استمرار الحرب في السودان أكد تصاعد الهجمة المرتدة على ثورة ديسمبر الشعبية التي بدأت منذ نجاح الثورة الشعبية في الإطاحة بسلطة نظام الإنقاذ المباد وعززت عداءها للثورة بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م.
للأسف أسهم بعض الصحفيين من سدنة الإنقاذ الذين انتقلوا إلى القاهرة في التغبيش المتعمد على مبادئ وأهداف ثورة ديسمبر الشعبية وظهر ذلك في تعليقاتهم على الجهود المبذولة لوقف الحرب في السودان وأصبحوا يروجون لما نسب لرئيس مجلس وزراء الفترة الانتقالية رئيس منسقية القوى المدنية الديمقراطية الدكتور عبدالله حمدوك لرئيس السلطة الانقلابية عبدالفتاح البرهان القول بأن بورتسودان بعيدة مصحوباً بسؤال لايخلو من سخرية : وهل بورتسودان أبعد من أديس أببا؟!!.
لم يكتف الانقلابيون في إشعال هذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس في السودان وشردت الملايين من الأسر مابين نازحين في الداخل وطالبي لجوء في الخارج يعانون من أسوأ الظروف اللاإنسانية، بل ظل موالوهم من الصحفيين والإعلاميين يهاجمون قوى الحرية والتغيير الحزبية والمهنية والمجتمعية.
حتى مؤتمر القاهرة الذي شاركت فيه بعض رموزهم لم يسلم من الهجوم السافر على رموز القوى المدنية الديمقراطية ويتعمدون وصفهم بأنهم قحاتة كما كانوا يسمون قوى الحرية والتغيير.
لذلك ظللنا ننبه إلى خطورة تسلل قوى الردة من الانقلابيين وسط القوى المدنية الديمقراطية وبث سمومهم وسط فعالياتها كما حدث بالفعل في مؤتمر القاهرة لوقف الحرب في السودان.
مع ذلك لن يفلح الانقلابيون في تحقيق أهدافهم ومحاولاتهم البائسة إرجاع عجلة التاريخ للوراء ليتسلطوا من جديد في ظل تصاعد الوعي الشعبي الذي كشف أوراقهم الملوثة بفعالهم الإجرامية المحفوظة في ذاكرة الشعب السوداني.