انتقد الشيخ محمد الحوار محمد أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار بمسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي في خطبة الجمعة اليوم (16 مارس 2018م) ممارسات النظام ضد الفقراء، مشيراً إلى أن “الترهل الإداري وانتشار الفساد من الأسباب التي أدت إلى الواقع المرير المعيش في البلاد”.
وأبان الحوار أن “الأوضاع الاقتصادية دفعت كثيراً من المواطنين إلى امتهان حرف شاقة يجنون من وراءها قوتهم ومن يعولون، فدولتهم تخلت عن مسؤوليتها في الصحة والتعليم والرعاية، ورغم هذا ظلت تفرض الاتاوات الباهظة، وتلاحق وتصادر البضائع، وأدوات العمل من الباعة المتجولين، وبائعات الشاي، وأصحاب الدرداقات وغيرهم”، واصفاً ما يتعرض له الفقراء “من مضايقات وكشات بأنه أمر منافٍ للرحمة والعدل وانتهاك صريح للكرامة الإنسانية. فواجب الدولة يحتم عليها سد جوعة الشعب، وتوفير فرص العمل له، وحمايته، وحل ما يواجهه من إشكالات. وليس ممارسة القسوة والظلم عليه”.
وكانت الخطبة تتمحور موضوع الرحمة، وافتتحه الشيخ محمد الحوار بقوله: “إن الحديث عن رحمة الله تعالى يغرس في القلوب حسن الظن بالله، وحسن الرجاء بما عند الله ، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله”.
وأوضح الحوار أن “الرحمة تعنى الرقة والعطف والرأفة ،وأنها سبب واصل بين الله عز وجل وعباده، بها أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه .وبها هداهم، وبها يسكنهم دار ثوابة ، وبها رزقهم وعافاهم، وبها أنعم عليهم ، فبينهم وبينه سبب العبودية، وبينه وبينهم سبب الرحمة”، وقال: إن “النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألم لما يصيب الناس من مسغبة أو فاقة، فيسارع بالعمل على رفع ذلك عنهم، وإن السنة تروي لنا أنه لما رأى الفاقة التي أصابت المضريين تكدر خاطره، ودعا أصحابه إلى مواساتهم ، فلما حصل لهم ما يكفيهم سُرّ بذلك”.
وأضاف أن “من مظاهرة رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره المواظبة على السنن، لا رغبة عنها حيث إنه يجد قرة عينه وسعادة قلبه في العبادة، ولكن خوفاً منه أن تفرض هذه السنن على أمته “.
وأكد الحوار أن “ديننا قائم على الرحمة والتيسير ورفع الحرج والمشقة، واختيار الأيسر والأسهل من الأمر ما لم يكن أثماً”، مشيراً إلى “أن الرحمة غابت عن كثير من الناس في تعاملهم اليومي، وفي الشوارع والمؤسسات والمشافي، فالفقراء يمرضون الشهور، ولا يجد أحدهم دواء، والمساكين وذوي الحاجة يتضورون جوعاً ولا يجدون من يحن عليهم، والرعية تعاني، وتتألم، وتشتكي من حرمانها من الطعام والعلاج. والمسؤلون لا يعيرون ذلك اهتماماً، كأنهم لم يمروا يوماً على هذا الأثر”.
ومضي خطيب مسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي في تحليل واقع الناس، فقال: “إن ما تعيشه بلادنا اليوم من فقر وضنك وتشريد ونزوح وظلم وفساد ومحسوبي، يتنافى مع قيم الإسلام المتمثلة في العدل والحكمة والرحمة، فالنظام القائم منذ مجيئه اتبع سياسات أدت إلي تغييب قيم العدل والرحمة، والتكافل، والإيثار، والشفافية ، فتدهورت الأوضاع الاقتصادية ، فالسودان اليوم يعيش إنسانه فقرأ مدقعاً، ومعاناة لم يعرفها من قبل، فنسبة الفقر ارتفعت بصورة مذهلة، وأسعار الغذاء والعلاج وكل السلع الضرورية لحياة الإنسان كل يوم تشهد ارتفاعاً”،
وأعلن الحوار الوقوف والتضامن مع “هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء”، مطالباً الدولة بوقف الحملات، والكشات، ومصادرة أدوات العمل لهؤلاء المواطنين”، كما انتقد ما ظلت تتعرض له الصحف من مضايقات، ومصادرة، وحبس للصحفيين، ومحاكمة، مؤكداً التضامن مع حرية الصحافة.