أحب جميع اهلى، ولكنى اصدقكم القول بان ابن عمى شمسنا الساطعة شمس الدين، له فى قلبي مكانة خاصة ومخصوصة ..وبيننا تواصل روحى ووجدانى واثيرى لا ينقطع ابدا ..متع الله هذا الرجل الذى يجرى فى دمه عشق الوطن بالصحة والعافية..
وقد كتب عنه احد محبيه:
شمس الدين حسن الخليفة شاعر موهوب من شعراء الوطنية السودانية.
له ديوان شعر مطبوع بعنوان (بلدنا حبابا).
تغني بكلمات نشيده (مرحبتين بلدنا حبابا) ملك الأغنية الوطنية حسن خليفة العطبراوي..
كما تغني له حسين شندي أغنيات (ضحكتك)
و(يا نسمة).
مثلما شمس الدين حسن الخليفة شاعر وملحن مطبوع عذب الشِّعر، فهو إنسان عذب الطبع والسَّجايا،لماح وسريع البديهة والطرفة..
ولد شمس الدين حسن الخليفة بـ (حيّ الموردة) بأم درمان عام 1933م، ووالده احد اعيان امدرمان ومن مؤسسى سوق الموردة وهو حسن الخليفة الذى كان كرمه حديث المجتمع وسارت به الركبان: حسن الخليفة الراجل الما تليفة ..البدى الجنيه يقول تعريفة ..
وجده هو خليفة السادة الادارسة وحارس حصنهم بامدرمان الخليفة محمد عبدالعال رضى الله عنه ..واسم شاعرنا الحقيقى هو:
شمس الدين حسن محمد عبدالعال.
لذلك كان من الطبيعى ان يتادب شمس بادب الصوفية وسماحتها وجمالها ..
ووالدته هى الدنقلاوية بت حسونة القادمة من ودراوة….ارض المحنة وقد كانت قمتها ..فجاء ابناؤها وبناتها نبعا للحنان…
واشقاؤه اعلام فى الفكر والادب والتعليم.. البروف سليم الذوق مبارك حسن خليفة شاعر قصيدة ” المتاريس” الشهيرة التى تغنى بها محمد الامين ..والهمت الثوار فى اكتوبر وديسمبر ..وله العديد من دواوين الشعر والادب والكتابات وهو الى جانب ذلك سياسى مخضرم انتمى الى اليسار فى بدايات حياته وقاوم حكم الطغيان ودفع ثمنا لذلك حريته بالاعتقال والتهجير عن وطنه الذى عشقه وكتب فى ذلك العشق الكثير والمثير ..وعندما فارق الوطن مجبرا افتقدته مجالس احبابه فكتب عن ذلك صديقه شبيكة “طول مفارق حيو يا اخوانا كيف وازيو” ..والحديث عن المبارك مبارك يحتاج ان نتوقف عنده كثيرا ونترك ذلك الى حلقات قادمة ..
اما شقيقهم البروف موسى حسن خليفة فهو ايضا ليس بعيدا عن ميدان الشعر والادب الا انه كان اكثر ميلا الى التعليم الفنى وله فيها بصمات واضحة فى المجال ..وقد كان على راس ادارة المعهد الفنى ..جامعة السودان فيما بعد وترك فيها اثرا عظيما وانشا كلية الدراسات الاضافية ..اضافة الى قيادته لمكتب القبول العالى قبل ان يدنسه التتر والمغول بامثال على الشيخ! يومها كان موسى حسن لا يقبل اى وساطة ورفض حتى الشفاعة لابنته فاضطرت للدراسة خارج السودان ..
شهادتى فى ابناء عمى مجروحة لذلك فانى سوف اترك للتاريخ ولشعبنا والعارفين بهم امر الحكم..
لا يزال شمس الدين يقيم فى بيت والده حسن الخليفة فى حى الموردة العريق وعلى بعد خطوات من حوش الادارسة الذى كان مقرا لوالدهم واسرتهم ..
