لندن- التحرير:
أكدت “القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” أن النظام (في الخرطوم) مدفوعا برغبة (الرئيس) عمر البشير في التشبث بالحكم وإعادة انتخاب نفسه في 2020م وخوفه وفزعه من المحكمة الجنائية الدولية ، قد عجل بإنهاء شهر العسل في محاولات التطبيع والخداع التي مارسها الإسلاميون الحاكمون على بلدان الخليج والولايات المتحدة وأوروبا”.
ودعت الحركة، دول الخليج، في بيان أصدرته اليوم ( 28 ديسمبر) وتلقت ” التحرير” نسخة منه، إلى “مساندة شعبنا في معركته ضد الإسلام السياسي الذي يضر بمصالح الطرفين”، كما أشارت إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم، و رحب البيان “بموقف الإمام الصادق المهدي ( رئيس حزب الأمة القومي ) ودعوته طرفي الحركة الشعبية للالتزام بنداء السودان”.
وشددت الحركة الشعبية على موقفها الداعم للمحامين، ودعت إلى خوض معركة ضد تعديل الدستور، وأعلنت وقف العدائيات مع ” النظام لمدة ستة أشهر”، وحملت عبد العزيز الحلو من دون أن تسمية مسؤولية الاقتتال الداخلي بين قوات الحركة.
وأعلنت أنه تقرر أن يتولى نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان مهمات الإشراف على العمل الداخلي، فيما تولى الأمين العام للحركة إسماعيل جلاب مسؤوليات التفاوض والعمل الخارجي.
وجاء في مستهل بيان الحركة الشعبية أن رئيسها مالك عقار ونائبه ياسر عرمان والأمين العام إسماعيل جلاب عقدوا اجتماعا مطولاً يوم أمس (27 ديسمبر الجاري)، تناول القضايا عدداً من القضايا، وجاء في صدارتها
“الترتيبات لعقد الاجتماع الأول للمجلس القيادي بتكوينه الجديد وأكد الاجتماع على أهمية التحضير الجيد ومشاركة جميع أعضاء المجلس في الاجتماع الذي تم تحديد مكانه وزمانه”.
دعوة لعقد اجتماع ” نداء السودان”
بشأن اجتماع المجلس القيادي لنداء السودان أوضح البيان أن الاجتماع استعرض المستجدات لعقد الاجتماع وأمن على حضور طرفي الحركة الاجتماع، وأكد المجلس أن الحركة الشعبية وقياداتها أطراف مؤسسة لنداء السودان، ووجه بالمشاركة الفاعلة في تذليل كافة العقبات التي تواجه عقد هذا الاجتماع الذي تأخر كثيراً عن موعده، ورأى أن المستجدات السياسية تستدعي عقد الاجتماع في أسرع وقت ممكن.
وحدة المعارضة السودانية
عن وحدة المعارضة شدد البيان على أن “وحدة المعارضة ممكنة وضرورية في ظل تصاعد الأزمة الوطنية ووجود فرص كبيرة لتغيير موازين القوى وإلحاق الهزيمة بالنظام، وهذا يستدعي تقديم التنازلات بين أطراف المعارضة بدلاً من تقديمها للنظام والتشخيص الجيد للوضع السياسي والتفكير خارج ما هو معتاد، واعتماد استراتيجية واحدة وتكتيكات متنوعة ومرونة في تعامل كتل المعارضة مع بعضها”.
ولفت إلى أن “هنالك مؤشرات لإمكانية اصطفاف جديد وواسع في صفوف المعارضة، وضرورة تمثيل القوى الاجتماعية الجديدة، من الشباب والطلاب والنساء وأصحاب الأراضي والمتضررين من السدود والنازحين واللاجئين والمهنيين والمزارعين، في أوسع جبهة متنوعة الأساليب والتكتيكات، بالإضافة لأشكال المعارضة التقليدية”.
القضايا الانسانية
حول الأوضاع الميدانية وتجديد وقف العدائيات قال المجلس القيادي أن الاجتماع أجرى اتصالاً مباشراً مع رئيس هيئة الأركان الفريق أحمد العمدة والقادة الميدانيين، واستعرض الاجتماع معهم القضايا الإنسانية، وأكد استعداد الحركة لمعالجة القضية الإنسانية بأسرع وقت، وأمن على وقف الاقتتال الداخلي وحماية المدنيين.
تنديد بالاقتتال الداخلي
جاء في البيان أن تم “التأكيد مرة أخرى على أهمية مبادرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فينيك هايثوم لوقف الاقتتال الداخلي، وأدان الاجتماع رفض رئيس الطرف الأخر (في إشارة ضمنية إلى عبد العزيز الحلو ) الجلوس وحمله مسؤولية الاقتتال الداخلي، لا سيما وإن الطرف الاخر قد أوقف العدائيات مع الخرطوم بينما يقاتل اهل النيل الأزرق، في مفارقة جارحة لكل وجدان سليم”.
