الشباب يتصدرون المشهد: مبادرات سودانية لإعادة الحياة إلى المدن والمستشفيات

▪️في ظل التحديات التي تواجه السودان على مختلف الأصعدة، يبرز الشباب كنقطة ضوء تُعيد الأمل للمجتمع، من خلال مبادرات تطوعية تستهدف إعادة الحياة إلى المدن والمرافق الحيوية. هؤلاء الشباب، رغم قلة الموارد، أظهروا عزيمة وإرادة صلبة جعلتهم في مقدمة المشهد الوطني، مدفوعين بحس المسؤولية تجاه وطنهم ومجتمعاتهم.
أم درمان.. إرادة التغيير تصنع الفرق
———————————————
▪️شهدت مدينة أم درمان، كغيرها من المدن السودانية، تحديات كبيرة على مستوى النظافة والصحة العامة، إلا أن شبابها لم ينتظروا تدخل الجهات الرسمية، بل بادروا بأنفسهم إلى تنظيف الشوارع، إزالة النفايات، وتأهيل بعض المرافق التي طالها الإهمال. حملاتهم لم تقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل امتدت إلى المستشفيات والمدارس، حيث عملوا على صيانتها وترميمها بما تيسر من إمكانيات، مؤكدين أن الإرادة الجماعية قادرة على إحداث التغيير.
الحصاحيصا.. نموذج مُلهم لشباب طيبة الشيخ القرشي ————————————–
▪️في ولاية الجزيرة، كانت مدينة الحصاحيصا شاهدة على واحدة من أجمل صور العطاء، حيث تحرك شباب قرية طيبة الشيخ القرشي في مبادرة رائعة استهدفت تنظيف وتأهيل أهم المرافق في المدينة، وعلى رأسها مستشفى الحصاحيصا. فبعد سنوات من المعاناة التي واجهتها المستشفى بسبب الإهمال وتدهور البيئة الصحية، قرر هؤلاء الشباب التدخل، غير آبهين بقلة الموارد أو ضعف الإمكانيات.
▪️بدأت المبادرة بحملات نظافة شاملة، أعقبها تأهيل بعض الأجنحة وإعادة طلاء الجدران وصيانة المعدات البسيطة، مما أعطى دفعة معنوية للعاملين في المستشفى وللمرضى الذين وجدوا بيئة أكثر نظافة واستعدادًا لاستقبالهم. هذه الجهود لم تكن وليدة لحظة، بل جاءت نتيجة إحساس عميق بالمسؤولية تجاه المجتمع، ورغبة حقيقية في تحسين الواقع الصحي والخدمي.
ود مدني.. الشباب في مقدمة العمل العام
——————————–
▪️مدينة ود مدني، التي طالما عُرفت بأنها إحدى أهم حواضر السودان، لم تكن غائبة عن هذه المبادرات. فقد شهدت الفترة الأخيرة حراكًا شبابيًا واسعًا لتنظيف الشوارع، صيانة المدارس والمرافق الصحية، والعمل على إعادة تأهيل بعض المراكز الحيوية التي تخدم المواطنين.
▪️ما يميز هذه المبادرات أنها جاءت عفوية ومن الشباب أنفسهم، دون انتظار تمويل أو دعم حكومي، مما يعكس روحًا جديدة تتشكل في السودان، قوامها الاعتماد على الذات والإيمان بأن التغيير يبدأ من المبادرات الصغيرة التي يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا.
التحديات.. ولكن الإرادة أقوى
————————————–
▪️رغم هذا الحراك الإيجابي، إلا أن التحديات تبقى قائمة، حيث يواجه هؤلاء الشباب عقبات عديدة، من بينها نقص الموارد، غياب الدعم الرسمي، واحتياج الكثير من هذه المرافق إلى إصلاحات تفوق إمكانياتهم. ومع ذلك، فإن عزيمتهم لم تتراجع، بل أصبحت حافزًا لمزيد من العمل، وسط دعوات لمختلف الجهات للمساهمة في دعم هذه الجهود، سواء من خلال توفير المعدات أو تقديم المساعدة الفنية واللوجستية.
رسالة أمل ومستقبل واعد.
———————————–
▪️ما يحدث في أم درمان، الحصاحيصا، وود مدني، ليس سوى مثال واحد من العديد من المبادرات التي تنتشر في أرجاء السودان. هذه التحركات الشبابية تثبت أن الوطن لا يزال نابضًا بالحياة، وأن مستقبل السودان يعتمد على مثل هذه الطاقات الإيجابية التي لا تعرف المستحيل.
▪️ هذه الجهود تستحق الإشادة والتقدير، بل والدعم المستمر، سواء من المواطنين أو الجهات الرسمية، لأن إعادة بناء الوطن مسؤولية مشتركة، والشباب أثبتوا أنهم في طليعة هذا الحراك. فهل ستحذو الجهات المعنية حذوهم، أم سيظل العبء ملقى على كاهل المتطوعين وحدهم؟!