تعددت وتنوعت عناوين انتصار تاريخي رائع للمنتخب التونسي، اليوم ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢ على نظيره الفرنسي، بطل العالم ،في مونديال قطر، رغم أنه لم يتأهل للدور الثاني في منافسات كأس العالم لكرة القدم.
أبرز عنوان للانتصار أن (نسور قرطاج) تألقوا واستبسلوا بسالة لافتة، منذ انطلاق صافرة الحكم واعلانه بدء المباراة، وحتى انتهاء الزمن الاضافي .
باحراز هدف الفوز التاريخي ١ – صفر اهتزت قلوب التونسيين واشتعلت مشاعرهم واحاسيسهم ومعهم ملايين البشر من الخليج الى المغرب العربي ، ودنيا العرب ،وفي دول عدة، ومدن عالمية تحتضن. تونسيين. وغيرهم من بلاد العرب وأفارقة .
المؤكد أن شوارع تونس تشهد أجمل أيامها وتشتعل فرحا بهدف الخزري ، وفي صدارتها شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس،وهو شارع يعجبني لأنه رائع وجميل بموقعه ومقاهيه ولونه الأخضر.
تونس بلد أخضر وانسانها مبدع ورائع ،وكان وسيبقى صاحب السبق التاريخي في صناعة الأحداث الكبيرة مثلما جرى في مونديال قطر اليوم .
نعيد للأذهان أن تونس سجلت ريادة نحو فجر جديد ب(ثورة الياسمين) في ديسمبر ٢٠١٠ ايذانا باندلاع ثورات الربيع العربي ،التي كانت وستبقى شعلتها وجذورها راسخة في وجدان التونسيين وشعوب المنطقة وكل محبي الحرية والعدالة والمساواة ،لأنها زرعت بذرة حية وحيوية لن تموت.
هذا معناه أن النصر التاريخي الذي سجله التونسيون في سجل مونديال قطر وفي تاريخ الكرة العالمية بانتصارهم على المنتخب الفرنسي الخطير والمبدع وبطل العالم سيبقى شعلة تنير دروب انتصارات مستقبلية للكرة التونسية وللانسان التونسي ،ولتونس الانسان والبلد والتاريخ ،ولغيرهم ممن يتطلعون الى مثل هذا الانتصار الكاسح للمسلمات.
الانتصار الباهر للفريق التونسي على (الديوك) أعاد الى ذاكرتي تفاعلات حيوية لزيارة قمت بها الى تونس قبل سنوات عدة في اطار عمل صحافي، اذ اعجبني انتشار اللون الأخضر ،وارى دوما أن الشجرة الخضراء والوردة تعكسان بعدا جماليا كامنا في وجدان الناس.
مثلما يغرس اللون الأخضر بذور الفرح فانه يولد الابتسامة وينثر بريقها رغم تحديات الحياة، ما يعني أن فوز المنتخب التونسي اليوم زرع غراس الأمل والراحة في أرواح الناس ونفوسهم ،كما أدى الى تعميق احاسيس ملايين البشر في دول عدة بحتمية الانتصار.اذا توافرت الارادة الفولاذية التي لا تلين أو تنكسر ،والعزيمة والموهبة والرعاية للمبدعين.
المنتخب الفرنسي.الذي يضم نجوما عالميين. لا يستهان بابداعهم،لن ينسى هزيمة اليوم رغم أنه صعد الى مرحلة جديدة في مونديال الدوحة.
لن ينسى الفرنسيون هذه الهزيمة القاسية ، خصوصا أن منتخب باريس سعى بقوة الى تعديل نتيجة المباراة حتى صافرة النهاية التي أبكت فرحا وانفعالا تونسيات وتونسيين حملوا نبض الوطن وآزروا منتخبهم، ووضعوه في حدقات العيون .
أبارك للتونسيين ، ولعشاق الكرة التونسية في كل مكان هذا الانتصار الباهر في (دوحة الجميع).
أقول مجددا كما أشرت الى ذلك غير مرة في مقالين أن (مونديال قطر ) هو مونديال المفاجآت السارة،ومثلما عكس انتصار بطل أفريقيا منتخب السنغال أمس تأكيدًا جديدا على تطور الكرة السنغالية والأفريقية ،فان نتيجة مباراة تونس وفرنسا شكلت مفاجأة، خصوصا للأبطال الفرنسيين الرائعين، القادمين من عاصمة النور والجمال .
لا ينبغي الاستهانة بهم أو التقليل من شأنهم، لأنهم نجوم ومبدعون اليوم وغدا ،وأمامهم فرصة سانحة في المونديال ليؤكدوا مجددا أنهم أبطال العالم .
أما واقع الحال في مونديال قطر فانه يؤكد أن ( الساقية مدورة ) ،ما يعني انتظار مفاجآت جديدة في أجواء الدوحة الجميلة، والمثيرة بأحداثها الرياضية العالمية هذه الأيام ….
لندن –
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