كارثة اسمها التظليل !!

بنظرة سريعة على العربات الخاصة في شوارع الخرطوم ستكتشف أن أكثر من 90% من العربات التي تملأ شوارع الخرطوم مظللة بشكل كامل، وبدرجة معتمة للغاية، حتى أن العربات الخاصة غير المظللة أصبحت هي الاستثناء .

وعلمت أن التظليل يتم بترخيص من إدارة المرور بمبلغ لا يتعدى 15 الف جنيه، ويتم منحك رخصة التظليل لتبرزها لرجل المرور عند الطلب، حتى أصبحت رخصة التظليل واحدة من موارد الدخل لوزارة الداخلية تمنح لكل من قام بدفع الرسوم المقررة لذلك دون أي شروط أخرى .

والمتتبع لكل حوادث النهب والخطف وتوزيع المخدرات، وكل الجرائم التي ترتكب سيعلم أن القاسم المشترك الأعظم في كل هذه الحوادث هي العربات المظللة، التي كما أسلفت تتم بموافقة ومباركة من وزارة الداخلية ببضع جنيهات !!!

ومن حقنا أن نقول إن وزارة الداخلية لها النصيب الأكبر من مسؤولية تفشي هذه الجرائم؛ لتساهلها بهذا الشكل الغريب والمدهش في منح رخصة التظليل دون أي اشتراطات عدا دفع المقابل المادي .

إلى متى يصمت الشعب على هذه الجرائم الخطيرة التي تحدث باستخدام هذه العربات المظللة؟ والى متى يصمت الشعب على تساهل وزارة الداخلية ومنحها هذه الكارثة التي تسمى رخص التظليل لكل ( من هب ودب)؟

والى متى تواصل وزارة الداخلية هذا التساهل وهذه الفوضى التي تمارس في شوارع الخرطوم وبقية مدن السودان بواسطة العربات المظللة ؟

وأتمنى أن أجد إجابة من كل من يقود عربة مظللة .. ماذا تستفيد من التظليل؟ ولماذا تريد أن تتخفى من الناس؟
اما قصة أن التظليل يخفف أشعة الشمس الحارقة وتجعل جهاز التكييف يعمل بكفاءة أفضل، فهذه كلمة حق أريد بها باطل؛ لأن بعض هذه العربات ليس فيها أصلا جهاز تكييف ولكنها مظللة!

لو كنت في موقع وزير الداخلية لاصدرت قراراً فورياً بإلغاء كل رخص التظليل، ووجهت رجال المرور بإزالة التظليل من كل العربات … ارجوك يا وزير الداخلية أفعلها بكل صرامة وعندها ستعلم كيف ستنخفض معدلات الجريمة بل ستختفي كثير جدا من هذه الجرائم التي ترتكب في شوارع الخرطوم .

فلنرفع جميعنا شعار( لا لتظليل السيارات )

والله المستعان

رمزي المصري