ينتسب الدكتور عوض دكّام علي الى عائلة الدكّامية المشهورة في حلفاية الملوك التي ولد و ترعرع فيها . تلقّى تعليمه الأولي في مدرسة الشيخ أمين بالخرطوم بحري و الأوسط في مدرسة الأقباط ثم الثانوي في مدرسة الإنجيلية التابعة للبعثة التعليمية المصرية . عمل بالتدريس في المدارس الأولية لمدة عام بحلة خوجلي في بحري . بعدها و في حكومة الفريق إبراهيم عبود أبتعث لدراسة الطب في يوغسلافيا بمنحة للطلاب السودانيين من الزعيم جوزيف تيتو و تخصص في طب الأسنان . بعد أن نال البكالوريوس عاد الى السودان وعمل بوزارة الصحة طبيبا بمستشفى أم درمان ومستشفى بحري وبعد عامين افتتح قسم الأسنان بمستشفى بحري . في نفس الفترة افتتح الدكتور عوض دكّام عيادة صغيرة خاصة به وبعد أن ذاع صيته قام بفتح عيادة كبيرة في شارع علي عبد الرحمن ببحري وكانت نموذجا لأجمل عيادة في السودان حيث كانت أرضية عيادته مفروشة بالسجّاد الفاخر والكراسي الوثيرة تفوح منها رائحة بخور الصندل وهو أول طبيب يضع تلفزيونا في عيادته وثلاجة لتوفير المياه الباردة لمرضاه وكان نظيفا ودقيقا في التعقيم فتجده يحاسب مساعديه إذا أخطأوا في طريقة النظافة والتعقيم ولكن بأسلوبه الخاص فلا يسئ بل بنظرة واحدة حادة يعالج الأمر. كان يكسب حب المرضى من جميع الأعمار وكان لايقبل تقديـم أي شئ على مريضه و بعض المرضى يأتون إليه وهم في حالة توتر وبروحه المرحة يقوم بإخراجهم من تلك الحالة التي أتوا بها .عرف عنه الصرامة و الانضباط في عمله ففي ذات مرّة عندما كان مديرا لمستشفى الأسنان دعا كل الموظفين و العمال لحفل في منزله و تأخروا معه الى منتصف الليل . حضر للمستشفى في الصباح قبل الجميع و وقف ممسكا بدفتر الحضور و كل من إعتذر بأنه تأخر بسبب حفلته بالأمس سجّل ضده مخالفه فتعجّب الجميع و أعجبوا بعدم مجاملته فى العمل . و من حبه للنظافة والنظام و فى فترة ادارته للمستشفى لاحظ عدم سقاية الاشجار في الصباح وسأل عن السبب فعرف أن المياة مقطوعة واتصل فورا بالمطافئ وقال بأن هناك حريقا في مستشفى الأسنان ولما جاء رجال المطافئ وسألوا عن مكان الحريق ردّ عليهم عوض دكّام بظرفه المعروف : (الحريق هنا ) مشيرا الى النجيلة فما كان من رجال المطافئ الا أن أفرغوا فيها المياه .
كان اجتماعيا من الدرجة الاولي وكان مجاملا و بارا بأهله في حلفاية الملوك يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ويعرف الصغير والكبير وباسمائهم وفوق كل هذا وذاك فهو ملم بمعرفة أنسابهم و رغم التزامه و صرامته في العمل واحترام الوقت الا أنه كان يجد الوقت لمواصلة كل أهل الحلفايا . كان ذائع الصيت ليس في الحلفايا فقط بل يعرفه كل أهل السودان حتى المتشردين من الصبية الشماسة . حدث ذات يوم أن وفد بعض الشماسة من الخرطوم إلى بحري وانقضّوا دون معرفة على سيارته الواقفة عند عيادته ببحري واخذوا الحقيبة وفي المساء حين أرادوا اقتسام الغنيمة فتحوا الشنطة فوجدوا صورته وأوراقه وعندها صاحوا : (دي بتاعة عوض دكّام !! ) وأغلقوا الحقيبة وفي صباح اليوم التالي أرجعوها وهم يبدون له أسفهم الشديد عن فعلتهم .
