غزل البنات

غزل البنات
  • 18 يونيو 2024
  • لا توجد تعليقات

رصد التحرير

شدني فيديو انتشر على السوشيال ميديا لبائع شاب يرمي أكياس غزل البنات على الأرض، وكما يبدو قد يأس من بيع حلواه بعد رحلة سير طويلة مترجلا في الشوارع لبيع ما يحمله طلبا لجنيهات قليلة بالكاد لا تسد رمقا٠
من الواضح أن هذا الفتى يسير عكس الطوفان، حانلا على كاهلة أعباء مهنة من الواضح أنها لم تعد تجد لها طريقا أو هوى لدى أطفال جيل التيك توك والإنستغرام. والحلويات التي أصبحت تزين أرفف المتاجر أشكالا وألوانا ..
كان الأطفال زمان يفرحون ببائع حلوى غزل البنات الذي يطوف الحوارى والأزقة والشوارع في المدن والقرى والنجوع حاملا بيده عصا طويلة تتدلى منها أكياس الحلوى ، وفي يده الأخرى مزمارا ينفخ فيه لترويج تجارته..
كانت حلوى “غزل البنات” هي الأشهر في مصر لدرجة أن هناك فيلم من أشهر أفلام السينما المصرية للفنان الكبير نجيب الريحاني والفنان القديرة ليلى مراد.. يحمل اسم “غزل البنات”.
اشتهرت هذه الحلوى بالعديد من الأسامى مثل “غزل البنات” فى مصر والشام، أو لحية بابا أو لحية الشايب في دول الخليج، أو شعر البنات في الأردن والعراق، أو حلوى القطن في ليبيا، أو لحية جدي في تونس، أو حلاوة قطن في السودان، وتعتمد صناعة غزل البنات على الماء والسكر، وتضاف هذه المكونات فى ماكينة لتتحول لخيوط من السكر لتتكون حول عصاه وتتحول فيما يشبه قطعة من القطن .
اختلفت الروايات التاريخية حول ظهورغزل البنات، لكن اتفقت حول إن “غزل البنات”، ظهرت فى إيطاليا فى القرن الخامس عشر، بينما ذهبت روايات أخرى إلى أن غزل البنات ظهر فى أوروبا خلال القرن الـ19، وكانت تباع للطبقة الاستقراطية، نظراً لارتفاع سعر السكر فى ذلك الوقت.

ويعود الفضل فى اختراع آلة غزل البنات لطبيب الأسنان ويليام موريسون والحلواني جون وارتون عام 1897 ، وكان اسمها “خيط الجنية”، وبيع منها حوالى 68,655 صندوق من هذه الحلوى .

وفى عام 1921، اخترع جوزيف لاسكو، طبيب أسنان من نيو أورليانز، لويزيانا، بأمريكا، ماكينة مماثلة لماكينة “غزل البنات” التى أخترعت عام 1897، وأطلق عليها اسم “حلوى القطن”واختفى اسم “خيط الجنية”، وتم تحديثها خلال فترة السبعينات القرن الماضي، كما تطورت أشكال غزل البنات، حيث أصبح البائعين يبدعون فى أشكال الحلوى مع إضافة نكهات طعام مختلفة من الألوان الصناعية، مثل الفراولة والشيكولاتة وألوان مختلفة لتزيين غزل البنات.

واضح أن هذا الفتى يبدو وكانه قد جاء من زمن بعيد أشبه بمشهد في فيلم سينمائي قديم.. لم تعد بضاعته مطلوبة في زمن السوشيال ميديا..
الشاب الطيب جاءته -كما هو متوقع- ردود فعل متعاطفة ومساندة من أكثر من جهة منها مبادرة حياة كريمة التي شرعت في دعمه بمشروع متكامل يضمن له رزق كريم..
وأيضا من بعض رجال الأعمال الذين أعلنوا دعمهم لهذا الشاب المكافح وفي مقدمتهم رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة.

الوسوم رصد-التحرير

التعليقات مغلقة.