الجزيرة أبا تغرق.. منازل تسقط ورحلة نزوح تتجدد

الجزيرة أبا تغرق.. منازل تسقط ورحلة نزوح تتجدد
  • 23 ديسمبر 2024
  • لا توجد تعليقات

تقرير- محمد حسيب

تتعرض مدينة الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض، ومناطق عديدة بالولاية، لكارثة حقيقية، تهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم، بعد الفيضان الكبير الذي اجتاحها، وتداولت قنوات ومواقع إخبارية، حجم الفيضان الذي تسببت فيه عوامل عديدة، أهمها بحسب خبراء عدم تصريف مياه خزان جبل أوليا.

مناشدات
بحسب تقارير إخبارية تجري الآن مناشدات من عدة جهات من أجل تخفيف الضغط المائي وإنقاذ أهالي الجزيرة أبا، وقرى ومدن عديدة بولاية النيل الأبيض.

التعامل مع الكارثة

وأكد مراقبوان على ضرورة التعامل مع هذه الكارثة بجدية وأخذها بعين الاعتبار نسبة للآثار التي ستنجم عنها، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع المأساوية التي يعيشها إنسان المنطقة.

سقوط المنازل

و قال مواطنون بالمنطقة في إفاداتهم لـ(التحرير) إن المياه التي اجتاحت الجزيرة أبا من اتجاهاتها الأربعة، ما زالت مندفعة مما تسبب في سقوط مئات المنازل خاصة في أحياء الإنقاذ الغربي، ومربع (١٢) والغار وأرض الشفاء والمزاد، والأحياء الشرقية بالقرب من الجاسر(جسر ترابي وهو مدخل الرئيسي للجزيرة أبا) الذي طالته المياه أيضا، واجتاحت الأحياء القريبة منه كحي الزيادية والامتداد الجديد وحي الطيارات، والمرافق القريبة ككلية الشريعة والقانون جامعة الإمام المهدي، والمدرسة الثانوية القديمة بنين.

نزوح الأهالي

وأكد المواطنون أن أهالي المنطقة المتأثرين بالفيضان، تجمعوا في العراء في المساحة الكائنة بين سرايا الإمام عبد الرحمن المهدي وجامع الكون، و نزوح الكثيرين إلى مناطق خارج الجزيرة، ومنهم من جاء نازحا إليها أصلا بسبب الحرب، فأجبره الفيضان على رحلة نزوح جديدة، حيث اتجه البعض إلى منطقة حجر عسلاية حيث تم استقبالهم هناك بمدارس المنطقة، بينما نزح آخرون إلى مدينتي كوستي وربك.

مخاوف صحية

وعبر المواطنون عن تخوفاتهم من تردي الوضع الصحي وانتشار الوبائيات بالمنطقة، خاصة الكوليرا، لافتين إلى وجود (٨٥) حالة إصابة بالكوليرا منها (٣)حالات وفاة، وأوضحوا أن كل هذه الحالات موجودة بمركز العزل بمستشفى الجزيرة أبا.

مطالب بتوفير المساعدات

وأشار الأهالي إلى زيارات قامت بها حكومة الولاية للمنطقة على رأسهم والي ولاية النيل الأبيض، ووزيري الصحة والبنى التحتية، والمدير التنفيذي لمحلية ربك، إلا أنهم أوضحوا أن الجهات الرسمية لم تقدم أي مساعدات للمتضررين حتى الآن، وأضافوا حتى المنظمات لم تقدم أي شكل من أشكال المساعدة للمتضررين، مطالبين في الوقت ذاته الجهات الرسمية والمنظمات، بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمواطنين.

خزان جبل أوليا

وكان حزب الأمة القومي، قد طالب طرفي القتال ” الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة تمكين مهندسي الري من الوصول إلى منطقة خزان جبل أوليا، لتمرير المياه لخفض منسوب النيل بهدف إنقاذ المواطنين في قرى ولاية النيل الأبيض، لافتا في الوقت ذاته إلى تعرض مدينة الجزيرة أبا والمناطق المحيطة بها لغرق كامل جراء فيضان مياه النيل الأبيض، مما خلف دمارًا كبيرًا في المنازل والأراضي الزراعية.

وأوضح الحزب في تصريح صحفي السبت ( ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤م) أن المنطقة تشهد أوضاعًا بيئية وصحية متردية، ونذر الأمراض نتيجة ضعف الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن الأوضاع ستتفاقم بهذا الفيضان الكبير مما يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة، مع ظروف الطقس البارد وتزايد حدة الأوضاع الإنسانية التي يعانيها المواطنون نتيجة الحرب.

وناشد الأمة القومي المنظمات الدولية والمحلية وكافة الجهود الإنسانية بالاستجابة للكارثة الإنسانية وتوفير مواد الإيواء والغذاء والدواء للمواطنين المحاصرين بالمياه في الجزيرة أبا وما حولها لرفع المعاناة عنهم وتخفيف الضرر.

ونوه الحزب بأن ارتفاع منسوب المياه هذا العام ساهمت فيه عوامل كثيرة مما أدى لإغراق المنطقة، تمثلت في: غياب مهندسي الري في خزان جبل أولياء لتمرير المياه وخفض منسوب النيل في هذا التوقيت بسبب توقف العمل بالخزان نتيجة الحرب.

فضلا عن سحب الحكومة للآليات وفرق المهندسين المشرفين على الجسور والتروس الحامية للمنطقة منذ عقود، مما أدى لضعف هذه الجسور وانهيارها لتتعرض الجزيرة أبا وما حولها من قرى وجزر صغيرة للغرق الكامل.

بالإضافة إلى وجود امتدادات سكنية في جزء كبير من الأراضي الزراعية المنخفضة حول المدينة ساهم في اغراق كامل لهذه الاحياء المقامة على هذه الأراضي مما زاد من حجم الأضرار وارتفاع مستوي المياة فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*