منذ أن دفعت الدنيا بالمخلوق الجديد كولومبوس وانتظمت ملامح الدنيا المكتشفة حديثاً ظلت الجغرافيا العربية على قديم تضاريسها القديمة في كل شيء الناس الجغرافيا الثقافات المكان كل متحرك للحياة تدحرج في بطء. أو هكذا كان ينظر لها عالم المكتشف، ولكن بعدها أطل العالم الجديد متطورا ولحقت به الشعوب التي يسمونها الان العالم الثالث ومن هن تبقي معالم المواكبة في العالم العربي قبل الشعوب الصفراء في اسيا والشعوب السوداء في افريقيا والشعوب الملونة في القارة اللاتينية.
وفي عالمنا العربي نجد ان المملكة العربية السعودية قفزت الي اعلي بسرعة تجاوزت بها بلاداً عربية كثيرة وجلست علي ربوة الريادة العربية مبكراً، وتصحبها في ذلك دعوة سيدنا ابراهيم، فكان الخير والنماء الاقتصادي مدعوماً بالحكمة السعودية وذكاء الإنسان السعودي النظيف والشهامة والسخاء والعطاء لكل شعوب الدنيا بلا تميز عرقي اوديني ونهضت بلاد الحرمين الشريفين مسرعة وشيدت الخيمة العربية الشاملة لك العرب والمسلمين دعما لهم ومساندة لهم في كل شيء. ولذلك بدأت الاطماع الغربية مبكرا لاحتواء السعودية وخيراتها الوفيرة ونذكر في ذلك موقف الملك فيصل له الرحمة عندما واجه الصلف الامريكي الاوربي واطماعهم في النفط العربي السعودي وحينها قال فيصل قولته المشهودة ومشهورة مستعدون للرجوع الي الخيام والعيش علي لبن النوق العربية ولا حضارتكم الاستعمارية
نعم مازالت السعودية هي عمود الخيمة العربية الجامعة واذا ما سحب العمود انهارت الخيمة وها هي القضية السودانية التي اعيت العالم تدخل الخيمة السعودية الحكيمة لوضع الحلول المنتظرة لوقف النزيف واطفا الحريق المشتعل بالشهور.
إن أهل السعودية قوم عظماء لهم قبول خاص في كل ملمات العالم ملوكاً وأمراءً وشعباً؛ لأنهم أهل صدق وأهل خير وأصحاب خبرات طويلة في القضايا العربية، وهم يحكمون بالعدل في وضع الحلول للقضايا لا مصلحة لهم يحققونها ولا مكيدة لهم في احد.
نعم تبقي السعودية هي بوصلة العرب وقبلة العرب السياسية والاقتصادية والثقافية. إنها مملكة الخير الدفاق ومملكة العز التليد ومملكة الشموخ الراكز مثل جبال تهامة.
ان اهل السعودية قوم اصلاء رضعوا الشجاعة والعطاء والصبر من النوق العربية الاصيلة ومرتع الجزيرة العربية التي تناسل منها العرب النبلاء وحتى العرب المستعربة وما زالت السعودية ترعي هذا الشتات والتداخل في كل أوتاد العالم الجغرافي لأصل العروبة والمسلمين.
إننا في بلاد السودان نتفاءل بالسعودية شعباً وحكومة وملوكاً وأمراء لان لنا فيهم خير قديم عشناه وما زلنا، وثقة راكزة لا تتزحزح، وعليهم بعد الله التوكل لحل وفك طلاسم المشكلة السودانية المتداخلة في أكثر من تشابك دولي، وهم لها ولن تعيهم لانهم جبلوا علي الصبر والحكمة.
• كاتب وصحفي سوداني