مترو الرياض.. جديد المدينة المدهشة.. المنفى هو أن تعيش خارج الرياض والحزن لمن لم يرَ مترو أنفاقها

مترو الرياض.. جديد المدينة المدهشة..    المنفى هو أن تعيش خارج الرياض والحزن لمن لم يرَ مترو أنفاقها
  • 04 ديسمبر 2024
  • لا توجد تعليقات

السمؤل محمد إبراهيم

للمدن سحرها ورونقها وجمالها؛ وللرياض جاذبية خاصة. هي تلك المدينة الحالمة صاحبة الجمال الساحر اللافت للأنظار. بمجرد ان تدخلها تشعر بحنين دفاق قد استوطن قلبك وموجة عالية من الفرح انتابت روحك؛ دخلتها أول مرة منذ اثنين وعشرين عاماً فاستقبلتني بفؤاد الأب الكريم وحنين الأم الرؤوم وبكرم أهلها الفياض وكان ذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – ؛ ومنذ ذلك التاريخ وأنا اشاهد بأم عيني التطورات السريعة التي تحدث في جميع المجالات وتسر الناظرين؛ كل يوم يزداد شبابها وجمالها وبهاؤها، وكل يوم تعيشه في الرياض تحس بأن الدنيا مازالت في عز الشباب بسبب النشاط الكبير والهمم العالية كعلو جبل طويق في التطور العمراني والبنية التحتية.
ستظل الرياض ما حييت فتحاً روحياً مدهشاً شديد العذوبة والوهج؛ هكذا أعيش هذا الشعور، ولا أتوقع أن اشاهد مدينة لها قدرة كبيرة على أسر القلوب مثل الرياض الجميلة، فهي الجامعة لأسرار الحياة والدروب الخضراء معاً؛ أرضها الطيبة جزء من ديار شهدت مهبط الوحي، امتلكت كل مظاهر الحسن بشوارعها النظيفة والمنظمة ومساجدها العتيقة الشامخة بتصاميمها العمرانية ذات الطابع المهيب وأئتمها المرتلين بأعذب الأصوات. الرياض تستوقفك أيضاً بمبانيها السكنية ومنشآتها الحكومية والخاصة ذات التصاميم الفخيمة والحديثة، وحدائقها المخضرة المزهرة؛ ومرافق الرياضة المجهزة بأحدث التقنيات وأبراجها التي تعانق السحاب في منظر جميل ومهيب، ومراكز بحوثها ومكتباتها الخاصة والعامة، ومراكزها الثقافية التي تضج بالمثقفين وأصحاب الفكر، ومقاهيها الانيقة المرتبة التي تجعل لاحتساء القهوة طعماً آخر، ومطاعمها ذات المأكولات الشهية المطابقة لأعلى معايير الجودة، وفنادقها بتنوع درجاتها، وموقعها الجغرافي المتوسط وإيقاعها الجامع بين الهدوء والحركة في تناسق وانسجام.
منذ دخولي للرياض الجميلة انتابني إحساس بأن هذه المدنية تلائمني وتسكنني ولذلك ستظل أجمل مدينة في البوم ذكرياتي؛ فاتحة أحضانها لمن لا مدينة لهم من أمثالي الذين فقدوا عواصم بلدانهم الوطنية؛ وتحترم الإنسانية بفضل القيادة الرشيدة.
إن من أقداري السعيدة وديمومة الحظ عندي حضوري لبزوغ مترو أنفاق الرياض منذ ان كان فكرة وحتى افتتاح خدمات المرحلة الأولى يوم الأحد الموافق الأول من ديسمبر 2024 م مع نسائم الشتاء الجميلة في الرياض حيث الغيوم لا تمطر إلا خيراً وحباً ؛ وكما قال الشاعر (لا يا بعد لندن وباريس وجنيف ماهيب تسوى ذرة من ترابك حنا نحبك حب في كنة الصيف وشلون لا حول علينا سحابك).
فجاء سحاب هذا الشتاء يحمل بشريات التشغيل للمترو وكأنه العقد الفريد في جيدها يزيدها بهاءً وجمالاً ورونقاً؛ جاء ليجعل الرياض تهتف وتقول (كل درب أقرب)؛ وجاء ليضعها ضمن حقبة جديدة متطورة بأحدث التقنيات في عالم النقل العام؛ حيث يعتبر هذا المشروع العملاق من أهم ثمار رؤية المملكة 2030 والذي يسعى لتحسين جودة الحياة وتسهيل حركة التنقل في العاصمة الأنيقة مع انطلاق قطارات كهربائية بسلاسة عبر 6 مسارات؛ والفضل بعد الله يرجع للقيادة الرشيدة المتمثلة في مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ وقائد الرؤية سيد الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد؛ ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض صاحب الأفكار النيرة والجهود الكبيرة المقدرة؛ ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض الذي شارك في افتتاح خدمات المرحلة الأولى بكل نشاط وهمة عالية كعلو مقام سموه الكريم؛ ولصاحب الأخلاق الفاضلة سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن؛ أمين منطقة الرياض.
أهلاً بالرياض، وأهلاً بعطائها المتجدد، وأهلاً بمكانتها الرفيعة بين كبريات المدن في العالم سعة وجمالاً ورفاهية وتقدماً في كل المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*