** نعم هو هاشم ود آمنة ود صديق ود الملك، أبو د. قصي و د. لينا و هيثم، هل مات؟ لا ما مات، ترك لنا حروفا أنيقة كتبها و لحنها و غناها الكبار محمد وردي و محمد الأمين و سيد خليفة و عثمان مصطفى ومصطفى سيد أحمد، كلهم ماتوا فهل مات ( كلام للحلوة) و هل نسينا (النهاية،) و مات طالب الجامعة أحمد القرشي طه، و لكن لا نزال ننشد (كان القرشي شهيدنا الأول) أو هل انتهت (قصة الثورة.)
** الكبار لا يموتون و حتى لو ماتت المروءة، فإنه يكتب (جواب مسجل البلد) و (من الكارو إلى تاركو) لنسعد بلقائه (بالشوق و الوطن) في دار إبنه الدكتور قصي في أبو ظبي.(يا كارو بس أحميني، من حمى السفر،
ما داير أفوت و أخلي الشوارع لحميدتي و الغجر )
** كان اللقاء الأخير و لو كنت أعلم ذلك لتواصلت لساعات مع من كانوا ثوالثنا و آخرهم إبن دفعة عطبرة الدكتور عبد الحميد محمد أحمد،(حمندة) شفاه الله و قلبي معه الآن،
** لقاء أبو ظبي كان الأخير (يوم الشمس شالت غروبه) و حمله و حملنا (قطار الهم) و ظل (باب التكل مسدود) و لم يعد الرجل (يدق صدره و يقيف وسط البلد و يهتف (بريدك يا صباح عمري).
** مات من غنى للوطن، و هتف له مع (كهنة نبتة حبيبته)، ذهب (بلا مراثي بلا شراع بلا وداع)
** ودعناه على البعد، قلت لابنه البار دكتور قصي ليتك قلت لي ودعه بدلا من عبارتك الأخيرة (ادعوا ليهو) و كانت العبارة كافية لافهم و هو الطبيب الحاذق ، و لكني لا أود أن افهم او اتخيلني بدونه في أبوظبي.
** عرفته لأول مرة حين التقاه وزير الإعلام المرحوم عبد الماجد أبو حسبو في حضور المرحوم الفنان محمد الأمين ليشد على يده النحيفة و هو مرتديا القميص الأبيض و الشورت الكاكي و يبلغه إعجاب الزعيم الخالد اسماعيل الازهري (بملحمة الثورة) التي قدمها في الذكرى الرابعة ١٩٦٨م لثورة أكتوبر و زاد الإعجاب بعد ان علم الزعيم بأن المؤلف طالب ثالثة ثانوي و سلمه هدية الدولة و كانت (مائة جنيه).
** كانت أكبر مرتب في الستينات، حين نتظاهر امام البرلمان في وجه النواب الذين (يقبضون المية و ينسونا) .
** شاهدته على المسرح، الذي أحببته، في مسرحيتيه (نبتة حبيبتي و أحلام الزمان،) و حبي للمسرح الذي درسته كنشاط إضافي في بخت الرضا كمعلم و منه تم ترشيحي للدراسة بالمعهد، و فيه وجدت نفسي وجها لوجه مع استاذ مادة (حرفية الأداء) هاشم صديق، وبدأت العلاقة المباشرة.
** كنت طالبه و اقتراب عمرينا من الثلاثين و كانت إحدى طالباتي في مدرسة بنات العمال الثانوية العامة بعطبرة ايمان عبد الغفور توفيق معي في نفس الفصل، و علق الاستاذ بان هذا حال المعهد طلاب أكبر من البعض بل أكبر من علميهم و طلاب يدرسون اساتذتهم و خفف على بأننا دفعة الشهادة السودانية ١٩٦٩م،
** و كنا نستغل َمعظم المحاضرات في السؤال عن عبارات لا تصدر الا من اهل وادي عبقر و لا أذكر (شيطان الشعر) (جمال الفال و هجعة زول بعد ترحال) و (لما شفتك و انتي قادلة زي ملايكة علينا نازلة) و (ليل القصائد تشهد و أجراس المعابد تنهد جننتيني توهتيني ) و نساله من هي (البريده ستي و ريده سيدي)و لا يجيب طبعا، و لكنه يبتسم ابتسامته الملائكية الوسيمة و نكتفي بها.