اشتهر بعشقه للفن والفنانين وبادلوه الحب وهو الشخص الوحيد الذي منح عضوية اتحاد الفنانين وهو ليس بفنان عامل فيه .
كان الدكتور عوض دكّام يمشي بين الناس بالطرفة والنكتة الخفيفة لأنه كان أنساناُ خفيف الظل هاشا باشا يلطف الأجواء بالنكات والقفشات السريعة ومداعباُ للصغير والكبير واشتهر بالطرفة والفكاهة وحلاوة اللسان ومما يروى عنه :-
كان في فراش ( بيت بكا ) ومشى عشان يدفع في الكشف . . وواحد من أصحابو قال ليهو : أنت يا عوض مفروض تدفع بالدولار . . ردّ وقال ليهو : ليه فارشين في السوق الحر !! .
عوض دكّام قال فى واحد مشى يقلع ضرسو فى مصر الدكتور قالو ليهو : يا زول ما عندكم دكاترة أسنان فى السودان ؟ السوداني قال ليهو: فى دكاترة بس الحكومة مانعانا نفتح خشمنا !! .
مرّة عوض دكام دخل العيادة بتاعتو لقى في كشف المرضى اسم فتحي فرج الله لاعب المريخ زمان و ما كان شافو قبل كدا .
طبعا فتحي فرج الله عيونو في نص راسو . المهم دكّام عاوز يشوفو قام ناداهو أول واحد ولما دخل عليهو اتخلع من شناتو و كان متخيلو نجم وجيه قال ليهو : انت فتحي ؟ قال ليهو : أيوا أنا فتحي.. دكّام ردّ بسرعة : طيب فرج الله يكون كيف ؟ ! .
حكايتو مع الطيب سيخه وحكاها بطريقتو قال : من ما الله خلقنى ما شفت لي زول عندو فلجتين !! .
في بداية حكم الانقاذ الزمت رئاسة الوزراء كل القيادات المدنية بأداء خدمة الدفاع الشعبي ومن بينهم عوض دكّام عندما كان مديرا لمستشفى الأسنان الواقع بجوار مبنى مجلس الوزراء . أخذ عوض خطاب التكليف وذهب لمقابلة عوض الجاز وقال له بالحرف : ( يا عوض يا اخوي انا بمشي الدفاع الشعبي لكن ما بحلق صلعة … انا شعري ده بربّي فيهو من ما ولدوني كان حلقتوهو لي تاني مابقوم !!) .
وكعادة معسكرات الدفاع الشعبي أيضا في احدى المرات أخبره أحد زملائه بأن قرارا سيصدر قريبا بنقله الي بابنوسه فقال له : (والله لو نقلوني بابا كوستا ما بمشي !! ) .
عوض دكّام كان مرّة سايق عربيتو بالليل وقفوهو عساكر دورية للتفتيش و سألوهو: شايل شنو فى الضهرية ؟ قال ليهم : جنا حرام . العساكر قالوا ليهو : يا زول انت بتهظر؟ .. فتحو الضهرية و قالو ليهو : دا جنا جداد . قام رد عليهم : (ما ياهو جنا حرام .. عمركم شفتو ليكم ديك عقد ليهو على جدادة ؟ ) .
كان له أحد اقربائه توفّيت والدته ولم يحضر عوض ليقوم بواجب العزاء وبعد عدة سنين توفيت والدة عوض وكان الرد بالمثل من قريبه وبعد فتره تقابلا في احدي الطرق وكان عوض يقود سيارته فأوقفها و قال له : (اركب يا اخوي القدم بالقدم والماتن الاتنين خدم !! )
تزوّج الدكتور من خارج العائلة فجاءه ابن أخته طالبا إحدى بناته فكان رده : ( يا ولدي نحن ننضف وانت جايي توسّخ ) كناية على أن زوجته كانت بيضاء اللون .
ومرّه كان واقف في محطه البنزين ومعاهو زوجتو في العربية الكل كان بعاين ومزهول باللون الابيض الراكب مع الزول الاسود دا .
عوض دكام نزل من عربيتو وقال ليهم : ( يا انتو ماشفتو ليكم سندوتش جبنة بالزيتون قبل كدا ؟ !) .
