أهلا و مهلا أيها الموت( ٥٣)

أهلا و مهلا أيها الموت( ٥٣)
  • 20 يوليو 2024
  • لا توجد تعليقات

كمال حامد

** لا حول و لا قوة إلا بالله، تصحو في الاغتراب على خبر فظيع، تعودنا على ذلك، و لكن فقد الأمس أكبر، فقد من تعرفه منذ الطفولة، فقد من كان يتولاك بالنصح و الرعاية، نعم كنا و (عيد النور) أندادا حيث ولدنا في ذلك الجزء المميز من جنوب غرب المربعات، شارع كسلا العريق بعطبرة، الذي بحاول أن يفصل بين المربعات وأمبكول و لكن هيهات،
** ولدنا و نشأنا و تعلمنا في خلوة النجاح خلوة شيخ عبد الحميد السيد، الذي يقود دراجته و نحن خلفه هرولة للمدرسة الجنوبية أو مدرسة أمبكول،بعد اكتمال المنهج و التتطلع للمدرسة الأولية.
** الحي العطبراوي العامر بالقادة و الفنانين و الرياضيين و الأساتذة و التجار،و المعلمين و الظرفاء و سائقي القطارات لأن منهم من وثقه التاريخ جارنا (سواق القطر عبد الحميد إبراهيم ) ممثل عطبرة مع صديق القولد و منقو يامبيو و غيرهم،في النشيد الخالد في الكتاب المدرسي (سبل كسب العيش في السودان). و من يذكرني بالأبيات؟
** كان (عيد النور) نديدنا لكنه كان أتقانا و أكثرنا هدوءا و أحرفنا في الكورة التي برز فيها شقيقه الأكبر الكابتن المرحوم على النور لاعب النيل الذي اختاره الله و هو يجري عملية جراحية بسيطة ليعود للملاعب، ربنا يرحمه و يعوض شبابه الجنة،
** (عيد النور) كان هادئا و قليل الكلام في المدرسة أو في الملاعب أو في الحياة العامة، رحل أمس في هدوء في مصر التي كان يتردد عليها كثيرا للعلاج،
** كنا في أحد اجتماعات العطبراويين بالسبت بنادي السكة حديد بالخرطوم و جاء من يبلغنا بأن رفيقنا (عيد النور) عاد من مصر بروح معنوية عالية بعد أن طمنوه، و ختمنا الاجتماع و تحركنا نحو (عيد النور) في حي السلمة جنوب العاصمة في موكب منهم الأخوة الكابتن شوقي عبد العزيز و كمال محمد خير خوجلي جوكس و الأستاذ أنور غريب، و شخصي بعد أن أنزلت سائقي إبني مهند لأقود السيارة توفيرا لأحد المقاعد
وجدناه مبتسما و متحدثا أكثر منا على غير العادة عن مراحل العلاج و مطمئنا و ودعنا و ودعناه و لم نكن نعلم أنه الوداع الأخير.
** لا أعرف من أعزي، نفسي؟ أم أسرة نادي الشيببة العريق، أم رفاق الدرب في مراحل التعليم، أم الجيران بالشرقي، أم للأسرة الكبيرة الممتدة،؟
** لكن أحس بضرورة العزاء للأهل في الحي الذي قدمنا و عجم عودنا حيث مسقط رؤوسنا، و هو الحي الذي يحده جنوبا شارع كسلا و طاكونة أبشام و آل الشيخ إبراهيم أبوشوش. و شمالا الشارع الرابط بين طابونة محمود و طاحونة زكي، و بينهما بيت العطبراوي و بيت آل أبشر التوم، و غربا شارع السلك و شرقا الشارع الممتد من سوق القشاشة إلى المدرسة الجنوبية و نادي المريخ و زاوية الجعليين، و السينما الجمهورية،
** أعزي أهل هذا الحي و أبدأ بمنزل أسرة (عيد النور)
المكلومة من نسميهم بيت ناس جده محمد الحسن و نختم بمنزلنا بيت ناس جدنا موسى فرغلي و بين البيتين بيوت ناس خيال و آل عبده خليفة، و آل الأمين على نصر ، و أب أحمد و آل راشد و آل محمد بخيت و آل الحلفاويين ناس حسن جبر و آل الدناقلة ناس البروف عابدين محمد شريف و آل عثمان أزرق و النقابي خيري، و آل كبوشية و آل بيت الخليفة البشرى و آل حسن مقلد و آل محمود حافظ صلاح و كمال قريد و آل يحيى عكاشة و آل الحمراني، و آل المهدي أبوعكاز، و آل بشير عبود و آل الفحام، و أتوقف هنا لأن بشائر أمبكول أطلت بكل رجالها و مناضليها و نجومها الرياضيين،و سياسييها و لهؤلاء مقال و مقام خاص إن شاء الله.
**رحمك الله أخانا العزيز الكابتن (عيد النور) و أوسد يمينك الجنة، مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا
إنا لله و إنا اليه راجعون،

