المعرفة التي تشكّل فيها الثانية الواحدة من الزمن (بل أجزاء الثانية بلغة الفيمتو والكيمياء الفيزيائية) جوهراً حيوياً غالياً لا ينبغي إضاعته….الله لا كسّبكم..!!
murtadamore@yahoo.com