** هاشم صديق مسكون بالحب و لا يعرف الكراهية، رغم انه ذكرها مرة حين ظلمه ذوو القربى (وكت تنعيكا للدنيا، قبيحة خناجر الاصحاب) و يكره بلطف (كرهت تفاهة الثوار وكت يبقى النضال قعدة،
كرهت قصائد الحفلات عن الثورة و عن الجبهة ). و لكن الحمد لله فقد انتهى الخلاف و لو بعد حين.
** استمتعنا به في حوش التلفزيون و هو يعيش مع طاقم برنامجه الشهير (دراما ٩٠) الذي وأده احد قصار النظر، و حاولنا إعادته، و مرة ذكر مستشهدا في إحدى الندوات انه لم يرفض التعامل مع الأجهزة الحكومية لان ذلك مصدر رزقه و تواصله مع الناس، و استشهد بالأخ الاستاذ عادل الباز و شخصي بأننا تسلمنا موافقته لعودة البرنامج، و ما لم يقله تأدبا بأن الرفض كان من التلفزيون و من صاحب النظرة الضيقة نفسه.
** نلتقي سنويا في دار الدكتور قصي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا في السنوات الأخيرة و كلانا تحت ضيافة و كفالة النجارين الطبيب قصي هاشم صديق و المستشارة رشا كمال حامد، و احفادنا و نغني له في سرير المرض بمستشفى خليفة (لما نشوفك ليلنا ضوا و بق نور) و يبتسم قبل أن يشتد عليه الألم و تختفي الابتسامة و نغالب الدموع.
** كتب هاشم ود آمنة ود صديق ود الملك قصته في أشعاره و مسرحياته َمفتخرا بنضاله و أدائه و بوالده( الخضرجي صاحب بوفيه الوزارة) ، فمن يكتب بقية قصة الحب و الحياة و الألم و المعاناة؟ إنهم أنتم و نحن و (ألفين سلام يا جنا ) و إنا لله و إنا إليه راجعون،
** تقاسيم** تقاسيم** تقاسيم
** مرت في الأيام الماضية الذكرى السادسة و السبعين لملحمة عطبرة و انتفاضتها في رفض إعلان الاستعمار قيام ما يسمى الجمعية التشريعية، و سقط خمسة شهداء و كانت الشرارة، التي عجلت بالحرية و حرية العمل النقابي و السياسي.
** الشهداء هم، قرشي الطيب، عبد الوهاب مالك، حسن دياب، فؤاد سيد أحمد و عبد العزيز إدريس، سقطوا رميا بالرصاص فيما أصيب العشرات، و لابد من ذكر بعض أبطال الملحمة من السياسيين و النقابيين، أبرزهم السادة الطيب حسن ، إبراهيم المحلاوي، عبد القادر سالم، قاسم أمين، عبد الله بشير، عبد القادر عثمان إبراهيم، حسن خليفة العطبراوي و الأستاذ الصحفي محمد خير البدوي الذي وثق الملحمة في كتابه (قطار العمر) رحمهم الله.
** تحية لصديقنا و دفعتنا في التدريس و بخت الرضا (الدفعة ٤٢ التي ضمت معنا كثيرين أبرزهم الفنان مصطفى سيد أحمد و المذيع الفاتح الصباغ رحمهما الله و إداري المريخ عصام الحاج ) هو السلطان محمد يوسف كبر رئيس شورى المؤتمر الوطني الذي نزع فتيل أزمة و معركة في غير معترك بدعوة البعض لمجلس الشورى لاختيار رئيس للمؤتمر الوطني في وقت تخوض فيه البلاد معركة وجود،
** بلغ حتى الأمس عدد شهداء الهلالية ٥٥٦ شهيدا معظمهم بالتسمم، و لا تزال ممارسات ماليشيا الجنجويد تواصل الجرائم مستفيدة من سكوت المجتمع الدولي و استمرار تدفق السلاح و المرتزقة و للأسف مساندة و تبرير الجرائم من بعض أبناء الوطن.
