الوزير الأسبق دكتور بشير عمر يستعيد ذكريات 38 عاما مع ناديي القمة.. عبقرية السماني سهلت مهمة الهلال وأثارت حفيظة المريخاب

على الرغم من أنني التقيت الدكتور بشير عمر، وزير المالية الأسبق، في عدة مناسبات بمدينة جدة، إلا أنني لم أتحدث معه بالشكل الكافي إلا في المرة الأخيرة، عندما التقينا مطلع فبراير الماضي في حفل رابطة جماهير الهلال بمدينة جدة بمناسبة أعياد الاستقلال وتدشين عملها رسميًا.
استعدت مع الدكتور ذكرى عمرها 38 عامًا، عندما زار وفد من نادي الهلال مكتبه في وزارة المالية بالخرطوم بقيادة الباشمهندس عبدالله السماني، سكرتير نادي الهلال، وكنتُ أنا من ضمن الوفد. كان ذلك في مايو 1988، قبل سفر الهلال إلى زامبيا لأداء مباراة الذهاب امام فريق المحاربون في دور الـ16 من بطولة كأس الأندية الإفريقية.
كان الغرض من الزيارة تسهيل مهمة الهلال في السفر إلى زامبيا، واستئجار طائرة من الخطوط السودانية. اقترح السماني على الوزير أن يسافر الهلال على الرحلة العادية للخطوط السودانية من الخرطوم إلى نيروبي، حيث كانت هناك رحلتان أسبوعيا من الخرطوم إلى نيروبي، على أن يستأجر الهلال الطائرة نفسها من العاصمة الكينية إلى لوساكا، لعدم وجود رحلات مباشرة من الخرطوم إلى زامبيا، وذلك لتوفير الوقت والراحة للبعثة.
لم يتردد الدكتور بشير عمر في الموافقة على مقترح السماني، بل وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أعلن عن تكفل الوزارة بكامل نفقات الرحلة، باعتبار أن الهلال يمثل السودان ويستحق الوقوف معه.
نشرنا خبر تكفل وزير المالية بسفر الهلال إلى زامبيا في جريدة الهلال في اليوم التالي وبالخطوط العريضة، وسافر الفريق الأزرق بالفعل إلى زامبيا، وكنتُ أنا والزميل المعلق المميز الرشيد بدوي عبيد من ضمن البعثة. كانت الرحلة بالفعل مريحة، وأسهمت في تحقيق الهلال لنتيجة إيجابية أمام المحاربين بتعادل 0-0، ثم عاد وانتصر بثلاثة أهداف مقابل هدف في الخرطوم وتأهل لدور الثمانية.
لكن خبر تكفل وزير المالية بسفر الهلال إلى زامبيا أثار حفيظة الأخوة في مجلس إدارة المريخ ومنتسبيه، حيث اتهموا الوزير بالانحياز للهلال، وطالبوا بمعاملة فريقهم بالمثل والوقوف معه في مشواره الإفريقي.
وخلال حديثي مع الدكتور في حفل الهلال، كشف الوزير عن أن سكرتير المريخ وقتها، اللواء فيصل محمد عبدالله (يرحمه الله)، زاره في المكتب ونقل له احتجاجهم كمريخاب على ما اعتبروه تمييزًا للهلال، وطالبوا بمعاملة ناديهم بالمثل والتكفل بنفقات سفره إلى تونس، حيث كان المريخ يلعب في بطولة كأس الكؤوس الإفريقية.
وافق الوزير على طلب اللواء فيصل وتكفل بنفقات سفر المريخ إلى تونس، على خطوط الطيران التي تختارها إدارته، وبهذا أصبح بطلاً في نظرهم، بعد أن اتهموه في البداية بالانحياز للهلال.
نجح المريخ (ضل الهلال) كما يردد الأستاذ محمد عبدالماجد ، في إقناع الوزير بتكفل نفقات سفره، لكن ادارته لم تفكر في طرح مقترح استئجار طائرة خاصة كما فعل الهلال، لان طموح ادارته كان محدودا، واكتفوا بالحلول التقليدية دون السعي للتميز أو التوسع في الخيارات المتاحة.