كيف كان سجن وادي حلفا خاليا من السجناء في الزمن الرضي معلوم.
وكيف كانت نقاط الشرطة القليلة في مناطقنا نادرة يومياتها المتصلة بالحوادث واقع.
دارت رحى الزمان وفقدت مناطقنا عذريتها بالوافدين من كل فج وما طرأ من مستجدات العصر.
كان أهل الخير وقت النفوس السمحة المتسامحة رفيعو المقام، مسموعو الكلمة يتلقفون المتشاكين ويجلسون معهم بصبر وحكمة ويطوون الخلافات والمشكلات في ضل بيت أو تحت نخلة أو في مخزن دكان فينشر التصالح أشرعته وتقفل في دفاتر المحاكم القضايا الناشبة.
اليوم مات معظم كبارنا أهل الحل والعقد وتقاعد بحكم السن من بقي من الوجهاء الكرام وحدث فراغ هائل في ساحات التصافي والتسامي والعفو والصلح الجميل بغيابهم، والأمثلة تتسارع كل يوم بكل أسف.
يا حليلهم دوام نطراهم.
ترى هل يلد زمننا هذا المختلف جيلا جديدا يملأ الفراغ العريض؟!