** نشط جهاز المغتربين و تحرك أمينه العام الدكتور عبالرحمن زين العابدين و مساعده الدكتور حسن بابكر، و التقيا في جدة و الرياض للتفاكر في صيغة جديدة
لاختيار و عمل الجاليات للمرحلة القادمة الخاصة بإعادة التعمير ان شاء الله.
** مجلس الأمن في جلسته الأخيرة أجبر مندوب بريطانيا رئيس الدورة لسحب مشروعه بالتدخل الدولي في السودان، و تناقلت الأنباء كلمة مندوبة روسيا التي طالبت بعدم المساس (بصديقنا السودان) .
** بجلسة مجلس الأمن واصلت قناة (الجزيرة مباشر ٢) سقوطها و دخلت في ونسة مملة فيما كانت الصورة المباشرة أحاديث مندوبي الصين و الجزائر و فرنسا، و اضطروا بعد أن جاءتهم التعليمات لبث كلمة مندوب السودان بعد مرور عدة دقائق،
** أشدت بفضائية الشمالية المتطورة، و أحزن لأداء فضائية كسلا، و التي عرضت كلمة البرهان من قمة الصين في خبرها عن قمة الرياض الأخيرة، و لا نزال في انتظار عودة فضائية نهر النيل.
** وصلتني رسالة تعزيني في الصديق الشاعر هاشم صديق، من الناشطة في مجالات الثقافة و المجتمع المهندسة الشاعرة لمياء عبد الله العبيد و اختتمت الرسالة بأبيات جميلة قد أعرضها على فنان ملحن،لأنها تشبه شعر الأستاذ هاشم اخترت منها،
** معزوفة لكل الغلابة.
زي سحابة تمطر تمسح الهم و الكآبة،
تعزف الحان الأماني الدايبة في عمق السرابة،
تفرح الدنيا و تزغرد تمسح أحزان التعابة،
** أعلنت منظمة الأغذية ان حصاد الذرة هذا الموسم في السودان ثمانية مليار طن، و يفوق حاجة السودان خمسة مليار طن ، و على ذلك لا نجد سببا واحدا للرد على من يتمنون و يعلنون عن وجود مجاعة.
** منتخبنا الوطني أصابه الغرور بعد النتائج الأخيرة و الإشادات، و اقترب من التأهل في انتظار نقطة واحدة أمام منتخب النيجر ابو نقطة واحدة و كانت النتيجة فوز ابو نقطة على ابو سبع نفاط و كمان بالاربعة مع الرافة و تحرج موقفنا.
** نحن في عصر الاحتراف فلماذا يشتم بعض ناس الهلال نجمهم أبوعاقلة عبد الله، من حقه يضع شروطه، و من حق الإدارة الحوار معه، فقد يكون الرجل سمع باحتراف خارجي و هو مؤهل لذلك.
** نجم المريخ و مدربه تحت الطلب، إبراهومة جارنا الزمان في الكلاكلة، أبلغنا بأنه تلقى عرضين للتدريب في تنزانيا و بانتيو و فضل الأخير، و فجأة سمعنا بأنه يقود المريخ هذه الأيام.
** و ليس بعيدا عن المريخ فقد مرت قبل يومين الذكرى الخامسة لرحيل رمزه الكبير أستاذ الأجيال أحمد محمد الحسن، و أين تخليده المستحق بل أين كتابه المكتمل كما تصفحته و عشت بين سطوره؟
** بلغني أمس خبر رحيل صديقي و جاري و رفيق الصبا و الشباب، كابتننا في الحي و فريق المنتصر و فيما بعد التضامن، الكابتن الخلوق بابكر السقد أبو دومة، أسأل الله له الجنة كفارة لمعاناته الأخيرة و خالص العزاء لأسرته و آل السقد في عطبرة و مورة و العزاء للجيران و أسرة نادي التضامن و إنا لله وإنا إليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم ان كان في العمر بقية.