امتعض رئيس المجلس الإنقلابي، الفريق عبدالفتاح البرهان، من استقبال القيادي بالنظام المخلوع محمد طاهر ايلا بعد عودته الي شرق السودان وعبر عن سخطه في لقاء مع وفد قبيلة المسيرية بقيادة نظارها الثلاثة و42 من قادتها، بقصر الضيافة بشأن المظالم التي تتعرض لها القبيلة وقال البرهان في معرض حديثه: لا توجد حكومة في البلد بدليل استقبال ايلا استقبال الفاتحين رغم أوامر القبض الصادرة في حقه ) .
ومنذ انقلاب ٢٥ اكتوبر وحتى هذه الحظة هذه هي الحقيقة الوحيدة التي قالها البرهان فكل اقواله لم تُطابق يوما أفعاله ، لكن هذا هو القول الوحيد الذي يحكي عن الواقع وتحدث فيه البرهان بصدق وتجرد وشفافية
فما قاله البرهان هو إقرار واعتراف ان ماقام به في ٢٥ اكتوبر كان انقلابا عسكرياً اهوجا واحمقا تعدى به على الحكومة المدنية ومنذ ذاك اليوم وحتى الآن ( مافي حكومة ) والبلد تعيش حالة فوضى، واضحة لكن مالم يقله البرهان هو انه لم يعترف امام هذا الجمع انه قائد انقلابي فاشل لايملك من القرار امراً يجعله يلقي القبض على محمد طاهر إيلا
هذا الحديث يُندى له الجبين ويُنعي له لأنه يكشف ان هذه الحكومة تقف خارج دائرة مركز معلوماتها ودائرة الخدمة (طاشة شبكة) ولا تعلم ما يجري في نطاق فضائها الأمني والمعلوماتي وحتي السيادي منه (تؤذن في مالطا) بعد أن (يسبق السيف العزل) ،هذه اللا حكومة ليست لها القدرة والسيطرة والسيادة حتي علي حكوماتها المحلية والولائية واجهزتها الشرطية لتأتمر بأمرهم تنفذ توجيهاتهم وتوجههم الذي لا بوصلة له ولا وجهة !!
ومالم يقله البرهان هو ان ايلا متهم صدرت في حقه اوامر قبض وهرب وعاد الي البلاد دون ان يتم القبض عليه لأن النيابة والقضاء تحت إمرة عناصر النظام البائد لها كامل الحق والتصرف في إصدار اوامر القبض والافراج فهي لم تأمر ايلا بالعودة وحسب هي ربتت على كتفه ( لن يستطيع احد ان يمنعك دخول البلاد حتى البرهان نفسه ) .
هذا التصريح هو اعلان رسمي واعتراف ان السودان اصبح الآن يعيش حالة اللادولة واللا قانون ولا عدالة هذا ليس حديث رئيس حزب معارض ولا حديث مواطن ناقم على الحكومة هذا حديث قائد الجيش ورئيس المجلس الانقلابي ، صاحب كذبة ( تصحيح المسار ) فهو بهذا يعلن امام الله وشعبه ان نظامه الآن عاجز وضعيف للحد الذي يجعله غير قادر على القاء القبض على متهم هارب ( موجود ).
وليت البرهان أقر واعترف ان سلطاته هي من اطلقت سراح المتهمين الفاسدين من نظام البشير بعلمه وموافقته ، ومن بينهم ايلا ليته شكل محكمة خاصة منحت ايلا حكما بالبراءة الزائفة مثل غيره ، كنا نقول ان النظام فاسد وسلطته فاسدة وجهازه القضائي سياسي وعدالته ( مايلة ) ، وهذا شي ليس بالغريب في ظل حكم انقلابي باطل لكن ان يشكو قائد السلطة للناس ضعفه سلطته وقلة حيلته ويكشف عجزه عن فعل شي قراره بيده ، فهذه هي الكارثة والطامة الكبرى و( من النهار دا مافيش حكومة) !!
طيف أخير:
احيانا الحرص المفرط لحبس الأخطاء بداخلك يجعلك تبوح بها لغيرك دون شعور
الجريدة