تونس -التحرير: عزالدين الصافي
شدد الامام الصادق المهدي رئيس الدورة الحالية لـ” منتدى مدريد” لدى مخاطبته الجلسة الإفتتاحية لفعاليات “المؤتمر الإقليمي للتطرف” في العاصمة التونسية على أن ظاهرة التطرف من أكبر المعضلات التي شغلت العالم لردح من الزمن، وأن اصلاح أنظمة الحكم يجنب العالم مخاطر التطرف.
وأشار في المؤتمر الذي ينظمه “منتدى مدريد” الذي يضم رؤساء الوزراء المنتخبين في العالم، إلى ما صاحب ظاهرة التطرف من أعمال إرهابية هزت أركان المعمورة، وقال إنه رغم المحاولات المستمرة لإيجاد علاج ناجع لهذه الظاهرة إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ولفت الى أن من أسباب الفشل سبب إقليمي يتمثل في ضعف المنظومة الوطنية وعدم شرعيتها، و سبب عالمي تمثل في الفهم الخاطئ لتناول الظاهرة وتعقيداتها ومسببات انتشارها.
ورأى أن ظاهرة التطرّف برزت منذ عهود سابقة عن طريق التفسير المغلوط لبعض النصوص في الإسلام التي يرفضها معظم المسلمين، بالاضافة إلى أسباب أخرى، منها التعقيدات القبلية والاجتماعية في محيطنا الإقليمي، وألمح إلى عوامل أخرى قال إنها غذت هذه الظاهرة، منها الفقر والبطالة، فضلاً عّما نتج من ثورات الربيع العربي، والتي وإن نجحت سياسياً إلا أن عدم استصحاب الثورات الثقافية والاجتماعية حد من تأثيرها وحًولها إلى بؤر توتر وبيئات خصبة لتغذية الاٍرهاب.
وأكد فشل الحملة العالمية الكبرى بشقيها الإعلامي والحربي في مواجهة الظاهرة، وأنها أسهمت في تنمية التطرّف والإرهاب وضرب مثالاً على ذلك بالحرب العالمية ضد ( تنظيم) “القاعدة” ، وقال إنه على الرغم من ضخامتها ( الحرب العالمية على الإرهاب) وكلفتها العالية إلا أننا شهدنا تمدداً وتطوراً كبيراً لتنظيم “القاعدة” في الشرق الأوسط وصولا إلى العمق الأفريقي.
و أختتم المهدي كلمته بالتنبيه الى ما يمكن عمله الآن لتجنب مستقبل أكثر قتامة في حال إستمرار النهج الحالي ( لمحاربة التطرف)، وأكد أن أهم مايمكن عمله هو عملية إصلاح واسعة في أنظمة الحكم، بحيث تضمن شراكة حقيقية مابين الحاكم والمحكومين في بناء الدولة، فضلاً عن الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم، ودعا المؤتمرين والعالم للدراسة العميقة لظاهرة التطرّف لتحقيق مستوى فهم اكبر لمقابلتها.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ناقش عدة أوراق أهمها دراسة سلوك المتطرفين منذ النشأة، وخرج بتوصيات يتم النقاش حولها في أقرب إجتماع للمنتدي، وكان المؤتمراختتم أعماله ظهر اليوم (الجمعة 5 مايو) بعد جلسات استمرت ثلاثة أيام، وسط حضوروإهتمام إقليمي ودولي واسع، بمشاركة عدد من المنظمات العالمية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني التونسي، وناشطين من دول عدة، بجانب رئيس الوزراء التونسي السابق حمّاد الجبالي، ووزيرة الشئوون الاجتماعية التونسية.