لندن – التحرير:
كشفت نائبة رئيس حزب “الأمة القومي” الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي لـ “التحرير” تفاصيل عملية “الإذلال” التي تعرضت لها في مطار الخرطوم، إذ منعها جهاز الأمن من مغادرة السودان، على متن طائرة الخطوط الجوية المصرية مساء اليوم (9 أكتوبر الجاري) المتجهة إلى القاهرة، وكانت ستواصل السفر إلى باريس ولندن بعد إجراء فحوصات طبية.
وقالت في حديث أجراه رئيس “التحرير” إنها وصلت إلى مطار الخرطوم في السادسة والربع مساء اليوم، وأكملت إجراءات السفر العادية، وقبيل وضع ختم الخروج على الجواز، هناك إجراء يتعلق بجهاز الأمن في المطار، وجاء أحدهم (رجل أمن) ، وتكلم معي بطريقة مهذبة، وقال “لو سمحتي أطلعي من هنا “(من مكان وقوفها) ، وأخذ جواز السفر، وأضاف ” أنت ممنوعة من السفر”، قلت لماذا، رد “هذه تعليمات من جهات عليا”.
وعقب ذلك – والحديث لمريم – قال (رجل الأمن) ” تعالي معنا إلى مسؤول الخطوط المصرية لأخذ العفش” (الحقائب) وأضافت ” هذا إذلال أمام أعين الناس، الناس في المطار تنظر إلى الممنوع من السفر كأنه مجرم أو يمارس الدعارة، هذا ( سلوك حكومي) غير مقبول وغير معقول، هذه حقارة ، قلت له خذ الجواز، فهو لا يمنح من يحمله أي كرامه وسيادة في بلده ،أريد أن أعرف لماذا تم منعي من السفر، فأكتفى بالقول ” لا أعرف، هذه تعليمات”، وأضافت ” منعوني من السفر، وطالبوني بالذهاب لأخذ حقائبي لأحملها ( من دون مساعدة من أحد) ومغادرة المطار، هذا إذلال”.
وردا على سؤال لـ ” التحرير” عن سبب السفر إلى مصر وباريس، قالت ” كنت سأجري بعض الفحوصات الطبية في القاهرة، ثم اسافر إلى باريس لحضور اجتماعات ” الجبهة الثورية”.
وسئلت عن الكلام الذي يتردد عن إمكان إتاحة الحريات والعدالة في السودان بعد رفع بعض العقوبات الأميركية، قالت ” عندما أعلنوا رفع بعض العقوبات الأميركية في يناير 2017 صادروا جوازاتنا قبيل سفرنا لحضور اجتماعات ” نداء السودان” ( تحالف للمعارضة السودانية يضم أحزاباً وحركات)، ومنعونا من السفر ( منعوا وفد القوى السياسية)، وكنت قلت لهم إن الجواز الذي يسبب لنا الإذلال لا نريده، لكنني وجدت نفسي مضطرة لوجود جواز، لأنني نويت السفر بسبب مرض أختي رباح “، وشددت في هذا السياق على أن ما يتردد من ” كلام عن الحريات هو كلام فارغ، هؤلاء الناس ( مسؤولو نظام الرئيس عمر البشير) لا قدرة احتمال لديهم للحريات، هم يعرفون أن الحريات تعني نهايتهم، هذه مسألة واضحة جداً في كيفية إدارتهم لـ” الحوار الوطني” الذي قفلوه وأوقفوه في مكان محدد”.
ورأت أن “الحاكم الفعلي في السودان هو جهاز الأمن، الجهاز مسيطر على الرئيس (عمر البشير) والرئيس مسيطر على الناس، هم يرون أن أي فرصة تعبير تتاح للسودانيين ستؤدي لانفجار الناس ” (يثورون ضدهم).
وسئلت عما اذا كانت تعتقد بأن سعيها للمشاركة في اجتماعات ” الجبهة الثورية” كان وراء قرار منعها من السفر، أجابت ” نحن نقول لهم إن ” الجبهة الثورية حلفاؤنا، ونحن نسافر لنؤازرهم في عمل ديمقراطي معلن، أنا مسافرة من أجل موضوع معلن ، تلقيت دعوة من ” الجبهة الثورية”، وحرصي على السفر من أجل دعمهم في عمل ديمقراطي، في إطار تبادل القيادة ( داخل الجبهة) وللتفاكر، نحن نتحرك علناً، وإذا كان هناك تجريم لما أقوم به، فبمقدورهم محاسبتي بعد العودة إلى الخرطوم بالقانون إذا كان هناك قانون، وأرى أن منعنا من التواصل معهم ( مع قيادات الجبهة الثورية في الخارج) لا يغير من الواقع شيئاً”.
وما هي كلمتك الأخيرة في هذا الشأن، قالت ” لا أفهم سوى أنني إنسانة عزيزة وكريمة لأنني سودانية، لكن مع هؤلاء الناس (مسؤولي نظام البشير) أشعر بالذلة والحقارة وعدم الكرامة ، لا أعرف لماذا يمنعوني من السفر، لا أعرف جريمتي، قبل هذا المنع اعتقلوني 28 يوماً في 2014، مع تعذيب نفسي وإساءات، لا أعرف السبب”.
وهل ستعاودين محاولة السفر بعد المنع، ردت ” غدا (الثلاثاء 10 أكتوبر ) سأعاود المحاولة، خصوصاً أنهم لم يصادروا جوازي هذه المرة (اليوم) كما فعلوا في مرات سابقة.