الخرطوم- التحرير- منصور الصويم:
صدر عدد جديد من مجلة “الحداثة السودانية”، وهو العدد الثامن منذ بداية إصدار المجلة قبل عامين؛ وخصص ملف هذا العدد لنقد المدينة السودانية والتشكيل العمراني والمعماري في السودان.
يحتوى العدد على أول شرح من الدكتور سيف الدين صادق حسن، من جامعة الخرطوم، لنظريته المعمارية الجديدة (تعبيرية العناصر) Elemental Expressionism، وربما هي النظرية الأولى التي اقتربت من البيئة السودانية.
وفي العدد، أيضًا، قدَّم الدكتور فتح الرحمن التوم الحسن، أستاذ الفلسفة، بجامعة النيلين، تعريفًا للمدينة بوصفها “حالة الاجتماع السياسي، التي يبرز فيها المجال العام بوصفه مجالاً منزوع الإسناد والهوية، وينتمي، فقط، إلى الخير العام”.
وقدم الروائي الحسن بكري قراءة معمقة لـ(المكان وعناصر العمارة في رواية “طقس حار”)؛ كما قرأت المعمارية الباحثة وفاء عبد العظيم رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، والتقطت منها وصف الراوي، محجوب، لمنزل جده، وشرحت من خلال هذا الوصف أكثر المفاهيم المعمارية إثارة للجدل: (عمارة بلا معماريين)، وكان لها رأيها الذي أفصحت عنه في مقالة منشورة ضمن مقالات ملف العدد!
في باب (حوارية العدد) التي أدارها الدكتور طلال عبد الباسط، كانت المعمارية تسنيم ناجي، المحاضرة بكلية العمارة، جامعة الخرطوم، فصيحة بما يكفي لنقد (المدينة الوظيفية) ولبقة بما يكفي في شرح موقفها المدافع عن سكان العشوائيات، وتقول إن سكان العشوائيات هم “قوى صغيرة تحاول تشكيل المدينة على طريقتها. والواجب مساعدتهم لا النظر إليهم بدونية”، ويتفق معها الدكتور إبراهيم زكريا حيث يرى أهمية إبراز “أحقية الجميع في العيش بالمدينة والمساهمة في نشأتها ونموها”.
أرجو ألا نكتفي بجرأة تسنيم وزكريا، لأن ثمة المفيد الذي ناقشه بروفيسور منتصر الطيب، والباشمهندس محمد إبراهيم شطة، والبروفيسور عمر صديق، والدكتور إدريس سالم الحسن، والتشكيلي الدكتور محمد أبو سبيب، والدكتور عادل مصطفى أحمد، حول حاضر ومستقبل المدينة، هذا إضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات المتعلقة بموضوع الملف.
كما احتوى العدد على ملف في الإبداع تقرأ فيه لـ بابكر الوسيلة، ورفيق فتحي، وعباس علي عبود، والقاص إدوارد إريموغو لوكا من جنوب السودان.