• إذن لقد وقع ما كان يخشاهُ كلُّ مشفقٍ على أهلنا وعلى بلدنا السودان جراء ما يحدث من كيد أبنائه..ولكن ما كان لحصيفٍ أن يتصور أن عسكريَيْن تخاشنا وتحشَّدا مثلما تخاشن وتحشّد حميدتي والبرهان أن يعودا لصوابهما إلا بعد أن يذيقا بعضهما بأس بعض !!
وستنتهي هذه المواجهات المؤسفة، حتماً، في العاصمة الخرطوم وفي المدن الأخرى، وفي مدةٍ قد تقصُر ولا تطول، ولكن لن تنتهي الظاهرة بإنتهاء تمظراتها في الخرطوم، والسبب بسيط وهو أن حميدتي ظاهرة وحالة لن تنتهي بانتهاء بعض أعراضها مؤقتاً!!
ستتمدد حالة حميدتي إلى خارج العاصمة حتماً إذا تمّ دحرها هذه المرة في العاصمة !
• والبرهان -وهو يجر الجيش خلفه – مدفوعاً بطيشه وتعطشه للسلطة- هو المسؤول الأول عن هذا التدهور منذ نكوصه عن الإتفاق الأول وفض إعتصام القيادة، وثانياً بتنفيذه لإنقلاب ٢٥ أكتوبر الخائب، وتوهانه فيما بعد الإنقلاب، وثالثاً بنكوصه الثاني عن المضي قدماً في تنفيذ ما أُتفق عليه في الإتفاق الإطاري الآخير !!
• بكل أسف فإن البرهان، وهو بكل هذه السوءات، ما زال يمثل قيادة الجيش السوداني، وسيقف معه الجيش السوداني -ولو بدافع المحامصة العسكرية- برغم دمويته وإجرامه وكوزنته غير المخفية
• وأما الفائز الأكبر في هذا الصراع المفتعل فهم الكيزان، وقد هيأ لهم البرهان عودةً (مظفرة) ولو إلى حين، وهذه ستكون المحصلة النهائية لهذا النكوص فالصراع، ولكن، وليعلم الشعب السوداني أن الكيزان إذا عادوا، فسيكونون أكثر ضراوةً، وأشد وقاحةً، وأفدح بأساً على خصومهم، وأشرس فتكاً بشباب الثورة وكنداكاتها وبعموم الشعب..
وسيثخنون في الأرض، وسوف لن يكون لهم أسرى !!
• ربما كان من الأفيد للسودان، وللجيش السوداني، لو أنه استطاع أن يعالج تشوهاته (الكيزانية) بنفسه قبل الإيعاز من حميدتي أو غيره، ودون الدخول في هذه المواجهة الآخيرة، وأما وقد حدثت، وقد اختار توقيت بدايتها البرهان، فهو لن يستطيع أن يختار نهايتها -إذا بقيَ قائداً للجيش- ولا الجيش نفسه يستطيع، ولو في قيادة غير البرهان، والله المستعان !!