جملة مفيدة..أخوان العجب سووا العجب

سطر أبطال السودان ملحمة كروية رائعة شهد بها المتابعون وأدهشت من يعرف الظروف التي يلعب فيها صقور الجديان، والأوضاع المأساوية التي يعيشها أعرق وأنبل شعب.
في واحدة من ليالي العشر من رمضان واصل أخوان رمضان تقديم العروض الكروية الراقية والأداء الرجولي المذهل ولعب الكورة زي ما ترجمها القاموس من الإنجليزية إلى السودانية..
واجه أخوان أبوعاقلة جيش جرار من نجوم الدوريات الأوروبية الذين عجزوا وهم بقميص السنغال من فرض خبرتهم وقدراتهم الفنية وظهروا مشتتين مربوكين أمام قوة وجسارة رمضان عجب وفدائية ود المصطفى وبسالة إرنق وحرفنة وذكاء كوكو، وسحر وفن المدهش عبد الرؤوف.. عجز نجوم شيلسي وبايرنمينخ من تجاوز صلابة بخيت خميس وحماس وقوة صلاح عادل، وعجز اندفاعهم من تجاوز هدوء والتزام والي الدين بوغبا وخبرة عقلة، وبالمقابل كان حارس عرين شيلسي محظوظاً وشباكه تخرج بيضاء ناصعة بسبب عدم توفيق أبوبكر عيسى واستعجال بوغبا وإلا كانت الغلبة والنتيجة النهائية في صالح نجومنا أولاد الثعلب الغاني كوسيه أبياه الذي واصل تقديم الدروس الفنية والمحاضرات الكروية المجانية عبر الشاشات التلفزيونية ليعرف الناس كيف تدار المباريات الكبيرة وكيف يكون التدريب وكيف يكون الإخلاص للمهنة.
في غياب القائد الغربال قدم نجوم السودان مباراة كبيرة ولعب فيها أبياه بعقل راجح وتكتيك ذكي عمل من خلاله على حماية مرماه من هدف مبكر ربما يفتح شهية أسود التيرانجا وتنهمر بعده الهداف. ولهذا يستحق منا هذا المدرب الشكر والتقدير كونه أدى المباراة بثقة وهدوء وواقعية والتزام تام في الخطوط الخلفية والوسط مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي جهجهت دفاع السنغال وجعلت القائد مانيه يخرج عن طوره (ويقلبها دواس)..
تجاوز الغاني أبياه أزمة تأخير رواتبه مقدرا جهود الاتحاد لاستقرار المنتخب والعمل المشترك الذي بذلوه معا لبناء هذه المنظومة الكروية الرائعة وما تلا ذلك من إنجازات وصادرة مطلقة.. نعم قدم أبياه التزامه المهني على ظروفه الخاصة وقدم درسا لحكام السياسة وطرفي النزاع عن كيف يمكن أن يحبوا السودان.
وبدورهم قدم أبطال السودان بقيادة الفدائي محمد المصطفى أمسية رمضانية لن تنسى أبلوا فيها بلاءً حسناً وقدموا عطاء وافراً ودفاعا مستميتا وسكبوا العرق والدم دفاعا عن سمعة بلد عريق مزقته الحرب ووطن غالي شرد الصراع أهله بين الفيافي والمنافي، وشتت أبناء ه وبناته على أرصفة المدن وفي كل بقعة من بقاع الأرض ذهب إليها سوداني هاربا من حرب همجية ضروس ومصير مجهول.
أثبت صقور الجديان بالأمس أن كرة القدم مع الفن والحرفنة والموهبة الربانية تحتاج البسالة والرجالة، وتحتاج أن يكون الوطن في سويداء القلب وفوق مهج العين وبين حنايا الضلوع.. نعم أثبتت مباراة السودان أمام السنغال أن حب الوطن والزود عن حماه مسؤولية كبيرة لا يقدر عليها من في قلبه زيق ومن في نفسه طمع..
لعب ياسر مزمل دقائق معدودة فأحسن وأجاد وهناك من لعب في ميدان السلطة سنين ولم يفلح إلا في اللف والدوران والتلاعب بمصير الأبرياء وسفك الدماء واغتصاب الحرائر ونهب الأموال وقتل الأطفال وتخريب مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية وإعادة المشهد السوداني للقرون الوسطى.
متى يغير ساستنا وحكامنا من نجوم منتخبنا الذين حرموا من أمهاتهم وزوجاتهم وأهلي بيتهم سنتين وقد تزيد، لكنهم لم يحرمونا الفرحة ولم يبخلوا علينا بأداء باهر أمام السنغال جعلوا به السودان حديث القنوات الفضائية ثناء عليه لا شماتة فيه. نعم متى يغير هؤلاء؟
جملة مفيدة:
بنفس الروح ننتظر أن يؤدي أخوان المعلم عجب والساحر روفا أمام منتخب جنوب السودان وأن يحذروا التراخي والغرور أو الاستهتار بالخصم، لأن في هذا مدعاة لهزيمة تفسد فرحة رسموها على قلوبنا، وتبدد عشم طال في بلوغ نهائيات كأس العالم. ونحن ثقتنا كبيرة في أبناء السودان بأن يواصلوا الأداء القوي تحت راية مدرب صاحب رؤية وطموح يعاونه جهاز فني وإداري رائع، ويقف خلفه اتحاد متابع مجتهد ويستحق الثناء.