الخرطوم – التحرير:
أكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن المصير العربي تهدده الآن عوامل كثيرة أهمها الحرب التي يشنها التطرف والإرهاب على المجتمعات العربية، وأشار إلى حادثة مسجد الروضة بشمال سيناء، والحروب داخل الأقطار العربية التي قال: “إنها تؤججها حواضن طائفية ودولية”، وأشار الى الفجوة الواسعة بين أكثر الحكام وشعوبهم، وإلى العوامل التي جعلت الجامعة العربية تعمل كجامعة حكومات لا دول، والظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب الباردة الدولية بصورة جديدة.
وقال المهدي في كلمته أمام المنتدى العربي الرابع للمياه اليوم الأحد (26 نوفمبر2017م): “إذا لم نستطع التصدي لهذه العوامل واحتواءها بكفاءة عالية، فإن المصير العربي الذي نرجو أن يكون مخاضاً لفجر جديد سوف يكون احتضاراً”، وأضاف: “أنه الاحتضار الذي يراهن عليه أعداؤنا منذ أن خطط له لورانس ببرنامج (فرق تسد)، ثم نظر له برنارد لويس”، وأكد أن كل الدلائل تشير إلى أن أمتنا بوعي أو بغير وعي تسير في هذا الطريق.
أوضح أننا قبل أي حديث عن الشراكة في أمر المياه العربية بحاجة ماسة إلى تكوين البناء القانوني لمياه حوض النيل، وأشار إلى أن اتفاقية 1959م كانت ثنائية بين دولتي المجرى والمصب، ولم تشمل دول المنابع، وهنالك مبادرة حوض النيل المتعثرة، والخلاف حول سد النهضة، وأكد أهمية الاتفاق القانوني في حوض النيل.
وطالب رئيس حزب الأمة القومي بتحديد حجم ومواقع المياه السطحية التي تصب في المنطقة، وضرورة الحرص على حصادها، وأشار إلى أن السودان يستقبل ما بين 500 إلى الفي مليار متر مكعب سنوياً، وأن أكثرها يمكن أن تحصد.
ونادى بضرورة استغلال الطاقة الشمسية، وتحقيق قفزة تكنولوجية في هذا المجال تقضي على ندرة المياه العذبة، وأكد ضرورة الالتزام بموجبات ترشيد الطلب للمياه، وضبط الطلب على المياه العذبة عن طريق التسعير الممكن، ووضع دليل ملزم لضبط استخدام المياه في كل المجالات.
وطالب رئيس حزب الأمة القومي بضرورة تحديد آثار الاحتباس الحراري، كما طالب الأسرة الدولية بتعويض ضحايا الاحتباس الحراري الذي قدره مؤتمر باريس بمبلغ 100 بليون دولار، وتحديد نصيب المنطقة العربية منه، والاتفاق على أولويات صرفة.
وقال المهدي: “على الإرادة العربية المشتركة والحلقات المتصلة بها الإسلامية، والإفريقية، والدولية أن تعطي أولوية لتشخيص وباء الغلو والإرهاب، وخطر الحروب المحدقة بالمنطقة، وأن تعمل على تحقيق ما يمليه ذلك التشخيص لكي نجعل من حالة النذير بالاحتضار حالة بشير بفجر جديد”.