*الملاحقات الأمنية للصحفيين والمعارضين للسلطة الانقلابية أعاد إلى ذاكرتي واقعة مصادرة صحيفة (السوداني الدولي) وإغلاقها بقرار رئاسي عام 1994م، حينها كنت أعمل بمكتب صحيفة “الخليج” الإماراتية بالخرطوم ، وكنت أحد كتاب السوداني الدولي.
*استضاف منبر الخارجية الإعلامي وزير الإعلام والثقافة في ذلك الوقت الاستاذ عبد الباسط سبدرات، إنتهزت فرصة وجوده في المنبر وسألته : لماذا يصدر الرئيس قراراً بإغلاق صحيفة متجاوزاًبذلك المؤسسات المعنية بأمر الصحافة والإعلام ؟!!.
*لم يجب الاستاذ سبدرات على سؤالي وإنما شن هجوما عنيفاًعلى شخصي، وبدأ في إصدار أحكام لاعلاقة لها بسؤالي مثل قوله: نورالدين أحد كتاب السوداني الدولي، ويكتب فيها “الحوار مع قرنق لايكفي” .. مع من يريدنا نورالدين أن نتحاور ؟..نورالدين يكتب “المواطن مغلوب على أمره”، كيف يكون المواطن مغلوب على أمره وهو يدفع بأبنائه للإستشهاد في الجنوب.
*لذلك لم أندهش عندما تم إستدعائي من مكتب الخليج بعمارة الفيحاء في اليوم التالي للمنبر ، ووضعي رهن الاعتقال لمدة اسبوعين، بعدها أفرج عني دون أن أجد إجابة على سؤالي المهني.
*الان بعد النكسة الي حدثت ضد ثورة ديسمبر الشعبية بانقلاب البرهان وعصبته في الخامس والعشرين من أكتوبر2021م على الحكومة الانتقالية التي شرعت في دفع استحقاقات التغيير وقامت سلطة انقلابية مامورة لا نكتفي بطرح السؤال لماذا؟.
- خاصة بعد أن وضح مخطط الانقلابيين ومحاولاتهم البائسة واليائسة لارجاع عجلة التأريخ للوراء بما فيها ممارسات القهر والظلم وبث الروح في جهاز المخابرات الذي عاد بالفعل لملاحقة الصحافيين والناشطين من المعارضين للسلطة الانقلابية وحربهم اللعينة أصبح من اللازم تكثيف جهود القوى المدنية الديمقراطية الحزبية والمهنية والمجتمعية لوقف الحرب العبثية واسترداد الحكم المدني وعافية السودان الديمقراطية والإنسانية.
…