الخرطوم – التحرير:
قال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي إن اتفاقية الشرق للسلام هي اتفاق بين المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) وهو لا يمثل السودان كله، وجبهة الشرق المكونة من مؤتمر البجا والأسود الحرة، وهما لا يمثلان كل إقليم شرق السودان.
يذكر أن المهدي أعد كلمة بمناسبة دعوته لمخاطبة المؤتمر العام الرابع لحزب مؤتمر البجا، ويُشار إلى أنه انسحب من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر احتجاجاً على تقديم إدارة المؤتمر الرئيس عمر البشير ممثلاً للقوى السياسية.
وأضاف الصادق أن اتفاق الشرق يعتمد على مشاركة ومتابعة وتحكيم أرتري يجعله طرفاً فيه، وأن الاتفاق غيب على الصعيد الوطني قوى سياسية ذات وزن في معارضة النظام الحاكم، وعلى الصعيد الجهوي غابت ولايات شرقية ولا وجود للبجا والرشايدة فيها.
وأشار المهدي إلى أن اتفاقية الشرق أبقت على الوضع الدستوري والتقسيمات الإدارية كما هي، ولم تضع أساساً موضوعياً لتقسيم الثروة، ولم تتطرق لأية مساءلات عن تجاوزات الماضي في شكل عدالة انتقالية، كما أن الاتفاقية أبقت على استمرار هيمنة المؤتمر الوطني وما أقامه من تمكين.
وقال إننا نرى أن اتفاقيات السلام ينبغي أن تكون بين طرفين، الطرف القومي الذي يشمل القوى السياسية القومية، والطرف المتظلم والذي يشمل حملة السلاح وغيرهم من سكان الإقليم المهمش، وأن اتفاقيات السلام هذه لتصير مستدامة ينبغي أن تحتوي على أسس موضوعية لتقسيم السلطة والثروة، ولإدارة التنوع، ولمراجعة كل وجوه التمكين، لتصير مؤسسات الدولة المدنية والنظامية قومية.
وقال المهدي إنه بصرف النظر عن اختلافنا حول اتفاقية الشرق للسلام، ومع ثبات موقفنا الطاعن في جدواها، فماذا نستطيع أن نقدمه لكم نصحاً يتداول بنوده مؤتمركم، وأضاف بعد مضى 12 عاماً على اتفاقية الشرق للسلام ماذا حققت وماذا لم تحقق والمطلوب لتحقيقه، وقال إن الشعب السوداني عامة، وأهلنا في شرق السودان ينتظرون منكم ( من الموقعين على اتفاقية) بياناً واضحاً في هذا المجال ليحكم للتجربة أو عليها بياناً بالعمل.
وأكد أن الفيدرالية لا قيمة لها ما لم تصحبها جدوى اقتصادية، وأن اعتماد الإقليم على منحة مائة مليون دولار سنوية أساس غير مجد، وقال إن الشرق إقليم به ثروات كثيرة، ويرجى أن يتفق على نسبة محددة من ثروات الإقليم تخصص لصالح الإقليم، يرجى أن تكون نحو 20%.
وأشار إلى أن هناك مستجدات سياسات تزج بالسودان عامة، وبالإقليم خاصة، في مخاطر محورية عسكرية تتناقض ومصالح السودان الاستراتيجية، وقال إن السودان (أمية) ملتقى لأفريقيا شمال وجنوب الصحراء، وغرب وشرق أفريقيا، ولشقي البحر الأحمر الشرقي الخليجي والغربي الأفريقي، وأن دور السودان التاريخي والجيوسياسي هو دور التوفيق لا نهج المحاور.
وقال المهدي إنه ينبغي على السودان رفض قيام أية قاعدة عسكرية روسية، أو تركية، وأضاف “لا مانع من التعاون التنموي والتكنولوجي مع روسيا وتركيا، ولكن لا لقواعد عسكرية سوف تأتي بتكاليفها”، وقال إن تطوير سواكن مطلوب، ويجب أن يبدأ بتشريع قانون سوداني يحدد واجبات الحكومة السودانية في هذا التطوير ويحدد حقوق وواجبات الأشقاء والأصدقاء الذين يريدون التعاون معنا، وشدد على أنه لا مجال لمنح” كانتونات” بلا ضوابط قانونية في ظل السيادة الوطنية.