الكنداكة

الكنداكة
  • 03 أكتوبر 2024
  • لا توجد تعليقات

د. عبد الحميد قرناص

برزت الكنداكة بكثافة،أثناء ثورة ديسمبر المجيدة عام 2019 عندما اعتلت إحدى فتياتنا الماجدات واسمها الاء صلاح سقف إحدى السيارات وكانت تردد شعارات الثوار بطريقة ألهمت الجماهير حولها والتي كانت تردد (ثورة ) بعد كل مقطع وانتشرت صور هذه الفتاة في معظم وكالات الأنباء، و مواقع التواصل الاجتماعي كإحى كنداكات الثورة التي ألهمت الجماهير
شهرة الكنداكة الاء جاءت امتدادا لشهرة أغنية الكنداكة تلك التي تغنى بها المطرب الكبير خلف الله حمد و من ثم تبعه بعض الفنانين وحاول كل منهم وضع بصمته الخاصة أو المميزة عن غيره.
بقي أن تعرف عزيزي القارئ يا رعاك الله أن كنداكة خلف الله حمد ليس لها أي علاقة بالكنداكات من قريب أو بعيد وهي في الأصل مناحة أو مرثية قيلت في الشيخ الصوفي حسب الرسول ود بدُر المتوفي عام 1930م .
ويقال أن ناظمها هو أحد مريدي الشيخ وقد ارتجلها أثناء نواحه عليه لدي صدور خبر وفاته يقول فيها :
” اكان دا كان داكا “
سيدي سيد اللراكا
المقصود ب( كان دا) هو الشيخ الإبن حسب الرسول
أما( كان داكا ) فهو الشيخ العبيد ودبدر الأب
فكلاهما أسياد (اللراكا) والمقصود بها شجرةالأراك( شجرة المساويك وهي نبته صحراوية لكنها وجدت حظها في التراث السوداني كما جاء في وصف القمربوبا
الصغيرة شديرة (الأراك ).. ويا قمر عشرة الفي سماك”.
وقد جاء أيضا في هذه المناحة
الكان دا ولد رِيّا
الكان داك اب غُرّة عندو الفضية
سيد أبويا وينو النحاسو البنتل
الجدري الحبس البازنجل
هيبتك فوق المسيد واقع فوق للحدود
يوم تِجلى ويوم تزيد
البازنجل هنا تخفيف لكلمة البازنجر والمقصود جنود الاتراك أي أنه ود بدر، كان كما مرض الجدري الذي اقعد بالجنود وحبسهم من الاعتداء علي المواطنين
اما( الكنداكة) ست الاسم فهي لقب الملكات النوبيات
أو مسمى يعني الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية،القديمة وقد ذكر الاسم في العهد الجديد أو الانجيل في قصة حارس كنوز الكنداكة
وأكثر الكنداكات شهرة هي (اماني نيراس)
و ذلك لانهاخلال فترة حُكمها، نجحت في قيادة الجيش الكوشي ضد الرومان في حرب استمرت 5 سنوات تقريبا، وهي تعد اليوم من أشهر ملكات مملكة كوش، وعادة ما يُشار إليها في المصادر التاريخية باسم “الملكة ذات العين الواحدة”، لأنها فقدت إحدى عينيها أثناء المعارك.
وربما لهذا السبب لم تجد حظها من الشهرة كما حدث ل كليوباترا الملكة الفرعونية التي شغلت الكثير في التراث الثقافي المصري في الاوبرا الغنائية والمسرحيات ولها عدة تماثيل كاملة أو نصفية ولها صور في بعض المصكوكات
ويقال أن سر نضارة بشرة كليوباترا أنها كانت تستحم ب لبن الحمير وهذه قصة اخري
د. عبد الحميد قرناص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*