حملت الاخبار من القاهرة ان الدكتور مامون محمد حسين نقيب الاطباء الاسبق قد ارتقت روحه الي الرفيق الاعلي .. رحمه الله واكرمه بالجنة. ويعتبر د. مامون محمد حسين من الرموز الوطنية الباهرة التي قادت الاضراب الشهير لاطباء السودان في الاشهر الاولي لانقلاب الحركة الاسلامية الذي تم في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م … وكان معه رفيق دربه في النقابة شهيد الاطباء وشهيد الحركة المطلبية الشاب د. علي فضل الذي اغتالوه بغرز مسمار في رأسه بعد تخديره .. وقد ثبت ذلك من خلال اقوال مدير الامن الاسبق اللواء ابراهيم نايل ايدام من خلال مستندات التحري في محاكمات الانقلابيين التي كان يبثها التلفزيون القومي . أما عن دكتور مامون محمد حسين فقد قدموه الي محكمة عسكرية ظالمة لا تعرف ابجديات القانون فحكمت عليه بالاعدام شنقا .. ثم تراجعوا بان يقدم الدكتور استرحام الي مجلس الانقلاب .. وتدخلت العديد من الوساطات من عدة جهات كي يسترحم حتي ينجو من المشنقة. غير ان الدكتور رفض كافة انواع الوساطات مفضلا عليها حكم الاعدام لان اضرابهم كان بسبب تردي الاوضاع الصحية في المستشفيات وقد كان مقتنعا بتلك المطالب التي تعاطف معها الشعب السوداني. ثم حكموا عليه بالسجن وخرج بعد انقضاء المدة وسمحوا له بالسفر الي بريطانيا في ذلك الزمان. رحم الله دكتور مامون محمد حسين والذي كتب اسمه باحرف من نور في سجل النضال الوطني من اجل تحقيق مطالب الشعب فلم ينهزم ولم ينكسر . احسن الله عزاء اسرته الممتدة وعزاء رفاق دربه في مجاله .. بل وعزاء الشعب السوداني في رحيل هذا الانسان النبيل والذي هزت مواقفه البطولية اركان ذلك النظام الدكتاتوري الغاشم الذي دمر اقتصاد اكبر دولة واعدة في العالم الثالث. والحمد لله علي كل حال.