وقد انجب ذلك الحى نجوماً سودانية في مجالات شتَّى.
نشأ شمس الدين في الحي الذي يتنفَّس شعراً وإبداعاً ووطنية…
يُذكر أن عبد الكريم الكابلي كان من سكان هذا الحيّ، ومن الرموز الوطنية في حيّ الموردة البكباشي خلف الله خالد أول وزير دفاع سوداني، الفريق طيار عوض خلف الله خالد قائد سلاح الطيران ووزير الدفاع، الشاعر المبدع عوض أحمد خليفة، هاشم صديق كاتب الروائع الشعرية والمسرحية، هاشم حسن علي الصحفي الوطني الكبير. وعصفور السودان الفنان إبراهيم عبد الجليل وصاحب الصوت الخالد التوم عبد الجليل والمبدعان عطا كوكو ومحمود عبد الكريم (ثنائى الموردة)…و ” البحيرة” والكروان عبدالدافع عثمان.. ومن قبلهم ومن بعدهم هناك عدد كبير من الرموز الوطنية التي أنجبها حىّ (الموردة)..فى الفنون والاداب والرياضة ” القراقير”..من الشبل بندر الى الخليفة حامد الجزولى رحمة الله عليهما وغفرانه ورضوانه..
كان ميلاد الشاعر شمس الدين في (بيت الإدريسي) حيث الأرواح العابدة والذكر والذاكرون والقلوب المطمئنة. حيث (حوليَّة) الإدريسي السَّنويَّة الشهيرة…
في طفولة الشاعر شمس الدين الخليفة كان حيّ (الموردة) يجلب الماء بــ(الخُرج) من النيل، لا مواسير ولا حنفيات ولم يكن هناك كهرباء ولا راديو.. و من أراد أن يستمع إلى الإذاعة حينها كان عليه أن يذهب إلى (البوستة) القديمة في السوق الكبير بأم درمان… ولعب شمس الدين (الدارفوري) في شوارع حيّ الموردة واستحمَّ في النيل وبني قباب الرمل في الليالي المقمّرة ولعب مدفع رمضان المحشو ببارود عود الكبريت (عود الثقاب). ..وكان يذهب في طفولته للنزهة برفقة كبار العائلة إلى (جنينة برمبل) التي تسمَّى اليوم (الريڤيرا). ..وكان سوق الموردة يومها في أنشط أحواله حيث (الخضرجية) و(الجزارين) وطاحونة (اسكندراني) ومزيكة (الجبسن) التي تعزف كل يوم خميس في (نادي الضباط) الوطنيين..وشكلت تلك البيئة بثراؤها وزخمها وجدانه ..
ومن اعز اصدقاؤه البروف محمد عبدالله الريح ( حساس محمد حساس) وقد اثروا معا الوجدان السودانى بالنكته والحلمنتيش والمرح والسخرية ..وقد كتب شمس اشعارا ونثرا وكتابات فى ذلك ولكن اقربها الى قلبي هى قصيدته التى تغزل فيها فى ” ست اللبن” حينما كان يعمل مفتشا للصحة فى كردفان ..
وشمس صاحب نكته حاضرة ..واذكر عند زيارتى له فى جدة وحينها كان يعمل فى مستشفى للولادة والاطفال على ما اذكر ..كانت تحوم حولنا ممرضات فلبينيات فقال لى: شايفة ” القاورمة” دى يا ابن عمى ..
حقيقة الكتابة عن شمس مستحيل ان تكون فى بوست واحد ..وشمس كتاب ضخم من الجمال تفوح منه الازهار والرياحين ..وبخور ست الزار بكل سحره وتعويذاته..
فخرالدين عوض حسن عبدالعال
- ملحوظة: يحوى البوست معلومات منقولة عن اخرين..لهم التحية والتقدير