الخرطوم- التحرير:
نال كتاب “ولاء أعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة” لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) السابق جيمس كومي باهتمام وسائل الإعلام الأميركية بعد أن سلطت الضوء على مقتطفات منه خلال اليومين الماضيين، ووصف ترمب كومي بأنه “شخص مسرب وكاذب” و”كرة وحل كاذبة”.
وأوضحت ميشيكو كاكوتاني، كبيرة ناقدي الكتب السابقة في صحيفة النيويورك تايمز، إلى أن كومي أظهر اهتماماً نافذاً بالتفاصيل، بالطريقة نفسها التي اتبعها سول بيلو في كتابيه Henderson the Rain King وHerzog وأجزاء من كتاب Ravelstein.
وأشار الكاتب توم ويليامز في مقال نقدي له بمجلة فانيتي فير إلى أن كِتاب كومي الجديد جاء مليئاً بمجموعة تقييمات شخصية لأسماء بارزة في واشنطن مثل باراك أوباما، وجيمس كلابر، ولوريتا لينش، ودينيس ماكدونو.
ونوه ويليامز كذلك إلى أن الكتاب لم يخلُ أيضاً على ما يبدو من نوعية التفاصيل التي من شأنها زيادة المبيعات، ومن بينها وصف كومي للمحادثة التي دارت بينه وبين ترمب بشأن الملف المشين الذي أعده ضابط استخبارات بريطاني سابق في (إم آي 6) يدعى كريستوفر ستيل، والذي يزعم بشكل بذيء أن الكرملين يمتلك لقطات مسجلة للرئيس ترمب أثناء تفاعله مع مجموعة من العاهرات الروسيات بأحد الفنادق في موسكو.
وبحسب ما أعاد كومي سرده في الكتاب، فقد أنكر ترمب بشدة تلك المزاعم واستخف باتهامه كونه ذلك الشخص الذي يحتاج الى خدمات العاهرات، وأن ترمب استعرض توضيحات عديدة تؤكد كذب تلك الادعاءات التي تحدثت عن مشاهدته عاهرات يتبولن على بعضهن البعض في إحدى الغرف الفندقية التي سبق أن نزل بها الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته، ميشيل، خلال زيارة كانا يقومان بها لموسكو.
ولفت كومي -حسب إيلاف- إلى أن ترمب أخبره في مكالمة خلال شهر يناير الماضي بأنه شخص شديد الاهتمام بالنظافة، وأنه لن يسمح بأي حال من الأحوال لأي أشخاص بأن يتبولوا على بعضهم البعض أمامه، وأن ادعاءات كهذه لا يمكن أن يكون لها أساس من الصحة.
كما اعترف كومي في كتابه بأنه ربما عمل بغير اتقان على ملف البريد الإلكتروني الخاص بمرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، وأنه ورغم شعوره بأن إعلانه وقتها أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أعاد فتح التحقيق بعد العثور على مجموعة رسائل بريدية على لابتوب أنتوني وينر، الزوج المبعد لمساعدة كلينتون “هوما عابدين”، قد أثَّر في واقع الأمر على نتائج الانتخابات، فإنه قد دافع عن قيامه بذلك في الكتاب بقوله “لأني كنت اتخذ قرارات في أجواء توحي بأن كلينتون هي الرئيس القادم بلا شك، فمن الوارد جداً أن تخوفي من جعلها رئيسا غير شرعي بإخفائي إعادة فتح التحقيق كان سيحظي بقيمة أعلى مقارنة بما كان سيحدث لو كانت تبدو الانتخابات أكثر احتداماً أو لو كان ترمب متقدماً في كل استطلاعات الرأي”.
وتطرق كومي في كتابه للمحادثة التي تمت بينه وبين الرئيس السابق باراك أوباما الذي أكد له فيها دعمه ومساندته باختياره لشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي نظراً لما يتسم به كومي من نزاهة وقدرات تعينه على القيام بمهام عمله كاملة.
كما انتقد كومي في الكتاب لوريتا لينش، المدعي العام الأميركي السابق، نظراً لقولها في تصريحات إن تعامل كومي مع ملف التحقيق في أزمة البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون كان تعاملا مع “موضوع” وليس “تحقيقاً”، ونوه كومي في السياق نفسه إلى أنه أخبر لوريتا بأن “الإف بي آي لا يقوم بمواضيع وإنما تحقيقات”.
ولم تتوقف انتقادات كومي لترمب عند مستوى معين، بل وصفه في بعض أجزاء الكتاب بأنه رئيس غير أخلاقي وأنه لا يلتزم بأي حال من الأحوال بالحقيقة والقيم المؤسسية، كما شبهه بهؤلاء المجرمين الذين كانوا منتشرين في تسعينات القرن الماضي.