الحزب الشيوعي يعلن رفضه لاتفاق إنشاء قاعدة روسية في السودان
![الحزب الشيوعي يعلن رفضه لاتفاق إنشاء قاعدة روسية في السودان](https://www.alttahrer.com/wp-content/uploads/2018/11/الشيوعي.jpg)
أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه لاتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان، لما يمثله من تهديد مباشر للسيادة الوطنية وللاستقرار الإقليمي.
وقالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في تصريح صحفي الجمعة (١٤ فبراير ٢٠٢٥م) تابعنا بقلق بالغ إعلان علي يوسف الشريف وزير خارجية حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، عن التوصل إلى اتفاق نهائي مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية عسكرية على الأراضي السودانية. مشيرة إلى هذا الإعلان جاء خلال مؤتمر صحفي في موسكو عقب محادثات رسمية مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، حيث أكد الشريف عدم وجود أي عقبات تعيق تنفيذ الاتفاق.
وأوضحت أن إبرام مثل هذا الاتفاق في ظل الانقسام السياسي والصراع العسكري الذي يشهده السودان، ومن قبل سلطة غير منتخبة، يفتقر إلى أي شرعية قانونية أو شعبية. كما أن غياب الشفافية حول تفاصيل الاتفاق يثير مخاوف جدية بشأن تداعياته الاستراتيجية، لا سيما أنه يعيد إلى الواجهة محاولات القوى الخارجية لاستغلال حالة الضعف التي تمر بها البلاد لترسيخ نفوذها العسكري والاقتصادي.
وعدت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، إنشاء قاعدة عسكرية أجنبية على الأراضي السودانية انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، ويفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة السودان وتجرّه إلى صراعات دولية لا مصلحة له فيها.
ولفتت إلى أن هذا الاتفاق يخدم مصالح ضيقة لفئات مرتبطة بتحالفات عسكرية واقتصادية تسعى إلى تكريس تبعية السودان لقوى أجنبية على حساب مستقبله وأمنه القومي، ولا يعكس إرادة الشعب السوداني، إذ يتناقض مع أحد أبرز مطالبه في ثورة ديسمبر 2018، الواردة في ميثاقها، والتي تؤكد على ضرورة ابتعاد السودان عن المحاور العسكرية، وإلغاء أي اتفاقيات تتيح وجود قواعد عسكرية أو مراكز استخبارات أجنبية، والنأي به عن أن يكون ساحة لحروب بالوكالة، مما يعرّض شعبه لمخاطر الصراعات المسلحة ويجعله في مرمى نيران القوى الرأسمالية الكبرى ووكلائها المتنافسين على النفوذ وموارد المنطقة والإقليم.
وأضافت نرفض بشكل قاطع هذا المخطط ونحذر من خطورته على حاضر ومستقبل السودان. كما ناشدت جميع القوى الوطنية الحية، من قوى سياسية ومدنية وشبابية، بالتصدي له وإعلاء صوت الرفض لمثل هذه الاتفاقات التي تكرس الهيمنة الأجنبية وتبدد سيادة السودان على أراضيه.
وأكدت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي على أن حماية السودان من التورط في الصراعات الدولية والإقليمية واجب وطني، وعلى الجميع الاصطفاف لمنع فرض أجندات لا تخدم سوى مصالح القوى الخارجية على حساب تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والتنمية المستدامة.