الخرطوم – التحرير
وصف رئيس حزب “الأمة القومي” الإمام الصادق المهدي، “العلامة إقبال” بـالشاعر الوطني والمفكر العظيم”، وقال إنه يتمتع بمواهب ومؤهلات، وأن سيرته وزمرته في لائحة الإنجاز ينبغي أن تشكل لنا ببيوغرافيا للنماذج المرغوبة.
وأشار المهدي في ورقة قدمها لدى مشاركته في”مؤتمر العلامة إقبال” في إسلام اباد، إلى أن باكستان تعتبر أن إقبال شاعر وطني ومفكر عظيم ، بالإضافة إلى سعيه لإلهام المسلمين في الهند ليساهموا في مولد جديد لبلادهم أشبه بعصرنة انجازات السلطان محمود الغزنوي، إلا أن الحقائق السياسية بعد وفاته أدت إلى التقسيم وكل المآسي اللاحقة .
وقال إن إقبال كان بمثابة جوتة للثقافة الألمانية وشكسبير للثقافة الانجليزية والفردوسي للثقافة الفارسية وشعره كشعر أبي العلا المعري من حيث الفلسفة المنظومة، وأشار إلى أن فكر اقبال كان الأكثر ثورية حيث كان يرى أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم باعتبارها الرسالة الخاتمة، ينبغي لها أن تحرر المؤمنين حتى يفعلوا مواهبهم الطبيعية من عقل وروحانية وإرادة حرة كمصادر للمعرفة، لكن التفسيرات التقليدية لسنة النبي صلى الله عليه وسلم جعلتها قيوداً على العقل والإلهام الروحي .
وعن رفض اقبال الاعتقاد بفكرة المخلص المنتظر (المهدي) مدعماً رايه بمقولة ابن خلدون قال الامام الصادق المهدي : ان رفض ابن خلدون للفكرة أجوف لأنه جادل بأنها تطيح باستقرار الحكم ، بينما الحكومات المعنية كانت مستبدة وقد ادعت سلطة دينية لدعم استبدادها ، لذلك إن زعزعة استقرارها أمر يرتجى
وقال الصادق المهدي إن جدي الكبير لم يصف مهمته تحت أي من معتقدات المهدية التقليدية، فهناك اعتقاد الشيعة الاثني عشرية ، وهم يتوقعون للإمام الثاني عشر الذي اختفى قبل اثني عشر قرناً أن يعود مهدياً ، وهنالك اعتقاد العديد من أهل السنة أن المهدي سوف يأتي في آخر الزمان ، ورأى أن العقيدتين مؤهلتان لرفض اقبال ،وأكد أن جده المهدي لم يؤمن بأي منهما وأعلن مهديته كولاية روحية تعبر عن مهدية وظيفية تتفق والحاجة إلى التغيير.
وأشار المهدي إلى أن ظروف العالم الإسلامي المعاصر كانت كالحة، ومنبتة عن مبادئ الإسلام، وخاضعة لانقسامات مذهبية حادة، وتعاني من عدة مظالم، ومستضعفة بالاحتلال الأجنبي، وهو ما دعا لوجود حركة جذرية لخلاص العالم الإسلامي من الظلم والانقسامات والسيطرة الأجنبية، وقال إن عدداً من المفكرين المسلمين الذين لا يؤمنون بتعابير المهدية التقليدية دعموا هذا الدور الوظيفي، منهم الشيخ أحمد العوام.
وأضاف إنه (أي جده) بحث عن شخص يقود المسلمين لتغيير هذه الحالة المزرية، ولكنه لم يجده، وأثناء كدحه نحو ذلكم الفجر تلقى اتصالاً روحياً من قبل النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأنه المهدي، هذا النوع من التواصل مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم شائع في الإسلام الصوفي.
وأكد أنه عرّف المهدية بشكل وظيفي، وخلّص الإسلام من أغلال عقائد الماضي، وإن تلقى الولاية بالاتصال الروحي هو عملة مقبولة بين المتصوفة، ولكنه وضع قاعدة أساسية كي تتم مقايسة أقواله وأفعاله بنصوص القرآن والسنة، وقال”هذا الشكل من المهدية الوظيفية تدعمه آيات قرآنية عديدة، مثلاً: (إِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ)، ولا أعتقد أن موقف إقبال يتعارض مع هذا التعبير الوظيفي عن المهدية”.