وقف العدائيات
وجدد الاجتماع وقف العدائيات لمدة ستة أشهر أخرى من تاريخه بين الجيش الشعبي في النيل الأزرق ونظام الخرطوم، وندد بالانتهاكات التي جرت في الثلاثة أشهر الماضية في جبهة النيل الأزرق لاسيما في منطقة جبل (كلقو) وما جاورها، كما راجع الاجتماع إكمال هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي.
العمل الداخلي لعرمان والخارجي يتولاه جلاب
وقرر اجتماع القيادة التنفيذية أن يتولى الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام تنفيذ مهامهم وفق الصلاحيات التي ينص عليها دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان لعام 2013م.
وتقرر أن يتولى الأمين العام مهام التفاوض والعمل الخارجي وأوضح البيان أن الاجتماع راجع ترتيبات نقل الملفات المختلفة للأمين العام الجديد وعلى راسها أن يتولى مهام التفاوض والعمل الخارجي والإشراف على العمل السياسي.
وبشأن العمل الداخلي أعلن الاجتماع أن نائب الرئيس سيتولى الإشراف على العمل الداخلي في مناطق سيطرة الحكومة.
جيل جديد لقيادة الحركة
حول العمل الجماعي سيقوم – وفقاً للبيان – رئيس الحركة الشعبية ،القيادة التنفيذية، والمجلس القيادي بترسيخ مبادئ العمل الجماعي والانتقال الي ( مرحلة) تولي جيل جديد قيادة الحركة وفق عملية سياسية شاملة ومعلنة.
وعن اجتماع الكادر الموسع أكد البيان أنه سيتم إعلان لجان حصر المناقشة العامة لعضوية الحركة الشعبية كما سيتولى المجلس القيادي التحضير والاشراف على عقد الاجتماع الموسع للكادر واكمال الترتيبات والذي سيتخذ قرارات استراتيجية لبناء الحركة الشعبية والتحضير لعقد المؤتمر العام والمضيء في عملية تجديد الرؤية والتنظيم.
و قال البيان إنه لإكمال الدمج في ملفي دارفور والحركة الشعبية الأغلبية الصامتة، فان الاجتماع أخذ علماً بالخطوات التي تمت في الملفين ووجه بإكمال عملية الدمج كما هو مقرر لها.
موازنة للإفقار والنهب
تحت عنوان “مقاومة ميزانية الفقر والتجويع واجب الساعة” قال البيان إن الاجتماع ناقش موازنة العام ٢٠١٨ التي قدمها نظام الانقاذ ( نظام الرئيس عمر البشير) ، ورأى أنها ” في جوهرها ميزانية للإفقار والتهميش والنهب، وتعبر بشكل قاطع عن الازمة الاقتصادية للنظام وإفلاس الطبقة السياسية الحاكمة، واستمرارها في توجيه الموارد لخدمة الطبقة الطفيلية والأجهزة الأمنية والسيادية على حساب الخدمات، والميزانية صممت لدعم الأغنياء على حساب الفقراء، وبذا فإن مقاومتها “فرض عين” على كل المهمشين والفقراء وهم الأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا”، وأكد أن “الميزانية الحالية تخدم مصالح قوى اجتماعية ضيقة ولا يمكن تنفيذها في ارض الواقع الا بالقمع والاستبداد، ودعا الاجتماع أعضاء الحركة واصدقاءها وحلفاءها للانتظام في صفوف مقاومتها”.
انتخابات المحامين
عن انتخابات نقابة المحامين أكد البيان أن موقفنا معلن وهو دعم التحالف الديمقراطي، وقد اصدر محامو الحركة الشعبية عدة بيانات في هذا الاتجاه، ونرى أن تتم مقاومة التزوير والأساليب الفاسدة في انتخابات نقابة المحاميين بالمواكب ورفع العرائض والاعتصامات والانفتاح على الشارع السوداني وأن يدفع النظام ثمن التزوير بانتظام أكبر قطاع من المحاميين في جبهة للدفاع عن حق المحاميين في نقابة ديمقراطية ووطن ديمقراطي.
مقترح الانتخابات ورفض المزايدة
ناقش الاجتماع مقترح تحويل الانتخابات الي معركة من أجل التغيير، وقال البيان أن مقترح الحركة الشعبية بشأن تحويل انتخابات 2020م الي عمل يومي من أجل التغيير وآلية لمجابهة النظام أثار نقاشا واسعاً لازال صداه يتردد ويزداد اتساعا، مما برهن على أهمية وفاعلية المقترح والحاجة الموضوعية لمثل هذا النقاش، وبعيداً عن الانغلاق والتخوين، وأضاف البيان “على حركتنا أن تبدي مزيداً من الصبر والتواضع، لاسيما إن هذا المقترح لم يكن ملكا لنا لوحدنا وقد صدر من قوى غيرنا وعدد من المثقفين، ونحن على استعداد للمزيد من النقاش مع المعارضين والانتظام في عمل واسع مع الراغبين، إن مقترحنا يدعم الانتفاضة ولا يقف حائلا دونها، وقد شرعنا بالفعل في إجراء مناقشات وخطوات عملية داخل وخارج السودان لدعم هذا المقترح”.
