لندن – رصد التحرير:
وجهت بريطانيا تحذيراً لروسيا (الثلاثاء 6 مارس الجاري) من رد قوي إذا ثبت أن الكرملين مسؤول عن مرض غامض أصاب عميلاً مزدوجاً سابقاً أدين بإبلاغ المخابرات البريطانية بأمر عشرات الجواسيس.
جونسون في البرلمان
ونسبت رويترز إلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قوله إن سيرجي سكريبال، الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية، وابنته يوليا هما الشخصان اللذان سقطا مغشيا عليهما يوم الأحد خارج مركز تجاري في مدينة سالزبري بجنوب انجلترا.
وأضافت الوكالة أن الرجل (66 عاما) تعرض وابنته (33 عاما) لما قالت الشرطة إنها مادة غير معروفة. وذكرت الشرطة أنهما لا يزالان في حالة حرجة بوحدة العناية الفائقة في المستشفى.
وقال جونسون أمام البرلمان “لا نعلم على وجه الدقة ماذا حدث في سالزبري، لكن إذا كان الأمر سيئا كما يبدو، فستكون هذه جريمة أخرى في سلسلة الجرائم التي يمكننا إلقاء اللوم فيها على روسيا”.
وتابع “من الواضح أن روسيا، وللأسف، هي الآن ومن نواح كثيرة، قوة مؤذية ومعطلة، والمملكة المتحدة في طليعة الدول التي تحاول التصدي لهذا النشاط”.
كما نسبت رويترز إلى المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي قولها إنه جرى اطلاعها على التحقيق الجاري بشأن الحادث خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي.
ورأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن تصريحات جونسون”جامحة”.
يشار إلى أن سكريبال كان حصل على حق اللجوء في بريطانيا بعد مبادلته بجواسيس روس عام 2010 جرى ضبطهم في الغرب.
ورغم أن السلطات البريطانية قالت إنه ليس هناك خطر معروف بالنسبة للمواطنين، فقد أغلقت الشرطة المنطقة التي عُثر فيها على الجاسوس السابق ومطعما للبيتزا في وسط سالزبري. وارتدى بعض المحققين سترات صفراء اللون واقية من المواد الكيماوية.
وأكد مارك رولي مسؤول مكافحة الإرهاب في بريطانيا “نتحدث مع شهود، والطب الشرعي يأخذ عينات من المكان، ونجري فحوصا تتعلق بالسموم، وسيساعدنا ذلك في الوصول إلى إجابة”.
وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية “علينا أن نتذكر: المنفيون الروس ليسوا خالدين. كلهم يموتون ويمكن أن تكون هناك نظريات مؤامرة، ولكن علينا أن ندرك كذلك حقيقة وجود تهديدات للدول”، مشيراً إلى مقتل الجاسوس ألكسندر ليتفينينكو.
وأوضحت رويترز أنه “جاء في تحقيق بريطاني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على الأرجح على قتل جاسوس المخابرات الروسية السابق ليتفينينكو (43 عاما) بمادة البولونيوم-210 المشعة عام 2006 ونفى الكرملين مرارا ضلوعه في مقتل ليتفينينكو.
وقال الكرملين إنه مستعد للتعاون إذا طلبت بريطانيا المساعدة في التحقيق في واقعة سكريبال.
وأشار ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عما إذا كانت السلطات البريطانية طلبت المساعدة إلى أنه “لم يتقدم أحد لنا بمثل هذا الطلب… موسكو مستعدة دائما للتعاون”.
وبشأن تكهنات دارت على وسائل إعلام بريطانية بأن روسيا سممت سكريبال ، رد “لم يستغرق الأمر منهم وقتاً طويلا”. كما وصف الواقعة بأنها “موقف مأساوي” و أن الكرملين ليس لديه معلومات عما حدث.