فجع صديقي امير ابو الوفاء وإخوانه واسرتة بحادث مروري اليم رحل فيه شقيقته نجود وبنتها ايلاف وزوجها عادل وابنهم ابراهيم وهم هاربون من الحرب العبثية الي القاهرة مثل مئات من الأسر التي سلكت طريق التهريب مخرجا بعد أن سدت امامهم السبل وحاصرهم الموت ….
وتحول السودان الذي كان خيمة الوطن الكبير الي مقبرة ممتدة الاتساع تمتلي بمقابر من رحلوا في موت مجاني ضحيته المواطن المسكين ……
وتم إحضار الجثامين والمصابين الى مستشفي اسوان الجامعي …
وهنا كانت دهشة الفعل الذي جعل للموت هنا الف معنى ومعنى أن تستعيد ثقتك في قيم كنت احسبها اندثرت بفعل التشويه الذي مارسته السلطة في اعوامها الثلاثين العجاف …..
أن يحتشد كل الفريق الطبي من أطباء وطبيبات في مشهد اسطوري وتفاعل انساني مع الحالات والجثامين والاتصال بكل ارقام التلفونات التي توفرت لهم لإبلاغ ذوي المصابين أو الموتى..
لكم تنحني الهامات اعتزازاً وزهواً وفخراً بكم .
دكتور محمد المامون الذي يجسد الرجولة والإنسانية والشهامة السودانية والكرم بشكل مدهش …. ودكتور بكري وكل كل الطبيبات والأطباء …
ودكتورة رنا وزميلاتها، ودكتور محمد ساتي والشاب الهميم اخو الإخوان ود الدرجة خالد محيي الدين وآلاء وهالة والعمات، كلكم سطرتم علي لوحات الفخار معاني لا تمحوها تقلبات الدهر .
الحالة الثانية ….
حشود ما زي الحشود تخليك تقيف وتدق صدرك وتقول وااااا مساتي ووا اسفاي لو ما كنت من ديل وبقيت سوداني
اناس لا يعرف أحدهم الآخر حضروا للمستشفي بعد سماع خبر عم القري والحضر والوسائط، كل يجود بما يستطيع وأغلى الجود تلك الدموع التي تتقاطر من مآقي ممتلئة بالحنين .وهنا عظمة وأصالة وإنسانية بعض جيران المصابين والموتي واهلهم في ام المدائن قدموا نموذجاً للاشراق السوداني …
حالة ثالثة
هي ابداعات اللوحه الإنسانية بعض السودانيين الدهابه اعتادوا أن ياتوا الى المشرحة كل مرة لحمل المتوفين الى المقبرة بسياراتهم ومواراتهم الثري بلا مقابل ولا دافع غير سودانيتهم، وهنا اقيف وسط الدارة وأدق صدري واقول للدنيا انا سوداني …..
هؤلاء الرجال الذين يحملون كل أصالة الكون لن توفيهم الكلمات حقهم ولا تطولهم المعاني ….
حالة رابعة
قنصلية السودان بأسوان وقنصلها العام انحياز للموت ضد الموت، وإنجازات من أجل حياة المصابين قدمها القنصل رغم غياب الدولة وافاعيل السفارات المعزولة عن مواطنها، شكرا القنصل وطاقم القنصلية ..
حالة قبل الأخيرة
اختنا سحر ام ملاذ و يثرب جيران أهل المصاب قدموا ولم يستبقوا للمعاني الجميلة شيئاً. شكرا من القلب. ..
وشكرا جزيلاً لمستشفى اسوان الجامعي وإدارته و مشرحة المستشفي في إنسانية التعامل المصري مع الحدث واؤلئك الذي اتوا للمقبرة وتفاعلوا مع إخوته في قبر الجثامين …
العافيه للصغار المصابين وعاجل الشفاء ….
أسامة عبد الماجد بوب
اسوان 22/ فبرائر 2024