الأربعاء - 27 جمادي الأول 1446 هـ , 27 نوفمبر 2024 م

في الذكرى الرابعة لرحيل الصادق المهدي.. برمة ناصر: البلاد تفتقد حكيمها وفارسها الإمام

فرحة اللبنانيين بوقف الحرب وتواصل أحزان السودانيين

فرحة اللبنانيين بوقف الحرب وتواصل أحزان السودانيين
مصباح أحمد محمد

فرح اللبنانيون أمس الثلاثاء بتوصل الوساطة الدولية والحكومة اللبنانية لإتفاق بين الكيان الصهيوني المعتدي وحزب الله اللبناني لوقف الحرب في جنوب لبنان وتمكين المدنيين من الجانبين من العودة لمنازلهم ، وحق لأهل لبنان أن يفرحوا بالاتفاق لأنه سيرفع عن المدنيين معاناة الحرب وآلامها ، وقد بذلت الحكومة اللبنانية كل جهدها لرفع المعاناة عن مواطنيها بالوصول لهذا الاتفاق الذي سيعيد الإستقرار للجنوب اللبناني، فحماية المدنيين وتحقيق السلام فريضة واجبة ، ( افشوا السلام بينكم)؛ والجنوح للتفاوض أمر رباني .
وقال تعالي { وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } صدق الله العظيم
بالرغم من أن الحرب في لبنان بين العدو الصهيوني المغتصب والمتعدي والمقاومة الوطنية ، وهي حرب كرامة وجهاد في سبيل الله.

أما في بلادنا تتواصل المآسي والآلام ويشعر السودانيين بالحزن والأسى لتطاول أمد الحرب الإجرامية وإنسداد أفق الحلول نتيجة لحالة العناد والإنفراد والرفض لقبول التفاوض والحوار وعدم الإستماع لوصت الرشد والحكمة لوقف الحرب وإنهاء المعاناة ، في وقتٍ تقف فيه حكومة الأمر الواقع عاجزة تماما حتي عن مواساة المواطنين في أحزانهم وآلامهم بل ويستغل بعض أطرافها من مشعلي الحرب الإنتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم لتحقيق مكاسب سياسية.

في كل الحروب تضع قيادة أطراف الحرب التفاوض أولوية لتحقيق الأهداف الاّ في حرب السودان فإن الأطراف تعتمد الحرب وسيلة أساسية لتحقيق طموحاتهم غير المشروعة ، وكل يوم يمضي بدلا من الاعتبار بما حدث ترتفع نبرة خطاب الحرب والوعود بمواصلة الصراع لو لمئة عام لحصد المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من الممتلكات ، وهذا هو الفرق بين الحروب الأخري وحرب السودان الإجرامية.
كيف لمن يفرحون بالفيتو الروسي الذي حرم المدنيين من إدانة الإنتهاكات المرتكبة بحقهم و توفير الحماية وتسريع الدعم الإنساني لهم ، أن يكونوا يحاربون لكرامتهم في حرب سموها حرب الكرامة وهي في حقيقتها حرب إهانةٍ ومهانة ،،،

إن حرب السودان الحالية تعد من أسوأ الحروب في التاريخ الحديث التي إنعدم فيها الوازع الأخلاقي والديني والمسؤولية الوطنية والشعور بالإنسانية وسادت فيها روح الإنتقام والقتل والتوحش والكراهية والعنصرية وإنتهاك حقوق الإنسان ،،،

متي يشعر هؤلاء بمدي فظاعة هذه الحرب وقد حققت حتي الآن عكس مقاصدها تماما وبلغت من الكلفة البشرية والمادية مايكفي ؟!

إننا نؤمن أنه في نهاية المطاف سينتصر خطاب الحكمة الرافض للحرب والداعي للسلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، ولكن ما يقلقنا هو أن يحدث ذلك بعد فوات الأوان وبعد أن تبلغ الكلفة العالية منتهاها ، ويكتمل مشروع التدمير الشامل ، والتقسيم لوطن انهكته الحروب والفساد والإستبداد ،،،،

{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم

musbahahmed99@gmail.com

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
دخول سجل اسمك المستعار
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور