الصحافيون السودانيون في السعودية يُكرًموني في (الضباب)

في ليلة عشاء، وسحور ، التقت 34 شخصية سودانية، في أمسية باهرة، نظمتها جمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية وصحيفة (التحرير) الإلكترونية التي تصدرها شركة ( أماروس ) ، لتكريم الصحافي محمد المكي أحمد، أول رئيس تحرير لصحيفة ( التحرير) وتكريم الصحافي الأستاذ السموأل عبد الباقي .
أمسية التكريم التي شهدها فندق ( الضباب) بالرياض أمطرت، و فاضت أنهار محبة، ومودة، وعكست قيما مهنية وإنسانية ، وعززت أصرة الزمالة بين صحافيين ، و أحباب للكلمة الخضراء.
اللقاء الحيوي استمر من منتصف الليل إلى ساعات الفجر.
الحدث صنعه صحافيون سودانيون، وحضرته شخصيات فاعلة في المجتمع السوداني بالعاصمة السعودية.
تفاعلات الأمسية الرمضانية، في 16 مارس 2025 ستبقى راسخة في قلبي وعقلي ووجداني، و في قلب وعقل ووجدان زميلي السموأل، وفي قلوب وعقول وذاكرة الذين طوقوني بنبض التكريم والمحبة.
الحدث رسم مشاهد ملحمة عناق هزت دواخلي ، وعمقت قناعتي بأن مستقبل السودان المشرق يصنعه مَن يغرسون غراس المحبة ، ويرفعون أعلام الوداد ،ويتمسكون بالمعايير المهنية، في كل مجالات الحياة ، ولا يصنعه مَن يزرعون البغضاء، وينشرون سموم الكراهية، ووباء العنصرية البغيضة.
الجلسة التي أدارها بنجاح ورصانة ، الزميل، ياسر فضل المولى شهدت إعلان شهادات، أعتبرها تاريخية، من شخصيات محترمة، ورصينة، تحتكم إلى ضمائرها، ولا تحركها مصالح شخصية، إذ لا يوجد سبب يدعوها للنفاق.
مشاركون في أمسية ( الضباب) قدموا شهادات مسموعة عن دوري المهني.
الشخصيات والزملاء الذين خاطبوا مهرجان التكريم نوًهوا بـ”عطائي المهني، والصدقية ، وموضوعية التحليل الهاديء للأحداث، وتميًز كتاباتي وتعليقاتي في فضائيات عن تطورات السودان” ولفتوا إلى ماوصفوه بــ”صبري على ابتلاء المرض (السرطان – حماكم الله ).
خاطب الأمسية،برصانة ومحبة ودفء مشاعر ، المستشار القانوني الأستاذ البشرى عبد الحميد رئيس مجلس إدارة شركة (أماروس) التي تصدر صحيفة ( التحرير) وهو يرأس أيضا مجلس إدارة الصحيفة .
أشاد البشرى بدوري المهني، مشيرا إلى أنني أول رئيس تحرير لصحيفة ( التحرير) الإلكترونية، كما تحدث عن مساهماتي في إنجاح الصحيفة، ودوري في بريطانيا .
خاطب الأمسية نائب رئيس مجلس إدارة شركة ( أماروس) رئيس تحرير صحيفة ( التحرير) الزميل العزيز ، والمهني المبدع دكتور حسين حسن حسين ، تناول أيضا دوري في رئاسة تحرير صحيفة ( التحرير) ومساهماتي المهنية بشكل عام، مشددا على أن جمعية الصحافيين تركز على تعزيز العلاقات بين الصحافيين، وتحقيق أهدافها.
الأمسية خاطبها صحافيون وشخصيات فاعلة في المجال الاجتماعي بالرياض . وشارك في اللقاء مدعوون من (رابطة الهلال – سمير عبد المطلب) و(الملتقى- عاصم فضل ) و ( الصالحية – مصعب معتصم – وأحمد زين) و ( رابطة القانونيين- المستشار ناصر إسماعيل العبيد ) .
كلمات المتحدثين اتسمت بالدفء والحيوية والمحبة، وقد غرست في دواخلي دعما معنويا ، مُحفًزا ، بعد سنوات صعبة شهدتها مسيرتي في مهنة المتاعب ( الصحافة) ويحلو لي أن أصفها عالمها بعالم القبض على الجمر.
عدد من المشاركين في حفل التكريم قالوا إنهم تابعوا باحترام واعجاب إطلالتي عبر فضائيات، في زمن شهد أحداثا سودانية ساخنة خصوصا في العام 2018 و2019 ، و أنهم قرأوا واحتضنوا حروفا كتبتها على صفحتي في ( فيسبوك) و موقعي الإلكتروني ( إطلالة) .
قالوا أيضا إنهم سعداء بوجودي في الرياض ، وحضوري بينهم لحما ودما ، داخل صالة واسعة في ( الضباب) لا عبر الشاشات و المقالات.
خاطبت المشاركين في الأمسية ، شكرتهم على الاحتضان والتكريم، وأشرت في بداية حديثي إلى أنني أتكلم بصوت اصطناعي.
قلت إنني فقدت صوتي الطبيعي، الذي يعرفه عدد منهم ، بعد عملية جراحية كبرى .
يُشار في هذا السياق أنني قبيل خضوعي لعملية جراحية بنصف ساعة في العام 2022 كتبت مقالة حينما كنت على سرير الاستعداد للعملية الجراحية في مستشفى لندن الجامعي، نشرتها على صفحتي في فيسبوك بعنوان ( جراحة في حنجرة الصوت القديم) ونشرتها أيضا في موقعي الإلكتروني بعد تدشينه.
حينما قلت للمشاركين في أمسية التكريم أنني أتحدث بصوت إصطناعي سرت في دواخلهم مشاعر تعاطف وقلق، بدت واضحة، في عيون لمعت ، وفي دموع كادت أن تقفز من مآقيها .
بدا واضحا َ تعاطُف المشاركين في أمسية التكريم واحتضانهم ومشاعرهم التي غمرتني بدفء جميل .
ساد القاعة هدوء شديد ، أنصت الجميع للصوت الإصطناعي.
هم وكثيرون غيرهم لم يألفوه أو يسمعوه في وقت سابق..
كان متابعو مشاركاتي التلفزيونية يحبون صوتي القديم الذي عرفوه عبر الفضائيات.
قلت لهم إنني أرى في ابتلاء المرض الذي أصابني نعمة ( السرطان – حماكم الله) لأن المرض فتح أمامي أبواب التأمل، لأرى نعما كثيرة حباني بها العلي القدير، قبل الإصابة بالمرض، وشددت على أن على الإنسان_ أي إنسان- أن يقوي إيمانه بالله ، خصوصا في المحكات والظروف الصعبة والقاسية .
أضفت إن ابتلاء المرض أتاح لي أيضا فرصة التأمل لنعمة العلاج والرعاية الصحية .
هذه الرعاية وجدتها حاليا في بريطانيا، التي احتضنتي ووفرت لي العيش الكريم في وقت صعب.
كلامي عن نعمة الابتلاء بالمرض شد الأنظار، و أثار دهشة رأيتها في بعض العيون ، لكنه غرس غراس الإعجاب والتقدير، وكشف جليا كيف تفاعلت معي تلك القلوب وطوقتني بالمحبة، والتعاطف، والدعم المعنوي.
عن هذا المُناخ كتب الزميل دكتور حسين حسن حسين رئيس تحرير صحيفة ( التحرير الإلكترونية) مقالة تناول فيها ما جرى في حفل التكريم بمهنيته المعهودة و بنبض جميل شفاف (رابط مقال حسين مرفق مع رابط لخبر التكريم كتبه الزميل عز الدين الجعلي في صحيفة ” التحرير” ) .
قال حسين إن حديثي في الأمسية “جاء مشحونا بطاقة ايجابية سرت في جميع من استمعوا اليه، وقد غالب بعضهم الدموع إلا أنه ( محمد المكي ) أحال بكلماته إحساس التعاطف إلى إحساس بالفخر والاعتزاز به، وبشجاعته في مواجهة إمتحان المرض، وبقدرته على بث روح التفاؤل في الآخرين، وتأكيده إمكان تحويل المحن إلى منح” .
تفاعلات ( الضباب) تعددت مشاهدها ووقائعها الرائعة..
وقائع الحدث كانت وستبقى شديد التأثير في نفسي وراسخة في قلبي وعقلي ، وفي قلوب وعقول مشاركين في حفل التكريم، خصوصا حينما أسترجع لحظات تسليمي شهادتي تقدير .
أكرمني وكرًمني رئيس مجلس شركة ( أماروس ) التي تصدر صحيفة ( التحرير) الإلكترونية ، المستشار القانوني، الأستاذ البشرى عبد الحميد بشهادة تقدير ومحبة وهدية قيمة ، وتضمنت ” الشهادة الشكر والتقدير على جهودكم ( جهود محمد المكي ) القيمة والمتميزة التي بذلتموها في تأسيس الصحيفة، وتوليكم مسؤولية رئاسة التحرير ، واستمرار دعمكم الكريم لها من خلال منصب مستشار التحرير، إذ تظل مصدر إلهام ورافدا مهما لترسيخ خطى الصحيفة من خلال رؤيتكم الحكيمة، وقيادتكم الفعالة التي أسهمت في تطوير المحتوى ، وتعزيز مكانة الصحيفة في عالم الإعلام الرقمي”.
أضاف رئيس مجلس إدارة صحيفة ( التحرير) في شهادة التكريم ( يسعدنا باسم الزملاء في شركة “أماروس للإعلام والعلاقات العامة”أن نهنئكم بتمام الشفاء ، داعين الله لكم بكمال الصحة والسعادة).
أكرمني وكرًمني دكتور حسين حسن حسين رئيس جمعية الصحافيين السودانيين في السعوديةبشهادة تقدير وتهنئة بنجاح العملية الجراحية ووقع الشهادة أيضا الأمين العام للجمعية الأستاذ عز الدين الجعلي .
جاء في شهادة التقدير ( يسر زملاؤكم في جمعية الصحافيين بالمملكة العربية السعودية تهنئتكم بنجاح العملية الجراحية، واكتمال الشفاء، داعين لكم بالصحة والسعادة، ونهنئكم بشهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات).
الكتاب سجل حضورا في المشهد الحيوي، في أمسية التقدير والتكريم ، ما أضاف بُعدا حيويا للأجواء في ( الضباب) .
أهداني الأخ والصديق العزيز الأستاذ المترجم / العالم أحمد دقاش كتابا ترجمه بعنوان ( النوبة) دراسة أنثروبولوجية عن قبائل النوبة بكردفان، من تأليف البروفيسور / إف . إس. نادل، ويتكون من 494 صفحة.
العالم خريج كلية الآثار وتاريخ الحضارات بجامعة القاهرة في العام 1980، وحاصل على الماجستير في التخطيط الاستراتيجي الدولي من جامعة واشنطون الدولية في العام 2008 ، وجاء في سيرته أنه ” بعد التخرج ضل طريقه في العمل فاتجه إلى مجال الترجمة والإدارة، وعمل في قسم منظمات دولية في اليمن، ثم كبير المترجمين بالخطوط الجوية السعودية بالرياض.
الزميل الصديق العزيز دكتور حسين حسن حسين أهداني كتابين من تأليفه، وهما بعنوان ( التحرير الصحفي _ نماذج من الصحافة العربية)، و( تنظيم المؤتمرات – من الفكرة إلى إسدال الستار ).
حسين حاصل على الدكتوراة في الإعلام ،في كلية الإعلام، بجامعة أم درمان الإسلامية، وهو عمل مع عدد كبير من الصحف السودانية والعربية، كما عمل سكرتيرا ثم مديرا لتحرير مجلة الفيصل الأدبية، ومديرا للإعلام والعلاقات العامة في مؤسسة التراث، وأشرف على إطلاق عدد من الصحف الإلكترونية ويمارس التدريب الإعلامي، وهو مدير تحرير مجلة الفيصل العلميةوكان نال جائزة الصحافة العربية من نادي دبي للصحافة.في العام 2011.
الأستاذ، المبدع، عز الدين محمد حسين الجعلي أهداني كتابا بعنوان ( ما وراء رحيل النورس ) و تضمن مجموعة قصصية بدت رائعة في عناوينها وجذابة، وساقرأها كما سأقرا كل الكتب المهداة.
الجعلي صحافي وكاتب وأديب ومدون، ويعمل حاليا في جريدة الرياض( تصحيح لغوي وتحرير) وهو الأمين العام لجمعية الصحافيين السودانيين في السعودية،وناشط إجتماعي، وله مدونة ثقافية ، إجتماعية أدبية، وسياسية بالميديا، وهو أيضا ناشر رواية ( أنثى في وداع العشرينات للكاتبة إيمان الحوري) وله مؤلف بعنوان ( تعانقين في اشتياق ضوء القمر).
مسك الختام كان للطرب الرفيع ، والغناء الجاد ، والموسيقى الجميلة.
كان الغناء للوطن، بصوت المطرب ياسر العيلفون ، صاحب الصوت الدافيء، والأداء الجميل، غنى أناشيد وأغنيات وطنية، أبدع ، أثار شجونا، وأشواقا لوطن الجدود.
في هذه المرحلة من تاريخ السودان، الذي يئن تحت وطأة حرب ضروس، نحتاج أكثر من أي وقت مضى لدور المبدعين في كل مجالات الحياة، ليضربوا على وتر الثقافة والفن ، كي ينتصر الإبداع والمبدعون على آلة الحرب المدمرة حاليا في السودان، في سبيل أن يرتفع صوت الجمال والإحساس بكل ما هو جميل، ليهزم داخل كل النفوس والعقول نوازع الشر والقتل والخراب.
شكرا من الأعماق لجمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية، ولكل الزملاء والزميلات.
شكرا من الأعماق لرئيس مجلس إدارة شركة ( أماروس للإعلام ) المستشار البشرى عبد الحميد، شكرا لرئيس تحرير صحيفة ( التحرير ) الإلكترونية دكتور حسين حسن حسين.
شكرا من الأعماق للزملاء والزميلات والشخصيات التي شاركت في حفل تكريمي ، وتكريم الزميل، الصحافي، المحبوب، وسط زملائه ، السموأل عبد الباقي.
شكرا من الأعماق للسيدات والآنسات اللواتي شاركن في حفل التكريم.