كيف احتضنني أبناء وبنات بارا في الرياض ؟

في الرياض، الخضراء، عاصمة المملكة العربية السعودية، غمرني عدد من أولاد وبنات بارا ( مدينة في أقليم كردفان بغرب السودان) بمشاعر ترحيب، وتقدير أعتز به .
ترحيبهم وعناقهم جرى خلال إفطار رمضاني جماعي، في 14 مارس 2025.
التقيت هناك عددا من الأصدقاء والزملاء الأفاضل، والأخوات الفضليات ..
في ذلك المُناخ الرائع والمشهد عانقت بارا، التي تحتضن بناتها وأبناءها بمحبة ، وهي التي غرست في أعماقهم دفء المودة والمحبة وقيم التفاعل في مجتمع تعدددي، يكره العنصرية، ويحتضن الناس من كل فروع الشجرة السودانية .
بارا روت وجدان بناتها وأبنائها بنبض جميل ، أخضر، مستمد من تاريخ مدينة عريقة لها صولات وجولات في تاريخ السودان، وانجبت مبدعين في عدد من المجالات.
بارا ترقد على أحضان الرمال النظيفة، وتصحو بأصوات السواقي ( مزارعها) مع آذان الفجر، وتباشير الصباح.
في تلك الأمسية بالرياض عانقت بارا ، التي حرمتني من عناقها سنوات طويلة من السفر والترحال خارج السودان ، بسبب الرأي والكلمة والموقف الداعم لحقوق شعب السودان في العيش الكريم.
استرجعت ذكريات جميلة ..
تعانقنا في الرياض، مثلما تعانقت مع أبناء بارا في العاصمة القطرية الدوحة، وفي الحالتين كان عناقنا هو عناق المُشتاق.
زميلي وصديقي الخبير الاقتصادي والمالي محمد علي عبد الله كتب عن لقائنا بنبض دافيء، وبكلمات ترحيب جميلة.
في قروب (واتساب) لأبناء بارا في الرياض، توجه بالتقدير والشكر إلى (كل الأخوة والأحباب الذين شرفونا بحضورهم الافطار الجماعي، وجودكم أسعدنا سائلاً الله أن يتقبل من الجميع، وشاكرا ومقدرا جهد الإبن محمد محجوب، المُنظم لإنجاح هذا اللقاء الطيب)
أضاف (شكرا لكل من تعبت فى تجهيز مائدة الإفطار، شكراً لكل زوجة لكل أخت، لكل إبنة، ما أعظم أجركن فى هذا الشهر الفضيل ( رمضان) أجر الصيام وأجر العمل وأجر افطار صائم، اللهم اجزهن عنا خير الجزاء).
زميلي وصديقي وأخي محمد علي عبد الله الذي لم التقيه منذ سنوات وعانقته في أمسية الافطار الجماعي قال في حروفه (فى هذا الجمع كان شرف لنا لقاء الأخ العزيز، والصديق الوفي الحبيب القامة محمد المكى أحمد الأمين، ما أجمل لقاء الأعزاء بعد طول الغياب، إنها لحظة ترسم أحداثها فى لوحة ربيع العمر، تُفرح القلوب، لحظة فيها من الوفاء ما يروى الأحاسيس، تتناثر فيها أجمل الكلمات، وأرق الترحيب، واستعادة الذكريات، فالصداقة الحقيقة تدوم مهما طال الغياب).
ختم كلماته الخضراء بقوله (ياهلا ومليار مرحبا الأخ الغالى ود المكى، نورت الرياض وأهلها).
هكذا احتضنني عدد من أبناء وبنات بارا في العاصمة السعودية الرياض..
شكرا للجميع.. ولمن تواصلوا معي وزاروني ، أو أتصلوا ، أو خاطبوني عبر رسائل.
تحياتي لأبناء بارا وبناتها في الرياض..
نبضات قلوبكم الخضراء نقلتني إلى بارا الجميلة، الخضراء، رغم بعد المسافات ، وطول الغياب القسري.
ما أروعكم …