دراما سياسية جديدة، أعادت ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
أين سنكون في السودان من هذه المستجدات، خصوصاً وأن أمريكا تمسك بالكثير من مفاتيح الاستقرار العالمي، مهما اختلفت الآراء والمواقف حولها؟
المؤكد أن أمريكا لن تكون منكفئة على شأنها الداخلي، فأحوالها الداخلية ترتبط بأحوالها الخارجية، وهذا يعني أن شعار (أمريكا أولاً) سيتوخى البحث عن مصالح خارجية يعود ريعها للداخل، وهو المعيار الأقوى لبقاء رئيس أو ذهابه في الكوكب الأمريكي المشع.
لا أعتقد أن السودان قد سعى على مدى تاريخه لوضع إستراتيجية خاصة وسيناريو محدد للعلاقات السودانية الأمريكية على المستوى العام أو في حال حدوث تغيرات في قيادات البلدين. نحن لا نملك هذا الترف في الخيال السياسي والمصلحي والإستراتيجي، فجهدنا غارق في خلافاتنا، وفي كيدنا لبعضنا البعض، وفي أوجاعنا التي تفرزها الحروب وتحرق الأخضر واليابس في البلاد.
السودان ربما يحتاج لخطاب أكثر اتزاناً وعقلانية تجاه أمريكا، فالتعبئة الوجدانية ضد هذه الدولة تجرجر معها السياسات لاتخاذ مواقف مضرة بمصالح البلاد. والدفع باتجاه علاقات اقتصادية متينة بين السودان والولايات المتحدة ربما يكون خطوة ذكية سيكون لها شأنها في كل المحاور.
بكل أسف لا مجال الآن للاجتهاد المؤقت في كيفية التعامل الذكي مع الولايات المتحدة، فالعالم يسعى للسير إلى الأمام متوحداً لا متشظياً، وما نشهده الآن في السودان لا يتسق مع ذلك المسار.
دعونا نرفع راية الأمل بأن نخرج سريعاً مما وقعنا فيه، وبعد ذلك نفكر في اللحاق بقطار المصلحة المشتركة مع أمريكا ومع غيرها.
.. حتى ذلك الحين، نهنئ ترامب ما دام قد وقع عليه اختيار الشعب الأمريكي، وندعو الله أن يعطينا خيره إن كان فيه خير، وأن يكفينا شره إن كان فيه شر.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.