خاطرة :
عاد بعض رموز النظام السابق من الخارج بعد الهروب الكبير الذي يذكرنا بالفيلم الأمريكي في سينما الستينيات Great Escape، ولكن ربما يهربون مرة أخرى ان هب ذات شباب ١٩ ديسمبر2018م، وبذات القوة بعد خطاب غندور الاستفزازي، الذي نقلته الجزيرة مباشر بالأمس، وقد كان غير مبال بدماء شهداء مجزرة القيادة والقنص اليومي لتظاهرات الشباب، ودون حتى ان يتأسف ويترحم لما حدث لشباب بلادنا الذي ظل يبحث عن مستقبل زاهر طوال ثلاثين عاماً خلت، كانت كلها تدميراً لمشاريع الوطن وأصوله ومرافقه التجارية التاريخية. فالمتغيرات في السودان سهلة جداً .. كما أن ثورة الشباب العنيفة أكثر سهولة…
ألم تلاحظوا أنهم لا يهابون الموت برغم رصاص القناصة؟
ذلك أن لهم قضية تختلف عن قضايا قيادات الأحزاب والمؤتمر الوطني الذي كان يسعي إلى توزيع الثروة والسلطة على منسوبيه لحماية النظام المتجبر . ولكنهم لم يستطعوا حمايته فهربوا او اختفوا او اكتفوا بالثروة.. وعندما نضبت الثروة أتت الهجمة الحالية بواسطة انقلاب ٢٥ أكتوبر المسرحي.
إن شباب السودان ظلوا يبحثون عن مستقبل آمن لهم .. بينما منسوبو المؤتمر الوطني يبحثون عن أموال أكثر لهم، وعن يساريين اكثر ليوسعونهم سجناً وتعذيباً مثلما حدث في بيوت الاشباح ..
إنها السادية بعينها في الانتظار إن انتصرت القوة علي الحق مؤقتاً.
وحتى مطالبتهم بالانتخابات، فقد ظلوا يجرونها كل خمس سنوات، وكانت عددية الأصوات لا تتجاوز خمسه ملايين في أحسن الاحوال من مجموع ١٦ مليون يضمهم السجل الانتخابي، ما يدل على أن مقاطعة الشعب للانتخابات كانت واضحة، … لكنهم لا يتعظون.
فالسادية لا علاج لها.
bashco1950@gmail.com