ههههههههه منو القال ليك يا عمر الدوش ؟ أظنك حتى كتابتك لقصيدة البت سعاد لم تجرّب العرس . مافي زول واحد في الدنيا دي عرّس وانبسط . العرس كحلم ، وفكرة قبل التنفيذ ، بدا لنا أنه مساحة للانبساط . كنا عزّابا في الغربة نحلم بالعرس ، والأسرة ، والتحول من حالة الوحدة إلى حالة دفء التلاقي زبماء الأسرة السعيدة. كنا نتصور أن الحياة ستصبح كلها عناق ، وهمس ناعم ، وأحاديث عذبة . ونردد من أعماقنا : وجعلنا بينكم مودة ورحمة ..
طبعا منتظرين أحكي ليكم تفاصيل حياتي بعد العرس الذي لا انبساط فيه . لن أحكي لكم ، فهو أمر شخصي بحت ، وتجربة شخصية لا يمكن تعميمها، لكني والله أعطف علي وعلى أصدقائي الذين عاصرتهم وهم يحلمون بالسعادة . نوزع كروت الأفراح ، وننشر رقاع الدعوة ، وما ظننا أبدا أن الحياة ستقودنا إلى القيود الأسرية ، وتلغي الانبساط من حياتنا ، وباختيارنا .
ماشي وين ؟ جايي من وين ؟ قروشك صرفتها في شنو ؟ زمنك كله مخصصو لأصحابك ، وناسي إنك عندك بيت ومسئولية . عامل فيها مثقف ومباري لي الندوات والليالي الشعرية ، والأندية ، وناسي إنك ساجن ليك أرواح في البيت .
طيب يا ستي ، عندك مطلق الحرية ، أمشي زي ما دايرة ، وأصرفي قروشك في أي حتة ، وخصصي زمنك كله لأصحابك وصاحباتك ، ولا تتركي ندوة أو أمسية شعرية دون أن تغشيها . أو أقول ليك خلينا نمشي مع بعض لكل البرامج ولكل اللقاءات ولكل الأماسي والندوات .
شوف والله أنا ما قادرة على البتسوي فيهو ده ، والوليدات ديل دايرين رعاية ، وأنا كزوجة لي حقوق ، وإنت سرحان ، ودايرني أسرح معاك كمان ؟
البعض من ذوي القدرات والتحمّل يطلق على هذه الحوارات ملح الحياة ، لكني أنبهكم أن تبتعدوا عن الملح فهو قاتل .
قال ناس تعرّس وتنبسط … ليتني التقيتك بعد أيام سعاد ، بعد الخيال والسرحة في عالم السعادة والفرح الذي تكبر منه الكراع ، فتصبح شق في الأرض وشق في النعال . وما شفت الزمن وعمايلو فينا ، وكيف انقلبت أحلامنا أوهاماً نُسجت حولها أوجاع الرأس .. والله لو حضرت غلاء المعيشة الذي نعايشه ، وإيجار البيت ، وجالون البنزين ، وقطوعات الكهرباء وتكلفتها ، لكنت أول من يتمرد ، وربما كنت ستكتب لنا عن انبساط الممتنعين عن العرس .