لندن – التحرير:
أصدر رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي بياناً تضمًن سبع نقاط، حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، وشدد البيان، الذي تلقت ” التحرير” نسخة منه، على أن “التجربة الإخوانية في السودان أولاً، ثم في مصر ثانياً، وقعت في أخطاء أفدحها في السودان ما يتطلب مراجعة لنهجها، ولكن في الحالين لم تجر مراجعة”.
وأضاف في هذا الشأن أنه “من الخطأ أن يتبنى صاحب التجربة المراجعة (حزب العدالة والتنمية) المواقف الإخوانية التي لم تحقق المراجعة المطلوبة لا سيما في السودان، حيث كانت التجربة انقلابية، وفوقية، محصنة بالإكراه. وتبني حزب العدالة والتنمية دعم الحركة الإخوانية العابرة للحدود كما هو موقفه الحالي خطأ استراتيجي يوهمها أنها مقبولة دون إجراء المراجعات اللازمة”.
وقال المهدي إن هناك ” خطأ آخر أن تتبنى قيادة تركيا الحديثة الدفاع عن التجربة العثمانية، السلطنة العثمانية حققت مكاسب كثيرة للإٍسلام ولكنها مع طول بقائها في السلطة، ستة قرون، تعرضت للفساد والاستبداد ما أثار ضدها ثورات: العرابية في مصر، والمهدية في السودان، والكمالية في تركيا وغيرها”.
وأكد أنه “ينبغي أن تُعامل تركيا الحديثة التاريخ العثماني على أساس: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ)،لذلك منذ فترة صرت أتحدث عن التجربة العثمانية في السودان باعتبارها مرحلة وقد انطوت، ونمسك عن تسميتها بالتركية فالعثمانية مرحلة تاريخية كانت وانتهت، وتركيا دولة وشعباً من شأنهما الاستمرار وهم أشقاؤنا بلا نزاع”.
وخلص في هذا الجانب إلى” أن الفترة العثمانية ونسختها المصرية الخديوية ارتكبت مظالم في السودان لا يجوز إنكارها، فقد جأر السودانيون بالشكوى منها شكوى خلدتها عبارة: عشرة رجال في تُربة ولا ريال في طلبة”.
وعن الاستثمار قال المهدي “نرحب بإقبال الاستثمار التركي على السودان، ولكن هذا الاستثمار لن يتحقق ما لم يتحقق الإصلاح الاقتصادي والمالي المنشود، ما يجذب المستثمرين مناخ اقتصادي ومالي سليم غير سقيم، ولكن المناخ الحالي طارد”.
أما عن سواكن، فقال إن “الحديث عن تخصيص سواكن للاستثمار التركي لا يمكن أن يتم بعفوية “الشعقيبة”، ويجري التعامل مع الموضوع كأنها صفقة شخصية ( في إشارة ضمنية إلى البشير واردوغان) ، الصحيح أن يصدر قانون لتطوير سواكن، وأن تحدد الدولة ما سوف تقوم به في إطار هذا التطوير، وأن ينص على ترحيب بالاهتمام التركي بهذا التطوير حسب متطلبات القانون، وأن يكون مشروع التطوير متاح للآخرين الذين يجذبهم المشروع، هذا وبالله التوفيق”.
وكان الإمام الصادق المهدي أشار في مستهل بيانه إلى أنني ” كنت زميلاً للمرحوم أربكان في المجلس الأوروبي الإسلامي، وكنت في مداولاتي معه أقول إن الاتجاه الإسلامي في تركيا لا يمكن أن يغفل الدولة والمجتمع العميقين، اللذين أسسهما مصطفى كمال ونظامه، لذلك استبشرت بما قام به رجب طيب أردوغان وزملاؤه من مفاصلة مع حزب الفضيلة بقيادة أربكان وكونوا حزب العدالة والتنمية بنهج جديد في توافق مع العلمانية استصحاباً للواقع التركي.
ورأى أن حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان نجح في أمرين مهمين هما: تحقيق تنمية اقتصادية مجدية، واستصحاب الواقع العلماني. أي نهم أجروا بريسترويكا: إعادة هيكلة بالتعبير الروسي”.
وقال في النقاط الأولى في بيانه “نرحب بزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لبلادنا رغم أنها كانت حكومية بامتياز، جيرها النظام لصالحه الحكومي مغيباً القوى الشعبية ذات الوزن”.
وأضاف “أيدنا الرئيس التركي في موقفه لقمع المحاولة الانقلابية، فالانقلاب العسكري مهما كانت أهدافه المعلنة إذا استولى على السلطة سوف يمارسها دكتاتورياً، من يحتل السلطة بالقوة سوف يستخدم القوة لحماية سلطانه ( هذه) حقيقة أيدتها كل التجارب في الواقع والتاريخ”.
وكان المهدي لفت في بداية البيان إلى أنه “تطرق في خطاب في 25 ديسمبر 2017 لزيارة أردوغان ولكن ما رشح عن كلامي في بعض الصحف كان انتقائياً، لذلك أصدر هذا البيان توضيحاً للموقف”.