مرّة قال (حليلك يا السودان… دكاترتك من حليم و أنيس بقوا دكّام و خميس) إشارة لدكتور عبد الحليم محمد و دكتور إبراهيم أنيس وخميس هو الدكتور عبد القادر خميس جراح العظام المشهور والصديق و توأم الروح لعوض دكّام جمعتهما نفس الطباع من خفّة الدم و حب الفن و الغناء . و كذلك انتشرت عبارة (والله كلام يا عوض دكّام .. والله حديث يا عبد القادر خميس)
نوادر عوض دكّام كثيرة لاتحصى وسرده للطرائف كان شيقا ولا يستطيع أحد أن يجاريه … أحبه كل من سمع به و ان لم يره ولازلنا نتذكّر مساجلاته في الصحف مع الدكتور محمد عبد الريح الذي أطلق عليه عوض (دكتور حشرات) . عوض دكّام هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يضحكك ولو كنت مهموما .
تزوّج عوض من الدكتورة إحسان محمود مبارك وأنجب منها سارة ثمّ انفصلا ثم تزوج من سمية محمد محمود موسى وأنجب منها سامر وسامي وساجدة وساهرة .
توفى عوض دكّام الدكتور الانسان في يوم الاثنين 18/ 3/1997 م بمدينة القاهرة عندما كان مشاركا في مؤتمر الأطباء العرب و نقل جثمانه الى السودان حيث قبر بحلفاية الملوك و ودّعه موكب رهيب ضمّ العديد من الشخصيات الرسمية و الشعبية وشيعوه الي مثواه الأخير بمقابر الصوارد .
رجل جميل ورقيق عاش محبا محبوبا ومات راضيا مرضيا في حياته. رسم بسمة علي شفاه أغلب السودانين وعند مماته جرت دمعه علي تلك الوجوه المبتسمة . قاوم العنصرية في بلده بالطرفة وما أن تسمع اسمه الا وتتبسم فقد كان رائعاً بمعنى الكلمة . رحم الله عوض دكّام و نضّر وجهه بمثل ما نضّر الوجوه بالابتسامة و أطقم الأسنان . ألا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
الشكر موصول لكل من أتاح لنا معلومة في هذه السيرة العطرة .
كانت اشاره واستدلال وتعقيب وتعبير عن إندهاشه وحالة ذهول..عبر سنوات واماسى وليالى وزمن تناثرت وتبعثرت كل تلك العبارات التعابير بشكلها وملمحها الذكى الجذاب وصارت تتردد من افواه الناس وتثير ضجه من وهج الفرح وتشير الى دكتور عوض دكام..الذى كان بدرا ينير ليالى ولحظات المجتمع فى العاصمه المثلثه واين ما ذهب..
اليوم اصبحت اغنيه واحدث اغنيه من غناء البنات…تبدا بكلام .يا عوض دكام…ثم تتنقل فى وصف مشاهد عده..
هى تخليد ذكرى لرجل فنان بمعنى الكلمه وإنسان بحق وصديق بوفاء منقطع النظير..
ياعوض دكام
نحنا ماناسين
للعهود فاكرين
للوداد طارين
ياعوض دكام
حديثك الراقي
وجيهك البسام
كلام ياعوض دكام
ياحليلو زمان
لما الطبيب انسان
تعال وشوف الآن
ياعوض دكام
العلاج قاسي
والكشف أرقام
كلام ياعوض دكام
جينا نحكي ليك
ياعوض دكام
جينا نشكي ليك
جامعة بالدولار
والفهم أقسام
ياعوض دكام
يوروب ونايل سات
كتروا القنوات
كلو دي في دي
وخلو بال سيكام
ياعوض دكام
شوف درامتنا
ياعوض دكام
شينة شاشتنا
السينما غلبتنا
ياعوض دكام
شوف ناس كايرو
وشوفو ناس الشام
كلام ياعوض دكام
شوف لعيبتنا
ياعوض دكام
شينة كورتنا
ياعوض دكام
شوفو ناس —-
وشوفو ناس بيكهام
سوداني الجنسية
الزفة مصرية
ياعوض دكام
اللبسة هندية
الرقصة غربية
ياعوض دكام
ياحليل الهوية
ياعوض دكام
السيرة دلوكة والعريس قدام
كلام ياعوض دكام .