■ من أرشيف دفاتري القديمة:
♦️كلام جرايد :
▪︎ من ذلك اليوم الذي نسميه الاستقلالْ، قرأت كلّ ما يمكن أن يقالْ في أي احتفالْ، وما يكتب كل يومٍ في الجريدة، حفظته من قولهم : يا أيها الأحرار إلى قولهم: أعاده الله على بلادنا بالخير واليمن والبركاتْ ، وكلّ يوم أعيدها من غير أن أقرأها، ومن سجلّ الذاكرة أكتبها وأعيدها عليك:
▪︎الصفحة الأولى عليها صورة الرئيسْ وخبر الوفد الذي جاء يهنئ الرئيسْ..
▪︎في الصفحة الثالثة التحقيق عن أزمة البترول والصابون والسكر واللحوم والغاز والكبريت والدقيقْ مع قصيدة عنوانها نفديك يا سودان بالنفس والنفيسْ..
{{محي الدين الفاتح }}
🟢 دبايوا ،،دبايوا لناس بورتسودان
★استهلال
▪︎ ربّما هي زفرة شوق حرّى ، توقٌ لمعبد روحٍ قدسيٍّ قديم، جلسةُ أنسٍ في حضرة الذاكرة للمكان ومن رافقونا فيه يوماً حنين متجدد للمدينة التي تشبهني كثيراً في رحابتها وعنادها وتفاصيلها التّي داعبت القلم ، حينها كتب خجِلاً في حضرة الجمال.
● بورتسودان شئٌ من وحي الجمال ، تقابلكَ وأنت لم تكد تخطو خطواتك الأولى فيها ببعض رزاز يسمّيه أهلها ( الرّطوبه ) كأنه فيض من دموع فرحة اللقاء ، تتسوّر سلسلة جبال البحر الأحمر كأنثى تغفو بحضن حبيبها ، مدينة وادعة تمتدّ على ساحل البحر الأحمر (المالح) كما يطلقون عليه في عاميّة أهلها ، لعله اكتسب ملوحته من إنسانها ( ملح الأرض ) النّاس فيها يصنعون الحب.. يغزلونه على نَوْل أيامهم الرّخية، سيماهم متساوية لا تعالي فيها ولا اختلاف إلا بقدر اختلاف أطوال (السّديري) المميز لهم والذي يلامس صدورهم الرحبة يلتحفونه كتدثّر المدينة بالبحر..
▪︎▪︎في موعدك الأول مع البحر ترانيم أمواجه تناجي الوجدان ،تتسامى أناملك فيه ظافرة بين حين وآخر بقبلات بعض أسماكه ، ترفع رأسك ناظرا للاحدود حيث تعانق قبة السماء الزرقاء ماء البحر، لم يكفِ البحر إنعكاس لون السماء عليه فلم يرتض لتقبيلها بديل في أقدس مشهد كوني هناك عند منتهى حدّ النظر يلهج لسانك: سبّوحٌ ، قدوس ..تدور نزولا تحت الماء يحتويك البحر وتطفو ، تداعب أنفك قادمة من جهة الشاطئ رائحةشواء الناجل مختلطة بعبق جبنة {آلم الهدندوية}السمراء ، ضحكات أطفال بورتسودان وهم يبنون قلاعهم الرّملية في مرح تخرج من ذلك الموعد وذاك الطقس الرّوحي.
▪︎▪︎ تقطر منك قطرات مالحة بقدر مرارة أيامك القادمة بعيداً بورسودان، تودّعها وقد أودعتك وعداً مغلّظاً بحتمية اللقاء من جديد ، للمدن حين تُعشق ذاكرة لا تخرب، تقودك طوعاً إليها يوماً ما ، تغادرها
وفي دمك قطرة من البحر تحن إلى الرجوع ، وعشم اللّقاء..
{{محمد سيد محمد ود امينه}}
💥 حدوته:
▪︎▪︎ عاد الشيخ أحمد عباس من مصر لقريته وقد تجاوز عمره السبعين للاستقرار منذ أن سافر منها في يفاعة صباه ..ومنذ عودته شقلب حال القرية فوق تحت بفتاويه المتشدده ..
▪︎كانت مسطبة حوش الحاجه طمايه بت أحمد بمثابةمنتدى يتلم فيه عادة أهالي القرية من الرجال والنساء على سجية وبساطة القرويين وخاصة كبار السن يتسامرون إلى وقت متأخر من الليل، ولكن عكر صفو قعدتهم الشيخ أحمد عباس بافتاءات شيخ المتشددة، وانفض أغلب السمار وأصبحت المسطبة شبه مهجورة حتى ود زينب اللي كان لا يفارق جوار حاجة طمايه بت أحمد بقى من حيران الشيخ أحمد المقربين ويأتي مرات في المسطبة ليطلق فتاويه بهذا حرام وذاك حرام ، وكانت طمايه بت أحمد تناديه بالفقيه الضلالي الصايع الضايع..
..يوما ضرب حضرة الناظر يعقوب حسين كفا بأخر وكان لحظته ود زينب يدلي في إحدى فتاوي الحلمنتيشيه على بعض الحضور في المسطبة وقال بسخرية:
- يا هووي بطلوا ده واسمعوا ده ، والله صحيح البيعيش كتير بيشوف عجائب ، عشنا وشفنا ود زينب السجمان السكران بقي فكي، وقهقه بصوت عال وهو يحملق في وجه ود زينب ويقول:
- تعالوا اسمعوا العجب العجاب فعلا يا هووي {مخطأ من ظن يوما غن للثعلب دينا}
{{سيد حسن مراد}}
♦️ رجفة قلم ♦️
★ ترانيم من القارة التي كانت تسكن وطن(السودان الذي كان)
••ما ضَرُّكَ يا مولايْ لوْ أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ الأَبَنوسِ ورائحةِ الأنانَاسْ، إذْ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي:”من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا”، ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرِ مُنْتشِيًا لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ..!
••مَا ضَرَُّكَ يامَوْلايْ لوْ أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لَوَ هبتُ قطيعَ الثّيرانِ مُهُورًا للفاتنةِ السَّمراءْ وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤِ ونفيسِ المُرْجَانْ!
{{ عبد الاله زمراوي}}