إسقاط النظام ليس مباراة
تحت عنوان “إسقاط النظام” شدد البيان على أننا “لسنا في مباراة مع أحد ولا نزايد على أحد ولا نقبل بمزايدة الآخرين، حينما يتعلق الأمر بإسقاط النظام سواء في الـ (28) عاما الماضية او السبع سنوات الماضية، فالذين يشككون في ذلك عليهم الرجوع الي أعضاء حركتنا من الشهداء والجرحى والمفقودين ومئات الالاف من النازحين واللاجئين والذين قدموا التضحيات مع بقية بنات وأبناء شعبنا، فإسقاط النظام بالنسبة لنا قضية عملية وليست نظرية فقط، والسؤال ليس هو حول إسقاط النظام بل كيف يسقط النظام، ومقترحاتنا قديمها وجديدها محاولة للإجابة على هذا السؤال الجوهري، وعلينا أن لا نجيب على أسئلة اليوم بإجابات الأمس.
لا لتعديل الدستور
ناقش الاجتماع موضوع ” مقاومة تعديل الدستور” وقال البيان إن الحركة الشعبية معنية بالدستور الحالي رغم التشوهات التي الحقت به، فدستور 2005م كان نتاج لنضال مرير لشعبنا واتفاقية السلام في 2005م، محاولة تعديله الآن تجد رفضاً حتى من بعض دوائر الإسلاميين، وعمر البشير الذي تلاحقه الجنائية خارجياً والأزمات داخلياً لا يرى مخرجاً الا بالاستمرار في التمسك بكرسي الحكم والشمولية والحروب، وهزيمته في معركة تعديل الدستور هي جزء رئيسي في معركة هزيمة النظام والتمسك في حقنا في الحياة والتغيير، ولذا ندعو لانتظام المجتمع المدني والسياسي لاسيما الشباب والطلاب والنساء في المعركة ضد تعديل الدستور وحق شعبنا في التغيير.
البشير والخليج
ذكرت الحركة الشعبية أن الاجتماع تناول الوضع الإقليمي والدولي لاسيما بعد زيارة البشير لروسيا وزيارة ( الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان للسودان، واجتماع رؤساء هيئة أركان جيوش (تركيا- قطر – السودان) في الخرطوم، وتوصل الاجتماع (إن حليمة رجعت لقديما) وإن النظام مدفوعا برغبة البشير في التشبث بالحكم وإعادة انتخاب نفسه في 2020م وخوفه وفزعه من الجنائية قد عجل بإنهاء شهر العسل في محاولات التطبيع والخداع التي مارسها الإسلاميون الحاكمون على بلدان الخليج والولايات المتحدة وأوروبا، والبشير لا يسمح لهم بالمناورة مع الغرب وبلدان الخليج ،لأن ثمنها سيدفعه هو أولا ولذا أعلن تحالفه مع معسكر الإسلاميين حتى يمتطي حصان التشدد لحسم معركة بقائه في السلطة.”
وشدد البيان على أن “المحاور الخارجية التي جر اليها النظام السودان لا تخدم مصالح شعبنا بل هي من حماقات الإسلام السياسي والمتسلطين باسمه على دست الحكم، وهي انتهاك لسيادة السودان وبيع للمصالح الوطنية العليا بثمن بخس، إننا ندعو بلدان الخليج لمساندة شعبنا في معركته ضد الإسلام السياسي الذي يضر بمصالح الطرفين”.
ترحيب بموقف المهدي حول مشاركة الحركة في نداء السودان
رحب البيان “بموقف الإمام الصادق المهدي ( رئيس حزب الأمة القومي ) ودعوته لطرفي الحركة الشعبية للالتزام بنداء السودان ودعمهما لنفس المبادئ وإن اختلفا تنظيمياً، ومن جانبنا فإن هذا هو موقفنا المبدئي والراسخ والذي لن نحيد عنه”.
الاجتماع مع علي الحاج
أضافت الحركة في بيانها أنها تلقت دعوة للالتقاء بالدكتور على الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي لمناقشة مبادرتهم في السلام، نود أن نوضح الآتي:
أولا: لدينا تجارب طويلة مع هذا النظام وتفاوضنا معه لمدة ست سنوات، وهو نظام لا يرغب في السلام ولا يرغب حتى في تنفيذ ما ابرمه من اتفاق في الحوار الوطني مع المؤتمر الشعبي، ولذا ففاقد الشي لا يعطيه، ولا نرى بإن مبادرة الشعبي ستضيف كثيراً لإنهاء الحرب، ولا نرغب في تعدد المنابر، فالمعضلة في طبيعة النظام نفسه والشعبي أدرانا بذلك.
ثانيا: بينما لا نرغب في مناقشة المبادرة، الا أننا نرغب في مقابلة قيادة المؤتمر الشعبي لمناقشة الأزمة الوطنية وكيفية الخروج منها.