الخرطوم – التحرير:
مثّل إيقاف بث راديو دبنقا عبر القمر الصناعي نايل سات حلقة جديدة من حلقات الاستهداف التي ظل يتعرض لها الإعلام الحر؛ بوصفه أحد أهم الأدوات التي تعبر عن قضايا المواطنين وهموهم.
وكانت إذاعة دبنقا في (19 فبراير 2018م) أن القمر الصناعي المصري نايل سات أوقف بث الراديو المستقل على تردداته، وأبانت عبر تعميم لمتابعيها أن توقف بثها عبر النايل سات كانت نتيجة أسباب خارجة عن إرادتها، وأنها تحولت إلى بث برامجها عبر القمر الصناعي انتل سات.
(التحرير) أجرت استطلاعاً حول هذا الأمر، تحدث من فيه عدد من السياسيين والإعلاميين الذين أكدوا رفضهم الشديد الخطوة، وأمنوا على انتشار الإذاعة، وتأثيرها الكبير والمهم، ووصفها بعضهم بـ “المتناول الأول للقضايا والمشكلات التي تعانيها البلاد”.
أبوعيسى: كل هذا الهزل سينتهي
قال رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى: “نيابة عن قوى الإجماع نرفض تماماً بل ندين تلك خطوة إيقاف صوت دبنقا الحر، وهي الإذاعة التي برهنت على استقلالها، ووقوفها مع حقوق الإنسان والضعفاء والمهمشين”.
وأبدى أبو عيسى في حديثه لـ(التحرير) استغرابه من ذلك الموقف الذي اتخذه المسؤولون في نايل سات؛ وعده موقفاً يحسب ضدها، مطالباً إياهم بتصحيح ذلك الموقف بأسرع وقت؛ لأنه في نظر كل السودانيين موقف معادٍ للشعب السوداني.
وأضاف قائلاً: “على أي حال هذه ضريبة يدفعها الشعب السوداني من ضمن الضرائب التي يدفع فيها يومياً في ظل بقاء النظام الحالي”، وأكد رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني “أن في خاتمة المطاف لا يصح إلا الصحيح، وكل ما يدور الآن من هزل سينتهي في يوم من الأيام بانتصار الشعبين السوداني والمصري بإقامة وشائج وطنية تقدمية متحررة في مصلحة مواطني البلدين”.
صديق يوسف: دبنقا ستظل صوت المعارضة السودانية
قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف: “إن ردايو دبنقا يمثل صوت المعارضة السودانية، وهو راديو واسع الانتشار، وجميعنا كنا نشارك بدعمه؛ بوصفه منبراً يعبر عن الشعب السوداني”.
ووصف يوسف الخطوة بـ (الرديئة)، والمقصودة لخنق صوت من أصوات المعارضة السودانية الأكثر والأوسع انتشاراً، وأكد في إفادته لـ (التحرير): “أن الخطوة تمثل خسارة للحركة الوطنية والثورية، وللشعب السوداني بصورة عامة”، معرباً عن أمله في أن يتوفق القائمون على أمر الاذاعة في أن يعودوا من جديد.
وأضاف يوسف: “إننا سنسعى إلى ذلك، على الرغم من أننا لا نملك شيئاً نقدمه لهم، لكن نرجو أن نجد جهة تعمل على إعادة الاذاعة للبث، وأكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي “أن إيقاف دبنقا يمثل إغلاق منبر أساسي من منابر المعارضة”، مشيراً إلى أنه تآمر من بعض القوى ضد الحركة الثورية في السودان.
خاطر: قدمت نموذجاً لإدارة التنوع
علق الإعلامي وأستاذ العلوم السياسية د. عبد الله آدم خاطر بقوله: “إن إذاعة دبنقا أعطت مساحة للمواطن السوداني في الفضاء العالمي، وهي تغطي أخبار دارفور والشمالية وكردفان وكل مناطق السودان”.
وأشار خاطر في حديثه لـ (التحرير) إلى أن “هذه الإذاعة قامت بتطبيق النموذج الذي يسعى إليه الجميع في إدارة التنوع في البلاد من كل الجوانب الثقافية والسياسية، وكذلك القضايا والمشكلات الموجودة بها، وهي قدمت نموذجاً من الممكن أن يستلهم في داخل السودان، ويعطي الإعلامي السوداني القدرة على ابتداع وسائل جديدة للتواصل في مثل هذا المجال”.
ونوه خاطر إلى فرضية أن أي عمل إعلامي من الصعب أن يجد الرضا الكامل من كل الجهات، مشيراً إلى أن إذاعة دبنقا مثلت أداة من أدوات التنوير الحقيقية بالنسبة إلى السودانيين، وساهمت في العملية السلمية نفسها، خصوصاً في دارفور بتوضيح المعلومات، والمواقف، وإعطاء الجميع الصوت المناسب ليدلوا بدلوهم حيال العملية السلمية”.
وأشار خاطر إلى أن الاختلاف قد يكون في الرؤية المستقبلية، لافتاً إلى “أن هذه المسألة تتوقف على التطور الطبيعي، فضلاً عن أن السودان الآن ماضٍ نحو نظام ديمقراطي وفيدرالي، فبدلاً من أن تمضي الأجهزة الادارية في اتجاه القمع الإعلامي أو المساعدة في ذلك القمع، فمن الممكن أن تستفيد هي نفسها منه أكثر، وعليه من الممكن أن نطور عبر ذلك المسار خيارات أساسية بوصف أن (دبنقا وعافية دارفور وتمازج) أصبحت جزءاً من إعلامنا الذي يعمل على توصيل المعلومات، والرسائل ويؤكد فكرة الاتجاه نحو الحل، وليس العكس”.
محمد مالك: أوقفت لأنها مؤثرة
ويرى رئيس حزب تجمع الوسط محمد مالك في إفادته لـ (التحرير) “أن دبنقا طرحت قضايا ومشكلات البلاد، وهي منبر بالنسبة إلى المعارضين الذين تحدثوا عبرها، إضافة إلى أنها إذاعة مسموعة، وتجد رواجاً كبيراً لدى المواطنين”.
وعد مالك إيقاف راديو دبنقا من القمر المصري نايل سات استهداف لتلك الإذاعة التي تخدم قضايا المعارضة، وقال: “لو لم تكن دبنقا مؤثرة لما جرى إيقافها، فهي إذاعة تنويرية تطرح قضايا البلاد ومشكلاتها”.