تقاسيم* تقاسيم **تقاسيم

** نشعر براحة لخبر اتصال الرئيسين البرهان و بن زايد دون أي محاولة للسؤال من الذي اتصل و ماذا دار، و مؤكد كان السلام عليكم و عليكم السلام،
** . كما أشعر بالراحة يشعر كل الشعبين في البلدين إلا قلة مستفيدة من الحرب و استمرارها، قلة تسعى بالحرب لتتمكن علينا و قلة تتاجر في الحرب، و قلة تحسد السودان الوطن على تميزه الجغرافي و الثقافي المتنوعة، و مياهه و معادنه و زرعه و ضرعه، قاتلهم الله.
** زارنا الرئيس الإثيوبي آبي أحمد في التاسع من هذا الشهر، و تم الإعلان عن اتصال البرهان و بن زايد بعد تسعة أيام، و نال جارنا الحبشي الأجر، و نتوقع خطوات إيجابية بعد أن صار الكلام المباشر و ارتحنا من التنظير و المبادرات و شروط وقف الحرب و ضياع الزمن، و كما علق واحد (المنظراتية مكانكم، ترن ترن اللو خلاص تمام انتهى كل شئ مبروك) .
** يبدو أن هذه الأيام من شهر يوليو تموز حافلة بذكريات عديدة، سعيدة و غير سعيدة، فيها أحداث ١٩ يوليو و ٢٢ يوليو الدرامية، و في هذه الأيام ذكرى رحيل بعض الأحباب منهم السادة المناضل الحاج عبد الرحمن، رئيس الرؤساء مهدي الفكي، الدفعة و زميل الدراسة في المعهد الفنان الشامل عبد العزيز عبد الرحمن العميري، أما من فقدناهم في هذا الأسبوع مكانهم في ختام هذا المقال إن شاء الله.
** لكن الحدث الذي يهمني على المستوى الشخصي و الأسري فهو مولدي في السادس و العشرين من يوليو، و المناسبة التي انتظرها و لا يحبها أندادي أنني سابلغ يوم الجمعة القادمة الخامسة و السبعين، من يشاركني بالدعاء؟ و ربما الاحتفال باليوبيل الماسي.؟
** ليت الهلال يفوز بسيكافا كما خطط لها و رعاها، نحتاج لأي انتصار سوداني َمهما يكن، فقد يتذكرنا العالم كما تذكرنا يوم تصدر منتخبنا، بأن الكرة السودانية تجاوزت الأزمة..
** قدم اتال رئيس وزراء فرنسا استقالة حكومته بعد الانتخابات، و نذكر بأن وزارته تشمل زوجته وزير الخارجية ،الرجلان متزوجان فقد تمت مراسم زواجها رسميا،
** بايدن ٨٣ سنة و ترامب ٨١ سنة، و كل منهما يعير الآخر بالعمر المتقدم و الصحة المتأخرة، و الشعب الأمريكي يتفرج و أنتج مشهدا كوميديا حول محاولة اغتيال ترامب و إصابته في أذنه، كانما هي حيلة انتخاببة..
** أقضي هذه الأيام متنقلا في دولة الإمارات هبطت دبي و طوالي أبوظبي و منها للعين و عدت إلى دبي ثم الشارقة إن شاء الله الأربعاء أعود إلى تبوك و ربما السودان، فرصة أحى الأهل و المعارف و الأصدقاء و الزملاء الإعلاميين و الرياضيين، رغم أن التواصل كان إسفيريا في معظمه، بارك الله فيكم و كتر خيركم لكل ما تقومون به من أجل أهلكم و الوطن.
** لكيلا ننسى البلاغ الجنائي بالرقم ٨٢٠ – ٢٠٢٤م المدون من شرطة و نيابة وادي حلفا منذ مطلع هذا العام و الخاص بضبط شبكة من سودانيين ومصريين، دبلوماسيين و عسكريين و مدنيين، تورطوا في فساد بيع تأشيرات الدخول لمصر، و آخر الأخبار من متابعاتنا الطلب من الحكومتين رفع الحصانة من بعض الرسميين، و لم نسمع بعد ذلك شئ، إلا إشاعة بالتدخل لحفظ البلاغ و العياذ بالله.
** الموت حق، و خطف أمس السيدة المضيافة باتعة كامل أم البنات، العلامة البارزة للعلاقة السودانية المصرية الأصيلة، أرملة شيخ العرب و الثقافة و الفن و حب الناس إبن دامر المجذوب أستاذ الأجيال المرحوم السر أحمد قدور،
** صارعت المرض وصرعها نسأل الله لها الجنة كفارة للمرض و الحزن، و العزاء للأسرة في عين شمس و المعادي و كل السودان، و الذرية الطيبة البنات الأربع زينب و أخواتها و إنا لله و إنا اليه راجعون،
** انتقل لربه زميلنا الإعلامي الإذاعي الأستاذ محمد عباس سعد، صاحب الصوت المميز، الاقتصادي الذي اختاره البنك الإسلامي للتنمية بجدة من كبار موظفيه، له الرحمة و لنا و لأسرته حسن العزاء،
** مات العالم الموسيقى الكبير البروفيسور الماحي إسماعيل مؤسس معهد الموسيقى و المسرح في الستينات، و المستشار الموسيقى لإذاعة كولون بألمانيا ربنا يرحمه و العزاء لأهل الفن و أسرته بالأبيض و ألمانيا و إنا لله و إنا إليه راجعون
** من أهل الرياضة وردنا خبير وفاة الإداري المعروف باتحاد الحصاحيصا و الاتحاد العام الأستاذ أزهري علي عيسى، و كذلك العزاء لأسرة الشوافعة بأمدرمان في وفاة أرملة كابتن المريخ الأول السيد الزين الشفيع الذي أحرز أول هدف للمريخ في مرمى الهلال في أول مبارياتهما بميدان سوق القش في ١٩٣٤م ،الرحمة و الجنة لمن فقدناهم و رحمنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم إن كان في العمر بقية.

الوسوم كمال-حامد

التعليقات مغلقة.