الشبل الذي اعتدي عليه رجال الأمن بالعصي والهراوات، وأوسعوه ضرباً.. هشموا زجاج سيارته، فما هان، ولا لان، ولا استكان، بل رفض أن ينصاع.
ابني الصغير محمد أحمد الواثق
شبل العرين ما زلت يافعاً، سليل العز والنسب، ماذا دهاهم أراذل البشر؟ ذاك كلب الأمن الأفاك الأشر، خسر حسابه، وخابت آماله في اعتراضه صغيراً أعزل. لكن لم يكن مستغرباً منهم.. كلاب حراسة اللصوص، ماذا نتوقع منهم غير الضرب والسب وإهانة الشعب العزيز، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولوطننا العزيز .
ابني قبل يومين كنت أتأمل في المعلقة الخامسة للشاعر الفحل عمر بن كلثوم التغلبي. وكأني أقرؤها أول مرة لمافيها من عناصر ملحمية وحماسة وعزه وشموخ وكبرياء وشجاعة فتخيلتك، ولسان حالك يقول ما قاله عمر بن كلثوم:
ورثنا مجد علقمة بن سيف
أباح لنا حصون المجد دينا
وعتابا وكلثوما جميعا
بهم نلنا تراث الأكرمينا
لقد ضربت مثالاً أبلجا يبين أن الدنيا بخير والأجيال المقبلة ستحمل الرسالة، وتؤدي الأمانة، الشيء الذي استنطقني منذ أن رحل والدي فقلت:
منذ رحيل أبوي ما قلت شعرا يذكر
لكن الصغير بشجاعته خلى الكلام يتفجر
ود عز الرجال به الأمهات تتفاخر
زي أسد الشرا أشعل شرارة وكشر
ما خاف السياط والكلاب النبيحها ينفر
ما هماهو الضرب ولا السياره الزجاجها مكسر
ابن الكرام وارث البساله والشجاعة بيها مدثر
ما أحلي المجد!!
وما أجمل المواقف التي تجعل الإنسان مكان اعتزاز واحترام
فلذا اعتد واعتز وتفاخر عمرو بن كلثوم بمقدرات رهطه ومنتسبيه، فقال في خواتيم قصيدته:
وأنّا المانعون لما أردنا
وأنّا النازلون بحيث شينا
وأنّا التاركون إذا سَخِطنا
وأنّا الآخذون إذا رضينا
وأنّا العاصمون إذا أُطعنا
وأنّا العازمون إذا عُصينا
ونشرب إن وردنا الماء
صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا
إلى أن جاء في خاتمة القصيدة:
وإذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابرة ساجدينا
والحمد لله نحن لا نركع البشر ولا نذلهم. ولكن لا نسمح لهم أن يمارسوا الذل علينا، ولا نامت أعين الجبناء.
وإني آملة فيكم الأمل الكبير.
ولك مني السلام.
خالتك آسيا المدني
مسقط
سلطنة عمان
* الصبي هو محمد أحمد الواثق البرير، حفيد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، الذي تم اعتقاله، وهو ينزف بعد اعتداء أفراد الأمن عليه.