الرياض- التحرير:
يعدّ الكسوف والخسوف من أعظم الظواهر الطبيعية التي رصدها البشر، واستشعر منها الخوف والهلع على مر العصور.
ولقد أبدع الإنسان في حساب الظواهر الفلكية عامة، وذلك بمعرفة مواعيد حدوثها، وأماكن وقوعها. وبخصوص الكسوف والخسوف فقد عرف البشر بدقة تلك المواعيد، وأنواعها، وابتكر طرائق لرصدها سواء بالطرائق التقليدية غير المباشرة كاستقبال الصورة على ورق أو حائط، أو بطرائق مباشرة بالاعتماد على المناظير الفلكية.
يطلق الكسوف على اختفاء الشمس، أو جزء منها، بينما الخسوف يطلق على اختفاء القمر، أو جزء منه.
ويركز ملف العدد ٥٦ من مجلة “الفيصل العلمية في ظاهرة الكسوف الكلي، وافتتح العدد رئيس التحرير د.عبدالله الحاج بمقال عنوانه “الكسوف والنسبية”، إذ قال: تنبأت النظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن موقع النجوم القريبة من الشمس- كما نراه نحن من الأرض – ليس هو الموقع الحقيقي لها، ويعود السبب في ذلك إلى أن الضوء الصادر من هذه النجوم ينحرف بزاوية صغيرة عند مروره قرب الشمس، وذلك ما يسبب الجاذبية المهولة للشمس وانحناء الزمكان حولها. لذلك ما نراه نحن ما هو إلا خداع بصري ناتج عن انحراف الضوء”.
وأثبت السير أدنجتون أن مواقع النجوم كما نراها منحرفة قليلاً بالقيمة نفسها التي تنبأت بها نظرية النسبية العامة.
وتحت عنوان “الكسوف والخسوف” أوضح د. زكي عبدالرحمن مصطفى أن “ظاهرتي الكسوف والخسوف تحدثان عندما تكون مراكز الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة. فيحدث كسوف الشمس عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، بينما يحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر. وتطلق كلمة الكسوف والخسوف إذا اختفى كل أو جزء من النيرين الشمس أو القمر”.
وعن المناظير الفلكية، كتب سعد الشهري موضحاً أنه “على الرغم من أن العلماء المسلمين اشتهروا في علم البصريات، إلا أنه يعتقد أن أول منظار كان من صنع النظاراتي الهولندي (هانز ليبرشي) في عام 1608م، فقد لاحظ مصادفة وهو يتفحص زوجين من العدسات واحدة تلو الأخرى، أن الأجسام تبدو أقرب بالنظر عبرهما”.
وكتب د.عقلا صالح الحريص عن “النظرية النسبية لأينشتاين”، وقال: ” بعد مئة عام من إعلان النسبية العامة أثبتت التجارب العلمية الحديثة صحة فرضية أينشتاين حول اكتشافه موجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، بل يستدل عليها من آثارها التي تظهر نتيجة حركة الأجرام الهائلة في الفضاء”.
وتساءل د.سائر بصمة جي: “هل تختلف الجاذبية خلال فصول السنة؟”، وانتهى إلى أن ” أمر الجاذبية ما زال يحتاج إلى كثير من البحث والاستقصاء حتى نفهم حقيقته، وحتى ذلك الوقت، فإن البشرية سيكون قد مر عليها كثير من الفصول، وقطفت كثيراً من التفاح”.
وكتب طارق راشد عن ” كسوف 2017 بالأرقام.. مع بيان الرابحين والخاسرين”، مشيراً إلى أن هذا الكسوف أثر في كثير من المجالات، بدايةً من قطاع السفر، وانتهاءً بقطاع التصنيع، وما سوى ذلك.
وتساءلت نورة واصل: “النباتات المخدرة: نعمة أم نقمة؟”، وحذرت قائلة: ” يفضي تناول المواد المخدرة إلى ضخ كميات كبيرة من مادة الدوبامين، وإغراق الدماغ بها أكثر من الطبيعي عشر مرات، وهذا ما يتسبب في خلق نوع من الإثارة والسعادة المؤقتة، لكن التأثير يكون عكسياً في خلايا المخ، فإنها تعمل على إلغاء إنتاجها”. وكتب د. ناجي اللهبي عن “السلوك الاجتماعي لذرات الكثبان الرملية”، موضحاً أن سلوك ذرات الكثبان الرملية يتحد خلال نشاطها الجمعي، بينما تبرز العشوائية كتصرف فردي بالذرة الرملية عند رصد نشاطها، بل إن تصنيف نشاط كل من الذرات الرملية والكثبان التي تشكلها مرتبط بمراحل عمرية محددة وشروط جغرافية متميزة. ملامح قد تجعلها أقرب ما تكون إلى الكائنات الاجتماعية الحية”، وعن الدراسات النفسية وعدم تماثل نتائجها، كتب د.خالد التركاوي متسائلاً: “لِمَ يخفق الباحثون في حقل الدراسات النفسية غالباً في الحصول على نتائج مماثلة عند إعادة إجراء دراسات قام بها زملاء لهم في مراكز علمية أخرى؟”، وأجاب بأن هذا “سؤالٌ أرّق كثيراً علماء النفس، ولم يقدم أحدٌ إجابةً شافيةً عنه حتى الآن”.
وترجم د. محمد أحمد طجو مقالاً بعنوان: “جان فرانسوا دورتييه: أسطورة الأدمغة الثلاثة”، لاقت هذه النظرية البسيطة والتوضيحية نجاحاً كبيراً. وقد ساعدت على تحليل تعقد السلوكيات البشرية، التي تتجاذبها الغرائز القديمة والانفعالات والذكاء.
وأنصف د.أحمد حامد الغامدي العلما المسلمين الذين اتهموا بالزندقة، إذ جزم ” أنه لا توجد شخصية علمية في التاريخ الإسلامي جرى اضطهادها أو إقصاؤها أو تفسيقها وتبديعها بسبب أفكارها (العلمية البحتة)، وإنما لو حصل ذلك فقد يكون بسبب أفكارها الفلسفية أو توجهاتها الفكرية والسياسية الأخرى خارج نطاق العلم والطب”.
وتحت عنوان “البيانات الضخمة: خصائصها وفرصها وقوتها”، كتب د.أبوبكر سلطان منبهاً إلى أن ” التقدم في خدمات تقانة المعلومات والاتصالات والإنترنت مكّن الناس من إنشاء بيانات ضخمة ونقلها وتخزينها مع تزايد وتيرة هذا النمو الهائل باستمرار، لدرجة أن الأساليب التقليدية لمعالجة البيانات ثبت عدم كفايتها وفشل ملاحقة هذا النمو المتعدد”.
وترجمت زينا العاني مغربل مقالة عن استخدام فضلات الطعام، ممهدة بمقدمة جذابة: “منذ عقدين من الزمن، قام أحد منتجي عصير البرتقال بإلقاء آلاف الأطنان من القشر ولب ثمار البرتقال في حيز قاحل من متنزه وطني في كوستاريكا، تحول منذ ذلك الحين إلى غابة كثيفة من الأشجار والعرائش”.
واستعرض د.دحام العاني في باب “مشكاة التراث” مقالاً للأستاذ إبراهيم اليازجي عن سرطان الجلد، نُشر في مجلة البيان المصرية في يونيو 1898م.
وجاءت خاتمة العدد من خلال زاوية “تلويحة للآتي” عن العالم الفيزيائي والقاص ريتشارد فايمان.