دنقلا تتمخطر في عاصمة من باعوها!
حسن الجزولي
- نقلت الاخبار الواردة من ميناء بورتسودان، أن السفينة (دنقلا) شوهدت وهي ترسو بجلالة قدرها لأول مرة منذ أن غادرته وقد تم بيعها والتصرف فيها باعتبارها (خردة)، وأشار العالمون ببواطن الأمور في الميناء، أن مالكها الجديد، لم يفعل أي شيء يتعلق بإعادة تاهيلها، سوى أنه (داس) على مشغل ماكينتها لتغادر مودعة السودان للابد،
- وها هي تعود متمخطرة – كالعروس – على جنبات ميناء البلاد التي كانت تحتضنها وهي محملة بشحنة بضاعة لتنجم قليلا ريثما تعاود رحلتها إلى دولة أخرى لتفريغ شحنتها فيها!.
- وقال العالمون ببواطن الأمور في ميناء البلاد حسب مقال لهم حمل خبر رسوء السفينة ببورتسودان، أن المالك الجديد للسفينة قال – متباهيا – أنه سيصبح من مجانين الأثرياء لو اقدم على تغيير اسم السفينة الى اي اسم اخر، حيث أن عقد البيع لم يلزمه بذلك، فاثر الاحتفاظ بالاسم القديم لها، حيث أن (دنقلا) هو اسم اقدم وأعرق مدينة في التاريخ البشري!.
- وهكذا ينطبق الأمر على بقية ( الخردة) التي تم بيعها سنوات الإنقاذ من كل مرافق الدولة التي كانت مملوكة للشعب السوداني بجلالة قدره في السكة حديد ومشروع الجزيرة والنقل الميكانيكي والمدبغة الحكومية والنقل النهري وبقية المرافق الأخرى!.
- تظل واحدة من نكباتنا التي تنتج بمتوالية هندسية أزمات السودان المرة تلو الاخرى، هي أن امثال هؤلاء الذين تلاعبوا في أملاك الشعب ولم تتم محاسبتهم أو مساءلتهم بعد، يسرحون ويمرحون ويمشون في الأسواق مستمتعين بخيرات ما نهبوا وسرقوا ولهطوا وهم يمدون ألسنتهم على المارة في الشوارع.
- لذا فإن أي حديث حول معالجة اسباب الحرب في بلادنا المنكوبة، لن يستوي إن لم يبدأ من ضرورة تجهيز المحاكم وساحات القصاص من هؤلاء وأمثالهم الذين ما يزالون ينبحون ليل نهار ( هي لله لا للسلطة ولا للجاه)!.
- متى يا صديقي الراحل العزيز محمد طه القدال تتحقق قافية قصيدتك من بوق شعرك التبليع وانت تنفخ فيه قائلا:( وتجي يا محمد احمد داخل الفريق، ورجعة دارك لم الشمل، عرقك نازف متل السليق، مسافر سارق صوتك سرق ، تصفي حسابك منا وجديد، وتجلد تجلد لامن تفيق، تخلص حقك قبل الحريق، ضريبة الحق أن صابت تعيق، وجرحا كاتم ما بندمل)!.
- لجنة التفكيك كانت تمثلني وستمثلني لاحقا أيضا!.