عدت نقابة الصحفيين السودانيين الحملة والاستهداف الممنهج للصحفية مها التلب، عدته خطرا مباشرا على سلامتها، ويفتح الباب أمام أعمال انتقامية تهدد حياتها، خاصة وأن الحملة تأتي ضمن بيئة محتقنة يغذيها الاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية.
وأعربت النقابة في بيان السبت(٨ فبراير ٢٠٢٥م) عن أسفها العميق لصدور هذه الحملة من أفراد يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها. مؤكدة في الوقت ذاته أن الصحفيين السودانيين أثبتوا قدرا كبيرا من الشجاعة والتفاني في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة، في وقت غابت فيه الكثير من المؤسسات الإعلامية المنوط بها تقديم معلومات دقيقة وموضوعية لجماهير شعبنا في الداخل والخارج.
وأضافت أن الحملة التحريضية ضد الزميلة مها التلب لم تكن استثناءا، بل سبقتها موجات تحريضية استهدفت الصحفيتين لينا يعقوب وزمزم خاطر، والصحفي معمر إبراهيم، مما يؤكد أن تلك المحاولات المتكررة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي.
وطالبت نقابة الصحفيين المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين.
كما دعت إلى وقف حملات التحريض الممنهجة ضدهم، باعتبارها انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
وحمّلت السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات يتعرض لها الصحفيون والصحفيات نتيجة لهذا التحريض.
ونوهت النقابة بأنها وثّقت خلال العام الماضي 110 انتهاكات ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان 509 حالات، من بينها 28 حالة تهديد، 11 منها استهدفت صحفيات، ليصل العدد الإجمالي لحالات التهديد الموثقة إلى 71 حالة، من بينها 27 حالة موجهة لصحفيات.