يقول تعالى فى محكم تنزيله..(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وادخلى جنتى) صدق الله العظيم..
فجعنا امس بفقد جلل. فقد صعد الى ربه شهيدا.. واحد من اغلى شبابنا. واكثرهم اخلاصا وعطاء ووفاء..الشهيد ابراهيم حماد موسى غلو..والذى راح ضحية الغدر والخيانة والفوضى والاهمال.. ولد الفقيد الغالى فى ضرا كبير..ضرا العمدة حماد غلو واخوانه واهله العامر..وشب على مكارم الأخلاق..فتى عصاميا مجتهدا.
اقتحم كل المجالات بحثا عن الرزق الطيب الحلال منذ صباه الباكر.. وحتى عشية ليلة الغدر السوداء..كان شابا جادا ومستقيما..صادقا وفيا شجاعا ومحبوبا..كان ولاؤه لكيان الانصار ثابتا لم تزلزله عاديات الزمان..اما التزامه بمبادئ الحزب العريق ..حزب الأمة.. وبرامجه.. فقد كان على رؤوس الأشهاد..لم ينحن للرهب او يسرع للرغب..فقد دخل فى امره ذاك على بصيرة وقناعه..كان محبوبا ومحترما.. عند كل من عرفه.. او تعامل معه..
كان شديد الايمان بالتعايش السلمى بين كل مكونات المنطقة..وهو من المبادرين بتكوين لجان السلام، التى اقامت اسواق السلام، وبخاصة سوق واروار، الذى اصبح الان مدينة كاملة الأركان.
وقد لاقى فى سبيل ذلك العنت والشطط والملاحقة والتضييق مع إخوانه المبادرين: المرحوم السيد حمدين وآدم دقشم وأحمد بشارة حسين، والأستاذ حسن شيخ الدين، وآدم عبدالرحمن الرضى(شارلستون) وآخرين.
إن فقد الشهيد إبراهيم فى هذا الوقت العصيب، وبهذه الطريقة الهمجية الأليمة أدمت قلوبنا ألماً قاسياً، وأشعلت في نفوسنا غضباً عارماً، وحسرة.. فلا بد من القصاص العادل الذى فيه للناس حياة، وإننا رغم الحزن والغضب والحسرة، إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي الله، وأننا على فراقك يا زين الشباب لمحزونون.
نحن إذ نشارك آل غلو الكرماء الصابرين وعموم أهلنا أم حماد..وعدال.. وأولاد عمران.. والفضلية والمسيرية..وجماهير الأنصار وحزب الأمة.. والأهل.. الاحزان ونبادلهم التعازي والمواساة..نسأل الله جلت قدرته أن يحشر فقيدنا الغالي إبراهيم مع من يحب، وأن يدخله جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وألهمنا جميعاً الصبر وحسن العزاء . إنا لله وإنا اليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.