” الحاكم العسكري السوداني يهنئ نتنياهو بفوزه في الانتخابات “
كان ذلك هو العنوان الرئيسي لكبري الصحف العبرية التي تناقلت خبر التهنئة المشار اليها وحديث عبد الفتاح البرهان عن رغبته في اقامة علاقات مستقبلية قوية بين السودان واسرائيل ..
التهنئة والمباركة في اي مناسبة رسمية من الاساليب البرتوكولية المعتادة في العلاقات الدولية والتعامل بين الدول التي تربطها علاقات بين بعضها البعض ولكن هل ينطبق ذلك علي تهنئة الجنرال عبد الفتاح البرهان لرئيس الوزراء الاسرائيلي السئ السمعة وصاحب السجل المفزع في انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الدولية بنجامين نتنياهو والذي تمت اعادة انتخابه الاسبوع الماضي .
الصحافة الاسرائيلية انزلت البرهان جنرال اللجنة الامنية لنظام المعزول البشير مكانه الذي يستحقة عندما ابرزت الخبر بعنوان
” الحاكم العسكري السوداني يهنئ نتنياهو بفوزه في الانتخابات “
” Sudanese military ruler congratulate Netanyahu on election win “
مجرد عابر سبيل و حاكم عسكري للسودان لا اقل ولا اكثر.
ولكن الي ماذا يهدف البرهان ببرقية التهنئة التي بعث بها الي نتنياهو وفي هذا التوقيت بالذات وقد اعطي نفسه الحق في التحدث باسم الشعب السوداني في التطلع الي علاقات مستقبلية بين شعبي السودان واسرائيل بطريقة تؤكد ان مزاعمه عن تنحي الجيش الراهن عن العملية السياسية مجرد مسرحية ومناورة لكسب الزمن من اجل توطين مخطط اللجنة الامنية والاسلاميين وتمكينة من المتبقي من مفاصل الدولة السودان شبه المنهارة .
لم تكن عودة البرهان الي التواصل مع الدولة العبرية مجرد برقية ومجاملة بمناسبة فوز شخص مثل نتنياهو في الانتخابات ولكنه يتصور واهما وهو المحاصر فعليا باعظم واكبر انتفاضة شعبية في تاريخ العالم المعاصر انه يمكن الاستنجاد باسرائيل لكسب رضا امريكا من اجل التوصل الي تسوية تجبر الثورة والغضب الشعبي علي التراجع واخراس صوت الشعب والامة السودانية تدريجيا وكل هذا مجرد هواجس واحلام ليس لها مكان علي ارض الواقع ..
البرهان يريد ان يعيد شريط الكوابيس والتدخلات الامريكية في الفترة الانتقالية السابقة التي جعلت الاولوية للترويج لاجندة الادارة الامريكية السابقة في التطبيع الدعائي الوهمي ومناسبات العلاقات العامة الاحتفالية التضليلية عن وجود تطبيع بين السودان وبعض البلاد العربية واسرائيل مقابل تراجع اجندة ومطالب الشعب والانتفاضة السودانية في الحرية والعدالة والسلام التي ذهبت كلها ادراج الرياح ..
وقد وصل الخضوع والابتزاز المعيب الذي مارسته الادارة الامريكية السابقة حينها الي اكراة السلطة الانتقالية السابقة في السودان لدفع غرامات غير قانونية ومبلغ 350 مليون دولار لبعض الجهات الامريكية للتعويض عن الاضرار التي تسببت فيها عمليات ارهابية لبعض المواطنين الامريكيين من ضحايا تلك العمليات باثر رجعي من حر اموال مملوكة للشعب السوداني الذي لايجب ان يتحمل اي مسؤولية قانونية عن اعمال ارتكبت بمشاركة النظام السوداني السابق بتنسيق مع الاجهزة الامنية للرئيس المعزول عمر البشير …
برقية البرهان الي رئيس الوزراء الاسرائيلي وحديثه بدون تفويض عن علاقات مستقبلية بين السودان واسرائيل تكشف عن انتهازية واذدواجية الشعارات التجريمية للتظاهرات الاخوانية والابتزاز والاتهامات المباشرة للاغلبية الثورية والشعبية في الشارع السوداني بالتبعية والعمالة للسفارات الاجنبية والاستنجاد بنفس البرهان لحماية السودان من خطر القوي السياسية وكيانات الثورة الشعبية الثورية المشار اليها الي الدرجة التي يقوم فيها البرهان بتهديد المبعوث الاممي في السودان بالطرد من البلاد في حديث بثته وكالة السودان الرسمية للانباء عقابا له علي تكرمة بتقديم تقرير مهني بمنتهي الدقة والاحترافية والامانة الي مجلس الامن الدولي عما وصلت اليه احوال الناس في السودان انه نفس البرهان الذي يتكرم اليوم بالحديث عن رغبته بدون وجه حق او تفويض عن علاقات مستقبلية قوية بين السودان واسرائيل ..
والرسالة التي يجب ان يفهمها المجتمع الدولي والادارة الامريكية الراهنة علي وجه التحديد ان الصداقة والتعاون بين الامم والشعوب لاتعني الوصاية والاكراة ومساومة الناس علي لقمة عيشهم وسوقهم الي مالايريدون او الانابة عنهم في اتخاذ قرارات حول مستقبلهم السياسي والقانون
ي وعلاقاتهم الخارجية وعدم العودة الي الاسلوب المهين الذي اتبعته الادارة الامريكية السابقة في التعامل مع السودان وعدم الربط بين قيام علاقات بين السودان واسرائيل وتقديم الدعم والمعونة والتعاون مع السودانيين.
حمد فضل علي .. كندا