جنيف: الضغوط الدبلوماسية والتحديات الحقيقية

جنيف: الضغوط الدبلوماسية والتحديات الحقيقية
  • 15 أغسطس 2024
  • لا توجد تعليقات

د.حسين عمر عثمان


تُعتبر الدعوة لمنبر جنيف للتفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في السودان. ومع ذلك، يواجه هذا المنبر التفاوضي مجموعة من التحديات التي قد تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل. أبرز هذه التحديات تشمل عدم تنفيذ إعلان جدة، تحفظات الحكومة السودانية على بعض الوسطاء، استمرار أعمال العنف، عدم حيادية بعض الأطراف، التأثيرات والتدخلات الإقليمية والدولية، استعجال الوسيط الأمريكي، عدم الواقعية والشفافية في موضوع التفاوض، التهديدات المستمرة من الوسطاء، وتباين الأهداف والمصالح بين الأطراف المتنازعة.
أولاً-عدم تنفيذ إعلان جدة الذي اعتبرته الحكومة السودانية من الخطوط الحمراء، يشكل عائقاً رئيسياً. ويمثل أحد الأسس الضرورية للتقدم في منبر مفاوضات جنيف، وعدم الالتزام به يعقد الجهود الرامية لتحقيق السلام.
ثانياً- تحفظات الحكومة السودانية على بعض الوسطاء، تؤثر في عملية التفاوض. إذا كانت الحكومة غير راضية عن احد الوسطاء، فإن ذلك قد يعرقل تحقيق تقدم ملموس.
ثالثاً- استمرار وتصاعد أعمال العنف خاصة بمدينة الفاشر والاماكن الاخرى بالسودان، يزيد من تعقيد الحوار ويؤثر سلباً على استقرار الأوضاع في السودان، مما يجعل من الصعب إجراء المفاوضات.
رابعاً- عدم حيادية بعض الأطراف، يضعف فرص الوصول إلى حلول توافقية. عدم التوازن في موقف الأطراف قد يعيق التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف المعنية.
خامساً- التأثيرات والتدخلات الإقليمية والدولية، تضيف ضغوطاً إضافية قد تؤدي إلى تأخير الاتفاق في عملية التفاوض. التدخلات من قوى خارجية قد تؤثر على مجريات التفاوض وتعقّد الوصول إلى حلول مرضية.
سادساً- استعجال الوسيط الأمريكي، في عملية التفاوض دون منح الوقت الكافي للتحضير يؤثر سلباً على سير المفاوضات. الوقت الكافي للتخطيط والتحضير أمر مهماً لنجاح أي عملية تفاوض.
سابعاً- عدم الواقعية والشفافية، في موضوع التفاوض تخلق تحديات إضافية، حيث إن نقص الشفافية قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين الأطراف.
ثامناً- التهديدات المستمرة من الوسطاء تجاه أحد الأطراف، تزيد من حدة التوتر، مما يعقد عملية التفاوض ويؤدي إلى مزيد من التعقيد.
وأخيراً، تباين الأهداف والمصالح، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يمثل تحدياً كبيراً. فبينما يسعى الجيش إلى تنفيذ إعلان جدة والتركيز على الجوانب الأمنية والإنسانية، تركز قوات الدعم السريع في البحث عن دور سياسي والعودة إلى مرحلة ما قبل الحرب. هذا التباين في الأهداف قد يجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق.
تضاف إلى هذه التحديات ،ضغوط الشارع السوداني وتوقعات النازحين واللاجئين، للحصول على حلول سريعة لوضع حد للمعاناة، بينما الواقع السياسي والأمني المعقد يتطلب مزيداً من الوقت والجهد لتحقيق حل دائم وشامل للازمة السودانية. إضافة إلى ذلك، عدم الاستقرار السياسي، وانهيار الخدمات المدنية في العديد من الولايات، ومشاكل الفيضانات، فضلاً عن التدخلات الدولية والإقليمية.
تشكل التحديات المذكورة والضغوط الدبلوماسية التي يواجهها منبر جنيف للتفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عوائق قد تؤثر على نتائج العملية التفاوضية. إن فهم هذه التحديات والتعامل معها بالحكمة والصبر والعقلانية والإدراك الكامل لواقع النزاع في السودان يُعد أمرًا مهمًا ومدخلا اساسيا لتحقيق السلام، وإن التوصل إلى اتفاق يتطلب معالجة هذه التحديات والعمل المشترك والواضح من منظمي منبر جنيف مع جميع الأطراف لتحقيق استقرار وسلام دائم في السودان أن كانوا يبحثون بصدق وجدية عن الحلول الموضوعية بعيدا عن الأجندة الإقليمية والدولية.

التعليقات مغلقة.