فرغت من قراءة رواية أحلام في مراكب الموت للكاتب السوداني منهل حكر الدور التي تحكي بعض الويلات التي تواجه المهاجرين متزامنة مع بدء أعمال مؤتمر روما الدولي للحد من الهجرة غير الشرعية.
منذ البدء فجعنا المؤلف بحقيقة أن سماسرة الهجرة لايترددون في “دلق” المهاجرين في البحر بمجرد تعرضهم لهجمة من غفر السواحل ودفر كل الذين يقاومونهم بالقوة بحجة انهم اتفقوا معهم على إنزالهم على تخوم مدينة الكفرة الليبية.
لن اتنقل معكم عبر فصول الرواية إنما سأنتقل بكم مباشرة لحظة وصولهم طرابلس حين تساءل الراوي مع نفسه المرهقة بعد التسفار الطويل : أين خديجة نور، ماتت في الصحراء أم لحقتها الحياة هنا في ليبيا؟.
مضى الراوي قائلاً : في هذه اللحظة ألمظ الاثيوبية في فستانها القصير تحتسي النبيذ في ركن بارد بالعاصمة الدنماركية … نحن الأفارقة نحاكي نيلنا العظيم الذي ينبع في أحشاء أفريقيا ليصب في البحر المتوسط.
هنا أفريقيا بالكامل في المدينة القديمة، من نيجيريا والنيجر وارتريا واثيوبيا والصومال…. كلما يجئ البحر في خاطري أرجع للإنترنت وأطالع المواقع التي نشرت صور ادم سلمان ورفاقه الذين غرقوا في مضيق صقلية.
يمضي الراوي مسترسلاً : يسألني قلبي عن صديقي السوداني أمين أنيس الصحراء وأليف الركاب … ياترى أين ألمظ الأثيوبية ورضيعها أين هم الان في أوروبا أم زادوا كائنات البحر جمالاً.
في ختام الرواية يقول الراوي مضت ثلاثة أيام على إقامتنا في مركز إيواء المهاجرين في لامبيدوزا وأرواحنا ترنو إلى البر الإيطالي .. روما تتفرج على الجموع المتدفقة من الجزر البلاجية.
في صباح بهيج خرجت من المعسكر أحمل حقيبة صغيرة على ظهري قاصدين شمال غرب إيطاليا عند حدودها مع فرنسا وجموع من المهاجرين باتوا في الطرقات وأسوار الكاتدرائيات وعلى أرصفة الشوارع.
إختتم الرواي روايته المحشودة بالشخوص والمواقف قائلاً: بعد سلسلة من المغامرات وصلت مهيضاً مكسور الجناح مدينة كالي في أقصى شمال فرنسا يفتر فمي عن ابتسامة باهتة ومسؤولة الهجرة يطالني غنجها ولباسها القصير.
الان أحاكم في إحدى المحاكم البريطانية بعد أن قبض علي متسللاً في جنبات نفق المانش.
إنتهت الرواية التي ابتسرت الكثير من تفاصيلها المشوقة لكن موجات الهجرة الإضطرارية مستمرة من بلادنا التي مازالت تعاني من ويلات الحرب والفقر وعدم الاستقرار والظلم المجتمعي.